أعلن وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، الأحد، توصل المسؤولين الأميركيين والصينيين إلى “إطار عمل ناجح للغاية” خلال مفاوضات تجارية استمرت يومين في العاصمة الماليزية كوالالمبور، استعداداً للقمة المرتقبة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والصيني شي جين بينج، الخميس المقبل، في كوريا الجنوبية، مرجحاً تمديد الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين، لكنه أحال القرار النهائي إلى الرئيس ترمب.
وأوضح بيسنت في تصريحات من كوالالمبور، عقب انتهاء المفاوضات، أن الجانبين ناقشا قضايا عدة، من بينها واردات الصين الزراعية من الولايات المتحدة، وصفقة تطبيق “تيك توك”، ومشكلة مخدر الفنتانيل، والتجارة، والمعادن النادرة، والعلاقات الثنائية بشكل عام.
وقال وزير الخزانة الأميركي: “بعد هذا الاجتماع، أقول نعم، لكن في نهاية المطاف، هذا قرار الرئيس ترمب”.
ووصف الوزير الأميركي، المحادثات، بأنها كانت “بنّاءة، شاملة، وعميقة”، مشيراً إلى أنها “أتاحت لنا المضي قدماً، ووضع الأساس لاجتماع القادة ضمن إطار إيجابي للغاية”.
وترأس وفد بكين نائب رئيس الوزراء الصيني، هي لي فنج، بمشاركة الممثل التجاري، لي تشنج جانج، ونائب وزير المالية، لياو مين، فيما ضمّ الجانب الأميركي الممثل التجاري، جيميسون جرير، إلى جانب بيسنت.
وقال جرير، لدى خروجه من المحادثات لمقابلة ترمب: “أعتقد أننا وصلنا إلى نقطة حيث سيعقد الزعيمان اجتماعاً مثمراً للغاية”.
وسعى الطرفان إلى تثبيت إطار يمنع التصعيد، مع ترك المجال مفتوحاً لمواصلة التفاوض بشأن النقاط الخلافية الأكثر حساسية.
وأضاف جرير للصحافيين، أن يومين من المحادثات بين الولايات المتحدة والصين أفضيا إلى “نتائج شبه مكتملة تقريباً، وجاهزة لعرضها على قادة البلدين”. وتابع: “سنتحدث عن الكثير من الأمور، أعتقد أن لدينا فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق شامل للغاية”.
وبدأ ترمب جولته الآسيوية التي تستمر 5 أيام، الأحد، من العاصمة الماليزية كوالالمبور، للمشاركة في أعمال قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا “آسيان”.
وتشمل جولته أيضاً اليابان، قبل أن يشارك لاحقاً في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC) في كوريا الجنوبية، في الفترة بين 31 أكتوبر و1 نوفمبر، والتي من المقرر أن يلتقي الرئيس الصيني على هامشها.
اتفاق تجاري شامل
وعبّر ترمب، الأحد، عن أمله في أن تسفر قمته المرتقبة مع الرئيس الصيني شي جين بينج في كوريا الجنوبية، الخميس المقبل، عن “اتفاق شامل”.
وقال ترمب في تصريحات للصحافيين قبل وصوله إلى كوالالمبور، إنه قد يناقش مع نظيره الصيني “مسألة تراجع مشتريات الصين من النفط الروسي”، وذلك في أعقاب العقوبات الأميركية المفروضة على شركتين نفطيتين كبيرتين في روسيا، حسبما أوردت “بلومبرغ”.
وأضاف ترمب أن الصين “قلّصت مشترياتها من النفط الروسي”، مشيراً إلى أن شركات صينية مملوكة للدولة، من بينها “سينوبك”، ألغت بعض مشترياتها من النفط الخام الروسي المنقول بحراً بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركتي “روسنفت” و”لوك أويل” الروسيتين.
وأعرب ترمب عن تفاؤله حيال محادثاته المرتقبة مع شي، قائلاً إنهما سيتطرقان إلى القطاع الزراعي، وإلى قيام الصين بتصدير مكونات مادة الفنتانيل (المخدر الصناعي شديد الخطورة).
وسيكون هذا اللقاء الأول وجهاً لوجه بين زعيمي أكبر اقتصادين في العالم، منذ عودة ترمب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي.
وتحدث ترمب وشي ثلاث مرات على الأقل هذا العام، وقال ترمب إن الاتصالات المباشرة هي “أفضل وسيلة لحل القضايا الخلافية”، بما في ذلك الرسوم الجمركية، والقيود على الصادرات، وشراء المنتجات الزراعية، والاتجار بالفنتانيل، إضافة إلى الملفات الجيوسياسية مثل تايوان والحرب في أوكرانيا.
وأضاف ترمب: “سنتحدث عن الكثير من الأمور، أعتقد أن لدينا فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق شامل للغاية”.
ومن المقرر أن تنتهي الهدنة التجارية بين البلدين في 10 نوفمبر المقبل، وذلك بعد أشهر من الاستقرار المبدئي في العلاقات الأميركية الصينية.
واشتعلت التوترات في الأسابيع الأخيرة، بعد أن وسعت واشنطن بعض القيود التكنولوجية، واقترحت فرض رسوم على السفن الصينية التي تدخل الموانئ الأميركية.
واستعملت الصين فول الصويا كورقة رئيسية للضغط على واشنطن، إذ توقفت عن شراء المحصول تماماً، بعد أن كانت أحد أكبر المشترين لفول الصويا الأميركي، إذا اشترت العام الماضي، ما قيمته حوالي 12.6 مليار دولار من البذور الزيتية، وبدلاً من ذلك، تحولت الصين إلى عمليات الشراء من أميركا الجنوبية، ما أضر بالمزارعين الأميركيين.
