دعا السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة مايك والتز في أول ظهور له أمام مجلس الأمن الدولي، الاثنين، روسيا إلى تهدئة التوترات ووقف السلوكيات “الخطرة”، متهماً موسكو بـ”انتهاك” أجواء إستونيا وبولندا العضوان في حلف شمال الأطلسي “الناتو”، مشدداً على أن واشنطن ستدافع عن “كل شبر من أراضي الناتو”.
وقال والتز، في كلمة له بعد أيام من مصادقة مجلس الشيوخ الأميركي على تعيينه، إن الولايات المتحدة سبق وأن دعت روسيا لـ”وقف الأفعال التي قد تؤدي إلى تصعيد الصراع”، بعد أن انتهكت طائراتها المسيرة المجال الجوي البولندي قبل 9 أيام.
وأشار والتز في جلسة طارئة لمجلس الأمن عقدت لمناقشة دخول مقاتلات روسية لأجواء إستونيا، أنه “رغم هذا التحذير، انتهكت روسيا مجدداً أجواء دولة عضو في الناتو”، في إشارة إلى إستونيا.
وأكد والتز أن “الولايات المتحدة والحلفاء سيدافعون عن كل شبر من أراضي الناتو، ويجب على روسيا أن توقف بشكل عاجل مثل هذا السلوك الخطير”.
ومضى قائلاً: “أجدد مرة أخرى دعوتي لروسيا، بصفتها عضواً دائماً في هذا المجلس، أن تتمسك بالسلم والأمن الدوليين، وأن تحترم سيادة جيرانها، وأن تتوقف عن انتهاك أجوائهم. وأدعو روسيا إلى التفاوض مباشرة مع أوكرانيا لإنهاء تلك الحرب”.
هجوم لاذع
وشنت إستونيا وحلفاؤها هجوماً لاذعاً على روسيا بسبب مزاعم اختراق مقاتلاتها مجالها الجوي، الأسبوع الماضي، واصفين سلوك موسكو خلال الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن بأنه “متهور وشائن”.
وكانت إستونيا طلبت عقد الاجتماع الطارئ بعد مزاعم دخول 3 مقاتلات روسية من طراز MiG-31 مجالها الجوي فوق خليج فنلندا من دون إذن، الجمعة.
ودعا وزير الخارجية الإستوني مارجوس تساهكنا، المجتمع الدولي إلى أن “يقف بحزم في المطالبة بإنهاء هذه الانتهاكات الصارخة لميثاق الأمم المتحدة من أجل منع مزيد من التصعيد”.
وأضاف: “تهديدات روسيا واستفزازاتها لن تُضعف تصميمنا على دعم أوكرانيا”.
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، إنها تعتقد أن الحادثة كانت “استفزازاً متعمداً، وأن روسيا تختبر حدود أوروبا وتقوّض أمنها”.
وذكرت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر، أن موسكو “تخاطر بدفع المنطقة نحو مواجهة مسلحة مباشرة بين الناتو وروسيا”، مؤكدةً، أن “تحالفنا دفاعي، لكن لا توهموا أنفسكم.. إذا اضطررنا إلى مواجهة طائرات تعمل في أجواء الناتو من دون إذن فسنفعل”.
أما نائب رئيس الوزراء البولندي رادوسواف سيكورسكي، فوجه خطابه مباشرة إلى الوفد الروسي قائلاً: “نحن نعلم أنكم لا تكترثون بالقانون الدولي وأنكم غير قادرين على العيش بسلام مع جيرانكم”.
روسيا تنفي
ونفت وزارة الدفاع الروسية دخول مقاتلاتها الأجواء الإستونية، لافتةً إلى أن الرحلات الجوية نُفذت “وفقاً للقواعد الدولية بدقة”، كما قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن “هذه الاتهامات تؤدي إلى تصعيد التوترات”.
وفي اجتماع مجلس الأمن، قال نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، إن “الطائرات بقيت في الأجواء الدولية”، متهماً أوروبا بـ”نشر أكاذيب صارخة”.
لكن الوزير الإستوني رد على هذا الادعاء بعرض خرائط وتسجيلات رادار تُظهر عبور المقاتلات الروسية إلى الأجواء الإستونية، كما عرض صوراً للمقاتلات الروسية.
وأشار تساهكنا، إلى أن الطائرات كانت في “حالة قتالية” ومزودة بصواريخ، موضحاً أن المقاتلات بقيت في الأجواء لمدة 12 دقيقة قبل أن يعترضها “الناتو”.
المادة الرابعة
وطلبت إستونيا إجراء مشاورات في حلف الناتو بموجب المادة الرابعة من معاهدة واشنطن بعد الحادث الذي وصفته، بأنه توغل “وقح غير مسبوق”.
ومن المقرر أن تُعقد، الثلاثاء، مشاورات بموجب المادة الرابعة من ميثاق حلف شمال الأطلسي بشأن تلك المسألة.
وتنص المادة الرابعة، على أن تتشاور الدول الأعضاء في حلف الأطلسي عندما يرى أي منها أن أراضي أي دولة أو استقلالها أو أمنها معرض للتهديد.
ويأتي ذلك بعد مرور أكثر من أسبوع على دخول أكثر من 20 طائرة مسيرة روسية المجال الجوي البولندي، مما دفع طائرات تابعة للحلف إلى التدخل وإسقاط عدد منها.
وتُعد إستونيا ثاني عضو في “الناتو” يطلب مشاورات بموجب المادة 4 في الأيام الأخيرة، بعد طلب بولندا، الأسبوع الماضي، إثر دخول عدة طائرات مسيرة ومقاتلات روسية أجواءها.