واشنطن: سنواصل استهداف الحوثيين ونتواصل مع إسرائيل بشأنها
قال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض الأميركي جون كيربي، الجمعة، إن الولايات المتحدة ستواصل ضرباتها ضد “قدرات” جماعة “الحوثي” اليمنية “طالما كانت قدراتها نشطة”، مشيراً إلى أن بلاده “تتواصل” مع إسرائيل من أجل أن تنفذ ضرباتها على الجماعة بـ”أقل تأثير ممكن على البنية التحتية المدنية”، وبـ”أقل خطر على المدنيين” في اليمن.
وأضاف كيربي خلال مؤتمر صحافي، أن “الحوثيين لا يزالون يشكلون تهديداً حقيقياً وقائماً لأمن وسلامة الشعب الإسرائيلي، إذ يواصلون إطلاق ضربات على أراضي الإسرائيلية، ولإسرائيل الحق في الدفاع عن أنفسهم”، وفق زعمه.
وشن الجيش الإسرائيلي غارات عدة على عدد من المواقع في اليمن، الخميس، بما في ذلك مطار صنعاء الدولي، وعدد من الموانئ اليمنية، فيما أعلنت وزارة الصحة التابعة للحوثين أن الغارات الإسرائيلية قتلت 6 وأصابت 40 آخرين.
وتابع كيربي خلال المؤتمر الصحافي قائلاً: كما قلنا من قبل ونكرر، كيفية دفاعهم عن أنفسهم مهمة بالطبع، ونريد أن نرى عملياتهم تتم بأقل تأثير ممكن على البنية التحتية المدنية، وبالتأكيد بأقل خطر على السكان المدنيين”.
وأشار المسؤول الأميركي، إلى أن المحادثات بين تل أبيب وواشنطن “مستمرة”، لافتاً إلى أن بلاده تعتقد أن هذه “الضربات فعالة”، لكنه أضاف: “من الواضح أن الحوثيين ما زالوا يشكلون تهديداً مستمراً، وما زال لديهم قدرات يستخدمونها ضد النشاط التجاري والعسكري في البحر الأحمر. وبالتالي، ستستمر هذه الضربات طالما استمر هذا التهديد”.
“طرق الشحن في البحر الأحمر”
وفي سؤال عن عدم سماع أخبار جديدة تتعلق بضربات ضد سفن الشحن المارة بالبحر الأحمر، أجاب كيربي: “هذا قد يكون مرتبطاً بعدة عوامل، وقد يكون ذلك لأن الحوثيين قللوا من هجماتهم على السفن أثناء تركيزهم على مهاجمة إسرائيل، أو قد يكون هناك عوامل أخرى، مثل توفر الاعتراضات والإمدادات”.
وأضاف: “نعتقد بالتأكيد أن الضربات التي قمنا بها كان لها دور في تقليل قدراتهم، حيث قمنا بتقليص هذه القدرات بشكل كبير، رغم أننا لم نقضِ عليها تماماً”.
وبينما أكد كيربي، أن الولايات المتحدة “تراقب الوضع عن كثب”، شدد في الوقت نفسه على “وجوب أن نؤكد أن الحوثيين لا يزال لديهم بعض القدرات لتنفيذ هذه الهجمات، سواء على الشحن أو ضد الشعب الإسرائيلي. لذلك ستظل هذه الجهود مستمرة لمواجهة تلك التهديدات”.
وتابع: “الحوثيون ما زالوا يمتلكون القدرة على شن هجمات على الشحن، لكننا نعتقد أننا أضعفنا قدرتهم على القيام بذلك بشكل كبير. بالإضافة إلى ذلك، لدينا قدرات دفاعية واسعة النطاق، ونعتقد أن أحد الأسباب التي جعلت الهجمات ضد الشحن التجاري غير ناجحة مؤخراً هو أننا نواصل تحسين وتعزيز قدراتنا الدفاعية لمنع هذه الهجمات من النجاح”.
وأشار إلى أنه “قد يكون أحد العوامل الأخرى أن الحوثيين زادوا من تركيزهم على الهجمات ضد إسرائيل. لذلك أعتقد أن الأمر يتعلق بمزيج من هذه العوامل”.
وشدد المسؤول الأميركي، على أن “الضربات ضد قدراتهم ستستمر طالما كنا نعتقد أن تلك القدرات لا تزال نشطة، وهي بالفعل لا تزال نشطة”.
إصابة موظف الأمم المتحدة
من جهتها، أعلنت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، أن أحد موظفي الأمم المتحدة الذي أصيب بجروح بالغة في الضربة إسرائيلية على مطار صنعاء، قد جرى إجلاؤه إلى الأردن للخضوع لمزيد من العلاج.
وكتب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس في منشور على منصة “إكس”، مرفق بصورة ظهر فيه جالساً في طائرة، وينظر إلى الرجل المصاب فيما يبدو: “يتعين وقف الهجمات على المدنيين والعاملين في المجال الإنساني في كل مكان، ليسوا هدفاً”.
وكان تيدروس في المطار ينتظر المغادرة حين وقع القصف الجوي الذي أدى إلى إصابة الرجل الذي يعمل في خدمة النقل الجوي الإنساني التابعة للأمم المتحدة. وقال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية، إن الرجل أصيب بجروح خطيرة.
وأشار تيدروس إلى أنه وموظف الأمم المتحدة موجودان الآن في الأردن، مضيفاً أن الرجل خضع لجراحة ناجحة قبل إجلائه للحصول على مزيد من العلاج.
وكان تيدروس في اليمن للتفاوض على إطلاق سراح موظفين تابعين للأمم المتحدة محتجزين هناك، وتقييم الوضع الإنساني.
وتطلق جماعة “الحوثي” بشكل متكرر طائرات مسيرة وصواريخ تجاه إسرائيل، فيما وصفته بأنه تضامن مع الفلسطينيين في غزة.
كما تسببت هجمات الحوثيين المستمرة منذ أكثر من عام في تعطيل ممرات شحن دولية، مما أجبر الشركات على تعديل مسارات الرحلات إلى طرق أطول.