قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، السبت، إن إدارة الرئيس دونالد ترمب “لن تتخلى عن دعمها الراسخ لتايوان” في مقابل إبرام الاتفاق التجاري مع الصين، حسبما نقلت “بلومبرغ”.
وأضاف روبيو في تصريحات متن طائرته وهو في طريقه من إسرائيل للانضمام إلى ترمب في العاصمة القطرية الدوحة، في الطريق إلى قمة “آسيان” بالعاصمة الماليزية كوالالمبور: “إذا كان ما يقلق الناس هو حصولنا على صفقة تجارية تُعطينا معاملة تفضيلية في التجارة مقابل الانسحاب من تايوان، فلا أحد يُفكر في ذلك”.
ومن المقرر أن يلتقي ترمب بالرئيس الصيني شي جين بينج، الخميس المقبل، خلال حضوره قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في كوريا الجنوبية، وهو أول اجتماع شخصي لهما منذ عودة ترمب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي.
وتتواصل، الأحد، لليوم الثاني على التوالي، اجتماعات بين مسؤولين صينيين وأميركيين، ضمن جولة جديدة من المحادثات التجارية التي تهدف إلى نزع فتيل التوتر القائم بين أكبر اقتصادين في العالم.
وقال الممثل التجاري الأميركي، جيميسون جرير، إن المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين “تتجه نحو نقطة تمكن الرئيسين ترمب وشي من عقد اجتماع مثمر”، وفق ما أوردت “رويترز”. واعتبرت وزارة الخزانة الأميركية أن الاجتماعات كانت “بناءة للغاية”.
ويشارك وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، ونائب رئيس الوزراء الصيني، هي لي فنج، في اجتماعات الأحد.
وذكرت “بلومبرغ”، أن المسؤولين الأميركيين والصينيين يركزون حالياً على “وضع اللمسات الأخيرة على مقترح يمكن رفعه إلى مستوى القادة”، وذلك “بعدما تمكّنا على الأرجح من حل أو على الأقل تضييق الخلافات بينهما، بشأن القضايا الرئيسية”.
وتُعدّ تايوان إحدى أبرز بؤر التوتر في علاقة الصين بالولايات المتحدة، والتي تشهد بالفعل توتراً بشأن قضايا مثل التجارة ونقل التكنولوجيا وحقوق الإنسان، إذ تعد واشنطن أكبر داعم عسكري لتايبيه، مع أن ترمب أشار إلى أن الجزيرة يجب أن تدفع ثمن الحماية الأميركية.
طموح صيني لفوز دبلوماسي
وجدد الرئيس الصيني ضغوطه على الولايات المتحدة لتغيير سياستها الراسخة بعدم دعم استقلال تايوان، إذ طلبت الصين من إدارة ترمب الإعلان رسمياً عن معارضتها للاستقلال، وهو تنازل من شأنه أن يُمثل فوزاً دبلوماسياً كبيراً لبكين.
وكان ترمب أقلّ حسماً، عندما سُئل سابقاً عن سياسة الولايات المتحدة تجاه تايوان على متن طائرة الرئاسة، إذ قال: “لا أريد التحدث عن ذلك الآن. لا أريد التسبب بأي تعقيد. الرحلة معقدة بما فيه الكفاية أصلًا”.
ويسعى الرئيس الصيني، في الوقت الراهن إلى اقتناص “جائزة كبرى”، تتمثل في إحداث تغيير في السياسة الأميركية تأمل بكين أن تؤدي إلى “عزل تايوان”، وذلك بعد أن مهد السبيل لعام من التواصل رفيع المستوى مع إدارة نظيره الأميركي دونالد ترمب.
ومع إبداء ترمب اهتماماً بإبرام اتفاق اقتصادي مع الصين خلال العام المقبل، يخطط الرئيس الصيني، للضغط على نظيره الأميركي من أجل إعلان موقف رسمي يفيد بأن الولايات المتحدة “تعارض” استقلال تايوان.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال”، ذكرت أنه منذ وصوله إلى السلطة في أواخر عام 2012، جعل شي من إعادة تايوان إلى سيطرة بكين، ركناً أساسياً من “الحلم الصيني” الذي يقوم على تحقيق النهضة الوطنية.
وفي خضم ولايته الثالثة غير المسبوقة، شدد شي مراراً على أن “إعادة التوحيد” أمر حتمي لا يمكن للقوى الخارجية أن توقفه، في إشارة إلى الدعم السياسي والعسكري الذي تقدمه واشنطن لتايبيه.
ويرى شي، وفق “وول ستريت جورنال”، أن الفرق بين عدم دعم استقلال تايوان ومعارضته صراحة، يتجاوز مجرد الخلاف على الألفاظ. فهذا التحول سيعني انتقال السياسة الأميركية من موقف الحياد إلى الانحياز الفعلي لبكين ضد سيادة تايوان، وهو تغيير من شأنه أن يعزز أكثر قبضة شي على السلطة داخلياً.
ويعتقد شي أنه قادر على إغراء ترمب لإحداث هذا التحوّل في الموقف من تايوان، إذ ترى بكين أن الرئيس الأميركي حريص على التوصل إلى صفقة اقتصادية، بحسب المصادر. وخلال محادثات مع نظرائهم الأميركيين، شدد مستشارون صينيون من خارج الحكومة على ضرورة أن تعلن واشنطن رسمياً معارضتها استقلال تايوان.
