اخر الاخبار

“والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم”.. موضوع خطبة الجمعة الثانية من رمضان

الجمعة 14 مارس 2025 | 10:43 صباحاً

كتب : محمود عبد الرحمن

أعلنت وزارة الأوقاف أن خطبة الجمعة اليوم ستحمل عنوان: “وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ”، حيث تهدف إلى تسليط الضوء على المكانة العظيمة التي ينالها الشهداء عند الله تعالى، وبيان الجزاء الكريم الذي أعده لهم.

 كما ستتناول الخطبة الثانية التحذير الشديد من خطورة المراهنات الإلكترونية وأثرها السلبي على الأفراد والمجتمع.

نص خطبة الجمعة اليوم

الحمد لله رب العالمين، نحمده حمدًا يليق بجلاله، ونثني عليه الخير كله، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، الرحمة المهداة للعالمين، وخاتم النبيين والمرسلين، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

إن أسمى معاني البطولة والتضحية تتجلى حين يقدم الإنسان روحه فداءً لوطنه، فيرتقي إلى منزلة لا تدانيها منزلة، وينال شرفًا لا يضاهيه شرف.

 لحظةٌ واحدة قد تساوي حياة بأكملها، حين يجد البطل نفسه أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن ينجو بنفسه ويترك وطنه عرضة للخطر، أو يفتديه بروحه ليحميه من التهديد. وعندما يدرك أن سلامة بلاده تكمن في التضحية بنفسه، يقدمها بكل فخر، ليبقى الوطن عامرًا بالأمن والنماء.

أيها المسلمون، تصوروا الشهيد في نعيم الفردوس، يشهد أجيالًا تنمو وأوطانًا تزدهر بفضل تضحيته، يرى الطبيب يداوي المرضى، والعالم يعلم الأجيال، والفلاح يحرث أرضه، والأم ترعى أبناءها. كل هؤلاء ينعمون بالأمان الذي صنعه بدمائه الطاهرة. لقد ضحى بنفسه ليحيا وطنه، فحقٌ علينا أن نكرمه، ونعترف بجميله، ونعلم أبناءنا سيرته المضيئة.

ولأن أجر الشهيد عند الله عظيم، فقد تكفل سبحانه ببيان فضله، فقال تعالى: {وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ}، فما أعظم هذه المنزلة! أيتها الأم الثكلى، أبشري، فقد صار ابنك البطل في مقعد صدق عند مليك مقتدر، ينعم بجزاء الله وفضله. 

لقد أخبرنا القرآن الكريم أن الشهداء ليسوا أمواتًا، بل أحياء عند ربهم يرزقون، يفرحون بنعيمهم، ويبشرون رفاقهم الذين ما زالوا على الأرض بأن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

وفي الحديث الشريف، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف عبد أبدًا”، كما أخبر أن الشهيد هو الوحيد الذي يستمر عمله بعد وفاته، فيكتب له الأجر حتى يوم القيامة، ويُصان من فتنة القبر.

عباد الله، ما أجمل أن تتزامن ذكرى الشهداء مع أيام العزة في رمضان! شهر الانتصارات الكبرى، من غزوة بدر إلى فتح مكة، إلى نصر العاشر من رمضان. إنها لحظات تذكّرنا ببطولات الأجيال التي قدمت أرواحها فداءً لوطنها، فأصبح دمهم نبراسًا يضيء لنا الطريق.

فلنقف جميعًا إجلالًا لشهدائنا، ولنحيي ذكراهم، ولنعلم أبناءنا معاني التضحية والشهامة، ونروي لهم قصص الأبطال الذين صنعوا مجد الأمة.

 خطبة الجمعة اليوم

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على أشرف خلقه، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد، أيها الإخوة، فإن شهر رمضان المبارك ميدان للتنافس في الطاعات، فاحرصوا على اغتنام خيراته، وابتعدوا عن المحرمات. وإن من أعظم صور الحرمان أن ينجرف الإنسان وراء الكسب الحرام، ومن ذلك المراهنات الإلكترونية التي تعد صورة من صور القمار المحرم، وأكل أموال الناس بالباطل، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

احذروا أيها الأحبة من الوقوع في هذه الفتن، ولا تفسدوا عبادتكم بمعاملات مشبوهة، فالمال الحرام يمحق البركة، ويورد صاحبه المهالك. 

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وجعلنا وإياكم من عتقائه في هذا الشهر الفضيل.

المصدر: بلدنا اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *