تواجه وزارة العدل الأميركية، انتقادات جديدة بعد حذف صور من ملفات قضية جيفري إبستين، من بينها صورة للرئيس دونالد ترمب، وذلك بعد أقل من يوم من نشرها، دون أي تفسير من الحكومة أو إشعار للجمهور.
وتضمنت الملفات المفقودة، التي كانت متاحة، الجمعة، ولم تعد قابلة للوصول، السبت، صوراً للوحات فنية تُظهر نساء عاريات، وأخرى تُظهر مجموعة من الصور على خزانة جانبية وفي أدراج. وفي تلك الصورة، داخل أحد الأدراج، كانت هناك صورة لترمب إلى جانب إبستين وميلانيا ترمب وشريكة إبستين جيسلين ماكسويل.
ولم ترد وزارة العدل الأميركية، السبت، على أسئلة بشأن سبب اختفاء الملفات، لكنها قالت في منشور على منصة “إكس”: “ستستمر مراجعة الصور والمواد الأخرى وإخفاؤها وفق القانون وبكل حرص مع حصولنا على معلومات إضافية”.
وأشارت وكالة “أسوشيتد برس”، إلى أن وزارة العدل الأميركية، حذفت 16 صورة، السبت، دون أي تفسير، بما في ذلك مستند يظهر أحد مكاتب إبستين، والذي كانت تظهر فيه صورتان لترمب.
وقال ديمقراطيون في لجنة الرقابة بمجلس النواب، السبت: “هذه الصورة، الملف 468، من ملفات إبستين والتي تتضمن دونالد ترمب، تم إزالتها الآن من ملفات وزارة العدل”.
وأضافوا: “بام بوندي (وزيرة العدل الأميركية)، هل هذا صحيح؟ ما الذي يتم التستر عليه؟ نحتاج إلى شفافية للجمهور الأميركي”.
ولفت مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي، الانتباه إلى المستندات المفقودة، قبل أن تعود الصور إلى الظهور بعد ساعات، لكن فقط من خلال رابطها المباشر، ولم تظهر في قائمة الملفات على موقع وزارة العدل.
وتأتي هذه التساؤلات بشأن الصور المنشورة ثم المحذوفة فيما تواجه إدارة ترمب بالفعل انتقادات بسبب حجب آلاف الوثائق المتعلقة بإبستين. وكان نشر هذه الوثائق، طال انتظاره، وقد فرضه قانون أقره الكونجرس ووقّعه ترمب، الشهر الماضي.
صمت ترمب
وقال مسؤولون في إدارة ترمب، إن أي حجب تم لحماية ضحايا الإتجار بالجنس، ووعدوا بنشر المزيد من الوثائق في الأسابيع المقبلة بعد فرزها للتأكد من عدم الكشف عن هوية الضحايا.
ولم يتطرق ترمب إلى الجدل حول قضية إبستين، الذي سبق وأن وصفه بـ”الخدعة”، منذ نشر الوثائق، الجمعة. ولم يذكر الأمر خلال تجمع انتخابي في نورث كارولاينا استمر أكثر من ساعة.
وكانت الملفات المنشورة حتى الآن، مليئة بصور من منازل إبستين في مدينة نيويورك وجزر العذراء الأميركية، مع بعض الصور للمشاهير والسياسيين.
وكان هناك مجموعة من الصور للرئيس السابق بيل كلينتون، بينما كانت صور ترمب قليلة جداً. وقد ارتبط كلاهما بإبستين في السابق، لكن كليهما أنكر لاحقاً تلك الصداقات. ولم يُتهم أي منهما بأي مخالفات مرتبطة بإبستين، ولا توجد مؤشرات على أن الصور لعبت دوراً في القضايا الجنائية الموجهة ضده.
وعلى الرغم من أن الكونجرس حدد الجمعة كموعد نهائي لنشر كل الوثائق، قالت وزارة العدل إنها تخطط لإصدار السجلات بشكل متدرج. وأرجعت التأخير إلى الوقت الطويل المطلوب لإخفاء أسماء الناجيات ومعلومات تعريفية أخرى. ولم تُحدد الوزارة أي موعد لنشر المزيد من الوثائق.
وأثار هذا الأسلوب غضب بعض ضحايا إبستين وأعضاء الكونجرس، الذين دفعوا لتمرير القانون لإجبار الوزارة على التحرك. فبدلاً من أن يمثّل الإفراج عن الوثائق، الجمعة، نهاية معركة طويلة من أجل الشفافية، كان مجرد بداية لانتظار غير محدد للحصول على صورة كاملة لجرائم إبستين والخطوات التي اتخذت للتحقيق فيها، وفق “أسوشيتد برس”.
وقالت مارينا لاسيردا، التي تقول إن إبستين بدأ استغلالها جنسياً في قصره في نيويورك عندما كانت تبلغ من العمر 14 عاماً: “أشعر مرة أخرى أن وزارة العدل، ونظام العدالة، يخذلاننا”.
ووجّه المدّعون الفيدراليون في نيويورك، تهماً بالإتجار بالجنس ضد إبستين في عام 2019، لكنه انتحر في السجن بعد اعتقاله.
والوثائق التي نُشرت مؤخراً تمثّل جزءاً صغيراً من ملايين الصفحات في حوزة وزارة العدل الأميركية. على سبيل المثال، قال النائب العام المساعد تود بلانش إن المدّعين الفيدراليين في مانهاتن، كانوا يمتلكون أكثر من 3.6 مليون سجل من تحقيقات الإتجار بالجنس ضد إبستين وماكسويل.
وكانت العديد من الوثائق المنشورة حتى الآن، قد تم الكشف عنها سابقاً في مرافعات قضائية أو إفصاحات برلمانية أو طلبات الحصول على معلومات.
