وزراء دفاع أوروبيين يبحثون تعزيز التعاون العسكري ودعم كييف

اجتمع وزراء دفاع دول بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا في باريس، الأربعاء، متعهدين بـ”اتخاذ خطوات ملموسة لتعزيز الدفاع الأوروبي”، و”توفير ضمانات أمنية لأوكرانيا”، في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا.
وقال وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع: “في الوقت الحالي، هناك قرابة 15 دولة مهتمة بمناقشة هيكل أمني جديد لأوكرانيا”، فيما اعتبر وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، أن مقترح وقف إطلاق النار لمدته 30 يوماً “خطوة صحيحة،، لكننا بحاجة إلى سلام طويل المدى”.
وأعرب بيستوريوس، عن رغبة أوروبا بـ”شراء المزيد من المعدات الدفاعية، والقيام بذلك بشكل مشترك”، مشدداً على “الحاجة الماسة إلى توحيد إجراءات اعتماد المعدات العسكرية في أوروبا”.
ودُعي وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف لحضور اجتماع تمهيدي لمناقشة المساعدات المقدمة لكييف، قبل عقد اجتماع آخر ركز على بناء القدرات الدفاعية الأوروبية، بحسب وكالة “رويترز”.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية على منصة “إكس”، إن بريطانيا “تعمل بشكل وثيق أكثر من أي وقت مضى مع حلفائها الأوروبيين لتعزيز الأمن الجماعي، وضمان السلام العادل والدائم في أوكرانيا”.
وأكد وزير الدفاع البريطاني جون هيلي، أن “الدول الأوروبية تُكثّف جهودها عبر تعميق التعاون الدفاعي، وزيادة الإنفاق، وتعزيز القوة الجماعية”.
وتابع: “نرسل رسالة واضحة: لن نتردد في الوقوف إلى جانب أوكرانيا والدفاع عن قيمنا المشتركة”.
وخلال الأسابيع الماضية، تعاونت فرنسا وبريطانيا، وهما قوتان نوويتان، بشكل كبير لحشد الدعم الأوروبي لأوكرانيا في ظل المخاوف من سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأقل تشدداً تجاه روسيا.
اجتماع باريس دون مشاركة أميركية
واجتمع أكثر من 30 قائداً لجيوش دول غربية في باريس، الثلاثاء، سعياً لتحمل المزيد من المسؤولية في دعم أوكرانيا، فيما غابت الولايات المتحدة عن هذا الاجتماع.
والاجتماع الذي ضم 34 من رؤساء أركان الجيوش، بما في ذلك حلف شمال الأطلسي “الناتو” ودول الاتحاد الأوروبي واليابان وأستراليا، كان مغلقاً، فيما وصفته وكالة “رويترز” بأنه “اجتماع نادر، وربما غير مسبوق” بسبب عدم مشاركة الولايات المتحدة، الحليف الأقرب للدول الغربية.
وتهدف المحادثات إلى “تقييم الخيارات والقدرات لضمان أمن أوكرانيا في حالة وقف إطلاق النار”، بما في ذلك إمكانية “إرسال قوات حفظ سلام أوروبية”، و”الحفاظ على القوة العسكرية لكييف” على المدى الطويل.
وقال دبلوماسي أوروبي مشارك في المحادثات، إن “الرسالة السياسية هي أننا نستطيع أن نفعل ذلك معاً ومن دون الولايات المتحدة، لكن من الواضح أن هناك أشياء لا يمكننا القيام بها، والمشكلة مع روسيا هي أننا بحاجة إلى الردع”، مضيفاً أن “الاجتماع كان مخطط له مسبقاً”.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن الأسبوع الماضي أن باريس ستستضيف اجتماعاً لقادة الجيوش الأوروبية. وأضاف في خطاب إلى الفرنسيين أن بلاده “لديها الجيش الأكثر كفاءة وفعالية في أوروبا.. كما أن لديها أسلحة نووية يمكن استدعاؤها إذا لزم الأمر”.
وقال مسؤول عسكري لـ”رويترز”، إن الولايات المتحدة لم تتم دعوتها، في إشارة مقصودة إلى أن أوروبا والشركاء الآخرين يمكنهم تحمل مسؤولياتهم، نظراً لأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب نأى بنفسه عن الحلفاء.
وذكر مسؤولون أن وجود دول مثل اليابان وأستراليا، وكلاهما يواجه أيضاً حالة من عدم اليقين من الإدارة الأميركية الجديدة، “يظهر شعوراً أعمق بعدم الراحة بين حلفاء واشنطن التقليديين”.