وزيرة أميركية تشيد بإجراءات جامعة كولومبيا لاستعادة تمويل

وصفت وزيرة التعليم الأميركية ليندا مكماهون، الأحد، الإجراءات التي اتخذتها جامعة كولومبيا تحت ضغط من إدارة الرئيس دونالد ترمب، بأنها خطوات أولى جيدة نحو استعادة جزء من التمويل الاتحادي الذي توقف بسبب اتهامات للجامعة بأنها “تتهاون مع معاداة السامية في الحرم الجامعي”.
وقالت مكماهون في تصريحات لشبكة CNN: “نحن على الطريق الصحيح الآن للتأكد من إجراء المفاوضات النهائية لرفع تجميد تلك الأموال”.
ووضعت الجامعة الجمعة، خططاً لتعديل إجراءاتها التأديبية، وقررت تعيين أفراد أمن بصلاحيات اعتقال ومسؤول جديد بصلاحيات واسعة لمراجعة الأقسام التي تُقدم دورات دراسية عن الشرق الأوسط.
كما حظرت ارتداء الكمامات داخل الحرم الجامعي في حال كان ارتداؤها بغرض مخالفة القواعد أو القوانين.
وجاءت هذه الإجراءات رداً على تهديد إدارة ترمب بسحب نحو 400 مليون دولار من الأموال الاتحادية الموجهة للجامعة؛ بسبب “استمرار تقاعسها عن مواجهة المضايقات المستمرة للطلاب اليهود”.
“محادثات جيدة”
وقالت مكماهون إنها “أجرت محادثات جيدة مع رئيسة الجامعة المؤقتة كاترينا أرمسترونج”.
وأضافت: “رئيسة الجامعة المؤقتة تعلم أن من مسؤوليتها ضمان سلامة الطلاب في حرمها الجامعي. أرادت التأكد من عدم وجود أي نوع من التمييز”.
وتابعت: “كما أنها أرادت معالجة أي قضايا نظامية جرى رصدها فيما يتعلق بمعاداة السامية في الحرم الجامعي، لذا فقد عملوا بجد في فترة قصيرة جداً”.
وتواجه جامعة كولومبيا تدقيقاً بسبب دورها الرائد في حركة الاحتجاج الطلابية المؤيدة للفلسطينيين والمعادية لإسرائيل التي اجتاحت الجامعات منذ بدء حرب إسرائيل على غزة في أعقاب هجوم حركة “حماس” على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
ويواجه المتظاهرون من الجانبين اتهامات بمعاداة السامية وكراهية الإسلام والعنصرية.
ودافعت الجامعة عن نفسها قائلة إنها “عملت على تحقيق التوازن بين حرية التعبير دون التهاون مع معاداة السامية أو أي شكل آخر من أشكال التحيز”.
“إصلاح” في سياسة الجامعة
وكانت جامعة كولومبيا الأميركية، قد وافقت على إصلاح سياستها الاحتجاجية وممارساتها الأمنية في خطوة اعتبرها أكاديميون وأساتذة بمثابة “استسلام” لإدارة الرئيس دونالد ترمب “المتعنتة”، بعد تهديد الصرح العلمي بخسارة 400 مليون دولار من التمويل الفيدرالي، فيما احتفى آخرون بالقرار باعتباره “إعادة ضبط” مستحقة، حسبما أفادت صحيفة “نيويورك تايمز”.
وجاء في رسالة قدمها مجلس أمناء جامعة كولومبيا لأعضاء الهيئة، أنه استخدم المحادثات مع الحكومة لتقديم خطط للتغيير، كما أصرّ المجلس على أنه “يدعم نهج الرئيسة المؤقتة للجامعة الدكتورة كاترينا أرمسترونج وبحماية المبادئ الأساسية لجامعة كولومبيا، وهي التميّز الأكاديمي، والبحث المفتوح، وحرية التعبير الراسخة”.
ولم يتطرق مجلس إدارة جامعة كولومبيا إلى التمويل في رسالته، بل أكد على مسؤوليته في معالجة المخاوف بشأن “معاداة السامية والتمييز والمضايقة والتحيز”، وأنه “ملتزم بتهيئة بيئة أفضل في الحرم الجامعي”.
وكانت الرسالة بمثابة محاولة افتتاحية في المفاوضات الجارية مع الحكومة الفيدرالية للسماح بتدفق مبلغ 400 مليون دولار مرة أخرى، لكن إدارة ترمب لم تُعلن علناً عن التنازلات الأخرى التي قد تطلبها من جامعة كولومبيا أو عشرات الجامعات الأخرى، مثل هاواي هارفارد، والتي بدأت التدقيق فيهما منذ تولي الرئيس السلطة في 20 يناير.