خلص جهاز الرقابة الداخلي في وزارة الحرب الأميركية “البنتاجون” إلى أن الوزير بيت هيجسيث عرّض معلومات عسكرية حساسة للخطر، وربما تسبب في تهديد سلامة الجنود الأميركيين، بعدما شارك تفاصيل مرتبطة بعمليات عسكرية في اليمن داخل مجموعة دردشة خاصة على تطبيق “سيجنال” في وقت سابق هذا العام، وفق ما نقلته شبكة CBS NEWS عن مسؤول أميركي، ومصدر مطّلع على نتائج التقرير.
وقال المصدران إن التقرير أكد أن هيجسيث انتهك لوائح وزارة الحرب باستخدامه هاتفه الشخصي لأغراض رسمية، ونقل معلومات عسكرية حساسة لكبار مسؤولي إدارة الرئيس دونالد ترمب، ورئيس تحرير مجلة “ذي أتلانتيك”.
وأُرسل إصدار سري من تقرير المفتش العام إلى الكونجرس، الثلاثاء، بينما يُتوقع نشر نسخة غير منقحة، الخميس، ووفقاً للمصادر، أكد التقرير أن المعلومات التي نشرها هيجسيث في دردشة “سيجنال” كانت مستمدة من بريد إلكتروني سري يحمل تصنيف “سري/غير قابل للمشاركة مع الأجانب”.
وشارك تلك المعلومات الجنرال مايكل كوريلا، الذي كان حينها قائد القيادة المركزية الأميركية المشرفة على العمليات العسكرية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وجزء من جنوب آسيا.
وتشير علامة “سري” إلى أن المعلومات مصنّفة، وأن نشرها من دون تفويض قد يلحق “ضرراً بالغاً” بالأمن القومي، ويعرّض حياة العسكريين للخطر، أما وسم NOFORN فيعني أن تداول هذه المعلومات محصور بالجهات الأميركية فقط، ولا يجوز مشاركتها مع أي أطراف أجنبية، بما في ذلك أقرب الحلفاء.
وذكرت المصادر أن التقرير خلص إلى أنه لو تمكن خصم أجنبي من اعتراض تلك المعلومات، لشكل ذلك خطراً واضحاً على القوات الأميركية ومهامها العسكرية.
وأوضح التقرير أنه لا يحدد ما إذا كان هيجسيث قد رفع السرية عن المعلومات قبل نشرها في مجموعة الدردشة التي كانت تضم أيضاً مسؤولين كباراً في إدارة ترمب، إضافة إلى جيفري جولدبيرج، رئيس تحرير مجلة “ذي أتلانتيك”، الذي نشر القصة في مارس.
وبعد يوم واحد من نشر تقرير “ذي أتلانتيك”، نفذت القيادة الأميركية في إفريقيا، بالتنسيق مع حكومة الصومال، غارات جوية متعددة استهدفت عناصر مرتبطة بتنظيم “داعش”.
وأعلنت القيادة أن الغارات تمت قرب جبال جوليس، وأسفرت عن قتل عدد من “عناصر داعش في الصومال”.
وبعد تصريحات عدد من مسؤولي إدارة ترمب بأن المعلومات في دردشة “سيجنال” لم تكن سرية، قدمت CBS NEWS في مارس طلباً بموجب قانون حرية المعلومات للحصول على تفاصيل مشابهة عن الغارة التي نُفذت في الصومال في 25 مارس، وذلك سعياً للتحقق مما إذا كانت معلومات مماثلة يمكن نشرها إذا كانت غير سرية كما زعم هيجسيث.
لكن رد القيادة الأميركية في إفريقيا الذي وصل في سبتمبر كان واضحاً، وهو أن المعلومات لا تزال مصنفة وسرية، ونشرها “قد يضر بالأمن القومي”، وفق رسالة من الجنرال في مشاة البحرية ماثيو ترولينجر، رئيس أركان القيادة.
وجاء في الرسالة: “المعلومات مصنفة حالياً وبشكل صحيح بموجب الأمر التنفيذي 13526، وقد خلصت إلى أن الإفراج عن الوثائق سيلحق ضرراً متوقعاً بالأمن القومي”.
