قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الثلاثاء، إن الرئيس دونالد ترمب يتولى ملف إنهاء الحرب في السودان شخصياً.

وأضاف روبيو خلال اجتماع الحكومة الأميركية بحضور ترمب: “شرف عظيم أن أكون شاهداً على ما أعتقد أنه العام الأكثر تحولاً في السياسة الخارجية الأميركية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية على الأقل، وهو تحول لأنه لأول مرة منذ فترة طويلة، لدينا رئيس يضع أميركا في طليعة كل قرار نتخذه في علاقاتنا مع العالم، وقد يبدو هذا غريباً لبعض الناس.. بالطبع تعلمون أن هذا لم يكن الحال دائماً حتى قبل عام تقريباً”. 

وقال الرئيس الأميركي في بداية الاجتماع: “كانت بلدنا في حالة سيئة.. قبل عام، كانت بلادنا ميتة.. الآن لدينا أكثر بلدان العالم ازدهاراً، في عهد إدارة (جو) بايدن، لم يكن هناك سوى تريليون دولار من الاستثمارات الجديدة في الولايات المتحدة، وفي غضون عشرة أشهر، حصلنا على التزامات تزيد على 18 تريليون دولار”.

إنهاء الحرب في السودان

وكان ترمب قد أعلن خلال منتدى الاستثمار الأميركي السعودي في نوفمبر الماضي، أنه سيعمل على إنهاء الحرب في السودان بعد أن طلب منه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان التدخل لحل الصراع، فيما رحب السودان بالجهود السعودية والأميركية لتحقيق السلام.

وقال ترمب في منتدى الاستثمار الأميركي السعودي، الذي عقد على هامش القمة السعودية الأميركية، وبحضور ولي العهد السعودي “ذكر (ولي العهد) السودان، وقال: أنت تتحدث عن الكثير من الحروب، لكن هناك مكان على الأرض يُدعى السودان، وما يحدث هناك أمرٌ مروع”.

وأضاف الرئيس الأميركي: “بدأنا العمل على ذلك بالفعل”، وأوضح أن إدارته بدأت دراسة القضية بعد نصف ساعة من شرح ولي العهد السعودي لأهميتها، وقال “سنعمل مع المملكة العربية السعودية والإمارات ومصر، وشركاء آخرين في الشرق الأوسط من أجل وضع حد لهذه الفظائع”.

كان عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، قد دعا الولايات المتحدة وحلفاء بلاده الإقليميين إلى اتخاذ خطوات حاسمة لإنهاء الحرب الدائرة في البلاد منذ أبريل 2023، مؤكداً أن “أي سلام دائم يستلزم تفكيك قوات الدعم السريع”.

وقال البرهان في مقال رأي نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال”، في نوفمبر، إن السودانيين ينظرون بإيجابية إلى تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب ووزير الخارجية ماركو روبيو الأخيرة بشأن الحرب، معتبراً أنها “سمّت الأشياء بمسمياتها، وحددت الطرف المسؤول عن اندلاع الصراع”.

وأضاف أن الشعب السوداني ينتظر من واشنطن “البناء على هذا الوضوح واتخاذ الخطوة التالية”، مشيراً إلى أن هناك قناعة واسعة بأن الإدارة الأميركية الحالية تمتلك “الصرامة الكافية” لمواجهة الأطراف الخارجية التي تساهم في إطالة أمد الحرب.

وقف إطلاق النار لمدة 3 أشهر

كان كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والإفريقية مسعد بولس، أطلق تحركاً دبلوماسياً مكثفاً مع الأطراف المعنية في السودان بهدف وقف إطلاق النار، وذلك فور إعلان ترمب عن نيّته البدء بالعمل على الملف بناء على طلب الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته إلى واشنطن في وقت سابق من الشهر الجاري.

ويهدف التحرك الأميركي إلى وقف إطلاق النار لمدة 3 أشهر، يتزامن مع بدء إدخال المساعدات الإنسانية، ويسير بالتوازي مع مفاوضات للتوصّل إلى حل سياسي.

ورحبت الحكومة السودانية، وقوات الدعم السريع، وقوى سياسية سودانية أخرى، بجهود ولي العهد السعودي والرئيس الأميركي الداعمة لوضع حد للصراع الدائر في البلاد منذ أبريل 2023.

واندلعت الحرب في السودان في عام 2023، وسط صراع على السلطة بين القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع، قبيل انتقال مُخطط له إلى الحكم المدني، وتسبب الصراع في عمليات قتل على أساس عرقي ودمار واسع النطاق ونزوح جماعي.

شاركها.