قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الأربعاء إن إيران مهتمة باستئناف المحادثات حول برنامجها النووي، الذي تخشى دول غربية من استخدامه في تصنيع قنبلة نووية.

ونقلت قناة “RT” الروسية عن لافروف قوله إن “الغرب يبذل كل ما في وسعه لضمان عدم إجراء مفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني بمشاركة الولايات المتحدة”.

وكانت الأمم المتحدة أعادت، الشهر الماضي، فرض العقوبات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني بعد أن فعلت مجموعة الترويكا الأوروبية “آلية الزناد”، متهمة طهران بانتهاك الاتفاق النووي الذي جرى التوصل إليه عام 2015، وأعلنت واشنطن انسحابها منه بعد نحو 3 سنوات.

“اتفاق القاهرة”

في المقابل، ردّت طهران بأن “اتفاق القاهرة” الذي أبرمته مع وكالة الطاقة الذرية خلال سبتمبر الماضي، لم يعد سارياً في ظل التغييرات الأخيرة على الساحة الدولية وتفعيل آلية “سناب باك”، مشددةً على أن الحل النهائي لملف البرنامج النووي لبلاده هو المفاوضات.

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في تصريحات قبل أيام إن “الظروف تغيرت، وعلينا وضع إطار جديد للتعاون مع الوكالة في ضوء المخاوف القائمة وتفعيل (سناب باك)”، مشيراً إلى أن “اتفاق القاهرة فقد فعاليته، وعلينا مواجهة الشروط الجديدة واتخاذ قرارات جديدة”.

وأوضح عراقجي أن إيران سعت لإيجاد حل تفاوضي عادل ومتوازن لبرنامجها النووي، لكن الدول الغربية رفضت ذلك بسبب مطالبها “المفرطة”، مضيفاً أن على جميع الدول أن تدرك “الحق المشروع لإيران والفهم الصحيح للوضع الذي أوجده الغرب”.

وفي يونيو الماضي، شنّت إسرائيل والولايات المتحدة هجمات غير مسبوقة على إيران، شملت منشآت نووية، وقادة كبار في الجيش، وعلماء. 

موسكو والعقوبات على طهران

وفي وقت سابق الاثنين، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن مجموعة “الترويكا الأوروبية”، المكونة من بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، استخدمت “آلية الزناد” المنصوص عليها في الاتفاق النووي لفرض مطالب الولايات المتحدة على مجلس الأمن الدولي.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن بقائي قوله: “شروط الدول الأوروبية الثلاث مقابل عدم تنفيذ آلية الزناد غير منطقية وغير معقولة”، في إشارة إلى إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة التي عُلقت بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وتابع: “شروط الدول الأوروبية الثلاث للدخول في حوار مع أميركا كانت غير منطقية، كما أنها لم تُظهر نفسها كطرف يمتلك الإرادة السياسية المستقلة، ولذلك ستكون الظروف المقبلة مختلفة. نحن نؤمن بأن طريق الدبلوماسية لا يُغلق أبداً، ومتى ما وجدنا أن الدبلوماسية مثمرة فلن نتردد في استخدامها، غير أن الدول الأوروبية الثلاث أثبتت أن الدبلوماسية معها غير مجدية”.

وفي مطلع أكتوبر، قال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن موسكو لا تعترف بإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران، وذلك رداً على سؤال عما إذا كانت بلاده ستطبق هذه الإجراءات.

وأضاف نيبينزيا خلال مؤتمر صحافي بمناسبة بدء رئاسة روسيا لمجلس الأمن الدولي هذا الشهر: “لا نعترف بدخول عملية إعادة فرض العقوبات حيز التنفيذ.. سنعيش في واقعين متوازيين، لأن إعادة فرض العقوبات بالنسبة للبعض حدثت، وبالنسبة لنا لم تحدث، وهذا سيسبب مشكلة.. لكن كيف سنحل الأمر.. دعونا نرى”.

“تأجيج التوتر في الشرق الأوسط”

وفي في 10 سبتمبر الماضي، وقّعت إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بالعاصمة المصرية القاهرة، اتفاقاً لاستئناف التعاون الفني بين الجانبين، ومنها الإجراءات العملية لعودة أنشطة تفتيش المنشآت النووية، وسط تحذيرات إيرانية من أن تطبيق عقوبات الأمم المتحدة يعني نهاية “الخطوات العملية” المنصوص عليها في الاتفاق.

وجاء الإعلان عقب اجتماع بين وزيري الخارجية المصري بدر عبد العاطي، والإيراني عباس عراقجي، والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي.

ولم يتسن للوكالة الدولية دخول منشآت إيران النووية الرئيسية منذ قصف الولايات المتحدة وإسرائيل لها في يونيو الماضي، وأصدر البرلمان الإيراني، حينها، قانوناً يعلق التعاون مع الوكالة، وينص على أن أي عمليات تفتيش يجب أن تتم بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي.

وقد يؤدي إنهاء الاتفاق النووي القائم منذ عشرة أعوام، والذي اتفقت عليه في الأصل إيران، وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، والولايات المتحدة، وروسيا، والصين، إلى تأجيج التوترات في الشرق الأوسط، بعد أشهر فقط من قصف إسرائيل، وواشنطن لمواقع نووية في إيران.

ومع عودة عقوبات الأمم المتحدة، ستخضع إيران مجدداً لحظر على الأسلحة، وجميع أنشطة تخصيب اليورانيوم وإعادة معالجته، فضلاً عن حظر أي نشاط يتعلق بالصواريخ الباليستية القادرة على حمل أسلحة نووية.

وتشمل العقوبات الأخرى التي سيعاد فرضها حظراً على السفر لعشرات المواطنين الإيرانيين، وتجميداً للأصول يشمل عشرات الأشخاص والكيانات، وحظراً على توريد كل ما يمكن استخدامه في برنامج إيران النووي.

شاركها.