اخر الاخبار

وزير الخارجية السعودي: علينا مساعدة الإدارة السورية الجديدة

طالب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الثلاثاء، بـ”مد يد المساعدة للإدارة السورية الجديدة، والتواصل معها، ومنحها المزيد من الوقت”، وقال إن بلاده ملتزمة بالاتجاه الداعي إلى التقدم في العلاقات مع طهران، مشدداً على ضرورة تجنب الحرب بين إسرائيل وإيران.

وأضاف خلال مشاركته في جلسة بعنوان “الدبلوماسية في أوقات الفوضى” على هامش منتدى “دافوس”: “الرئيس الأميركي دونالد ترمب كان واضحاً في أنه لا يفضل النزاع والصراع، وآمل أن تشمل هذه المقاربة المعتمدة، إيران، وأن يكون التعامل إيجابياً”، مشيراً إلى أن هناك فرصة لطي صفحة الخلافات، ومعتبراً أنه من الممكن ترجمة ذلك على أرض الواقع من خلال التركيز على عوامل النمو والازدهار.

وأكد وزير الخارجية السعودي أن المملكة ملتزمة بهذا التوجه، وتتطلع إلى أن تشهد العلاقات استمراراً في التقدم، ومضى قائلاً: “هناك فرص كبير في المنطقة، على الرغم من أن السنة الماضية كانت صعبة جداً، لكن قدرتنا على الصمود والتطلع للمستقبل سواء في السعودية ودول الخليج، هي التي تدفع من قدرتنا على الإيفاء بالأجندة الاقتصادية”.

وأضاف:”كما رأينا مع لبنان وسوريا، وبشكل محتمل في غزة، هناك إيجابية تخيم على هذه المناطق، ولكن هل هناك مخاطر؟.. بالتأكيد”.

وأكد وزير الخارجية السعودي أن الحرب بين إيران وإسرائيل أو أي حرب في المنطقة، أمر يجب تفاديه مهما كلف الأمر، لافتاً إلى أن “الإدارة الأميركية الجديدة لا تذكي الحروب ولا تفضلها”.

وعند سؤاله عن شعور طهران تجاه “اتفاق غزة” قال:” لا أعرف، ولكن آمل أن يكونوا كما نحن ملتزمون بالمستقبل الذي يركز على التعاون، لا سيما أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حدث إيجابي؛ لأنه يعني وضع حد لقتل المدنيين في القطاع”.

العلاقات مع الإدارة السورية الجديدة 

وبشأن العلاقات مع الإدارة السورية الجديدة قال:” هناك إدارة سورية تتحدث بشكل صائب في العلن وخلف الكواليس، كما أنها تفعل الأمور الجيدة، إضافة إلى أن هناك شعباً متمكناً، وكذلك موارد تزيد من إمكانية الانتقال إلى مراحل إيجابية”.

وأكد الأمير فيصل بن فرحان ضرورة التواصل مع الإدارة السورية الجديدة ومنحها مزيداً من الوقت، مضيفاً: “علينا مد يد المساعدة؛ لأنه هناك دولة منهارة، وحاجة ماسة إلى إعادة البناء من الصفر”، مشيراً إلى أن الشعب السوري لم يكن يتوقع الوصول إلى هذه النقطة، لكنه يتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقاً.

وأشار وزير الخارجية السعودي إلى أن الإدارة السورية الجديدة متحمسة للتعامل مع الشركاء في الإقليم والمجتمع الدولي بطريقة تتسم بالاستجابة مع التعليقات التي تساهم في أن يكونوا على المسار الصحيح، مشدداً على أهمية التفاعل معها، والصبر عليها.

وتطرق الأمير فيصل بن فرحان إلى ضرورة رفع العقوبات عن سوريا، معتبراً أنها “تثقل كاهل الإدارة السورية الجديدة، خاصة أن العقوبات المفروضة عليها بسبب ممارسات الرئيس السوري السابق (بشار الأسد)”.

وقال:”سمعنا عن رفع العقوبات من الاتحاد الأوروبي، ونحن بحاجة إلى المزيد، لا سيما وأن البلد بحاجة إلى الانتشال، والعقوبات ستزيد من صعوبات تحقيق ذلك، لذلك كلما تحركنا بشكل مبكر، كلما جعلنا من هذا الانتقال أكثر فاعلية واستدامة”.

التخطيط لزيارة لبنان 

وبشأن تقييم الوضع في لبنان، قال الأمير فيصل بن فرحان: “رأينا انتخاباً للرئيس بعد طول انتظار، وهذا أمر إيجابي جداً كما نترقب تشكيل الحكومة”، مؤكداً الحاجة إلى رؤية إصلاحات ملموسة، والتزام في لبنان بأن لا يتطلع إلى الماضي بل إلى المستقبل، من أجل إعادة التفاعل مع البلاد.

وأشار وزير الخارجية السعودي إلى أنه يخطط إلى زيارة لبنان، هذا الأسبوع، قائلاً: “سأزور لبنان وبناءً على ما أسمع وما أرى سوف أغذي الرؤية السعودية بشأن لبنان، لا سيما وأن ما يجري في المباحثات والمشاورات إلى حد الآن يجعلني متفائلاً”.

وأضاف: “لكن الأمر في يد اللبنانيين، عليهم أن يتخذوا القرار والخيار الذي يخدم تغيير المسار بما يخدم مصالح بلدهم، هذا ما نسمعه، وآمل ترجمة ذلك من خلال إجراءات ملموسة ومستدامة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *