وصف وزير الدفاع الأميركي، بيت هيجسيث، السبت، الخطر الذي تمثله الصين بأنه “حقيقي ووشيك”، وحث حلفاء الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادي على زيادة إنفاقهم على احتياجاتهم الدفاعية.
وقال وزير الدفاع الأميركي في واحدة من أقوى تصريحاته بشأن الصين منذ توليه منصبه في يناير: “لن نجمل الأمر.. الخطر الذي تُشكله الصين حقيقي، وقد يكون وشيكاً”.
وأضاف هيجسيث أن أي محاولة من جانب الصين لغزو تايوان “ستؤدي إلى عواقب وخيمة على منطقة المحيطين الهندي والهادي والعالم”، مردداً تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن بكين لن تغزو تايبيه في عهده.
وأكد هيجسيث الذي كان يتحدث لأول مرة في “حوار شانجريلا” في سنغافورة على أن منطقة المحيطين الهندي والهادي تمثل أولوية لإدارة ترمب. وحوار شانجريلا هو المنتدى الآسيوي الأبرز لقادة الدفاع والجيوش والدبلوماسيين.
وتعتبر الصين تايوان إقليماً تابعاً لها وتعهدت “بإعادة التوحيد” مع الجزيرة بالقوة إذا لزم الأمر. وقد صعّدت ضغوطها العسكرية والسياسية لتأكيد تعهداتها، بما شمل زيادة حدة المناورات الحربية حول تايوان.
وترفض حكومة تايوان مزاعم بكين بالسيادة، مؤكدة أن شعب الجزيرة وحده هو من يقرر مستقبله.
“بكين تستعد لاستخدام القوة”
وقال هيجسيث: “يجب أن يكون واضحاً للجميع أن بكين تستعد بشكل موثوق لاستخدام القوة العسكرية لتغيير ميزان القوى في منطقة المحيطين الهندي والهادي”.
لكن من المرجح أن تُثير تعليقاته حول حاجة الحلفاء إلى زيادة الإنفاق قلق الشركاء، على الرغم من أن الخبراء يرون أن هيجسيث سيواجه جمهوراً ودوداً نسبياً في سنغافورة.
وقرر وزير الدفاع الصيني دونج جون عدم المشاركة في المنتدى الأمني الآسيوي الرئيسي، واكتفت بكين بإرسال وفد أكاديمي.
وقال مسؤولون وخبراء أميركيون وتايوانيون إن الصين عززت قدراتها على شن هجوم مفاجئ على تايوان عبر تسريع وتيرة العمليات الجوية، ونشر أنظمة مدفعية جديدة، ورفع جاهزية وحدات الهجوم الجوي والبرمائي، وفقاً لما نقلته صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، الجمعة.
وأفادت وزارة الدفاع التايوانية بأن الطائرات العسكرية الصينية تخترق منطقة تحديد الدفاع الجوي التابعة لتايوان أكثر من 245 مرة شهرياً، مقارنة بأقل من 10 مرات شهرياً قبل خمس سنوات، كما تعبر هذه الطائرات الخط الأوسط في مضيق تايوان نحو 120 مرة شهرياً، ما يعني محو ذلك الخط غير الرسمي فعلياً.
وسجلت البحرية الصينية بدورها تطوراً سريعاً، فمنذ عام 2022، حافظت على وجود دوري لسفنها الحربية، لا سيما المدمرات من طراز 052D، في مضيق مياكو وقناة باشي، وهما الممران الوحيدان اللذان يتيحان للسفن الصينية الوصول إلى المحيط الهادئ.