تراجع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الثلاثاء، عن تصريحه بأن إسرائيل ستعيد استيطان شمال قطاع غزة، وأنها ستقيم “وحدات ناحال” محل المستوطنات التي تم إخلائها بعد فك الارتباط في عام 2005، وهي التصريحات التي تتعارض مع ما صرح به رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والخطة الأميركية في غزة.

وقال كاتس في بيان الثلاثاء، إن الحكومة لا تنوي بناء مستوطنات في غزة، وإن وجود لواء ناحال في غزة “سيكون لأغراض أمنية فقط”، وفق ما نقلت عنه صحيفة “هاآرتس”.

وكان كاتس قد قال في وقت سابق الثلاثاء، خلال اجتماع للإعلان عن إنشاء 1200 وحدة استيطانية في الضفة الغربية، إن إسرائيل سوف تعيد استيطان شمال قطاع غزة، وستقيم مستوطنات هناك، مضيفاً أن إسرائيل “لن تنسحب من قطاع غزة بالكامل أبداً”.

وأضاف أنه “عندما يحين الوقت، في شمال غزة… سنشكل وحدات ناحال بدلاً من المجتمعات (الإسرائيلية) التي تم إبعادها. سنفعل ذلك بالطريقة الصحيحة وفي الوقت المناسب”، في إشارة إلى لواء ناحال بالجيش الإسرائيلي.

وكان كاتس يشير هنا إلى برنامج عسكري ينخرط فيه شبان إسرائيليون ضمن مجموعات مشتركة، ثم يؤسسون لاحقاً تجمعات مدنية.

وذكر كاتس في كلمه ألقاها “نحن موجودون في عمق غزة ولن نغادر غزة بأكملها أبداً. لن يكون هناك شيء من هذا القبيل. نحن هناك للحماية، ولمنع (تكرار) ما حدث”، في إشارة إلى هجوم 7 أكتوبر.

“تصريحات فارغة”

ورداً على تصريحاته، هاجم زعيم حزب يشار جادي آيزنكوت، كاتس، معتبراً أن “تصريحاته الفارغة بشأن إعادة الاستيطان في غزة، لا تضر إلا بإسرائيل”.

وقال آيزنكوت إن كاتس “يقضي يوماً آخر وهو يتصرف ضد الإجماع الوطني الواسع”، على حد قوله.

وكتب آيزنكوت في منشور على منصة “إكس”، أنه “بينما تصوّت الحكومة بيد لصالح خطة (الرئيس الأميركي دونالد) ترمب، تروّج باليد الأخرى لأوهام حول مستوطنات معزولة في قطاع غزة”.

وتناقض تصريحات كاتس، تصريحات نتنياهو الذي زعم مراراً أنه لا توجد خطط لبناء مستوطنات في غزة.

ومنذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023، أعرب عدد من أعضاء التحالف اليميني المتشدد برئاسة نتنياهو مراراً عن رغبتهم في إعادة بناء المستوطنات في قطاع غزة، والتي تم إخلاؤها عام 2005.

جهود لبدء المرحلة الثانية من اتفاق غزة

وتأتي تصريحات كاتس التي تتناقض مع الخطة الأميركية، فيما تبذل دول الوساطة في اتفاق وقف النار (الولايات المتحدة، ومصر، وقطر، وتركيا)، جهوداً حثيثة لبدء ‌المرحلة الثانية من الاتفاق مطلع العام المقبل، وذلك ⁠عقب محادثات بين ​مسؤولين أميركيين، وقطريين، ومصريين، وأتراك في ميامي، قبل أيام، توصلت إلى “تفاهمات واعدة” بشأن المرحلة الثانية.

وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال مؤتمر ‌صحافي عقده في ⁠دمشق، ​الاثنين، إن ​بلاده تتوقع بدء ‌المرحلة الثانية من اتفاق غزة مطلع عام 2026، موضحاً أن “مناقشات ميامي” ركزت على العقبات التي تحول دون انتقال الاتفاق إلى مرحلته التالية.

بدوره، أشار وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الأحد، إلى أن “الأمور تسير بشكل جيد في اتفاق غزة”، معرباً عن أمله بأن “يتم الإعلان في يناير المقبل عن الدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق في القطاع”.

شاركها.