وزير الري يشهد الاحتفال باليوم العالمي للمياه بحضور عدد من الوزراء والإعلاميين

شهد الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والرى الاحتفالية التى اقامتها وزارة الموارد المائية والري بالتعاون مع بعثة الاتحاد الأوروبي في مصر للاحتفال باليوم العالمي للمياه لعام ٢٠٢٥ والذى ينعقد هذا العام تحت عنوان “الحفاظ على الأنهار الجليدية”، وذلك بحضور كل من المستشار عدنان فنجرى وزير العدل، والدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، ومحمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، والمستشار محمود فوزى وزير الشئون النيابية والتواصل السياسى، والسفيرة أنجلينا إيخهورست رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى مصر، والدكتور سيد اسماعيل نائب وزير الإسكان، واللواء طارق الوشاحى مدير إدارة المياه بالقوات المسلحة، واللواء عصام جلال رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للمقاولات، واللواء خالد صلاح ممثل جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، والدكتور حسين أمين مدير مركز كمال أدهم للصحافة التليفزيونية والرقمية وأستاذ الإعلام بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، والإعلامي، ورامى رضوان، والإعلامي أسامة منير، والإعلامية نشوى الحوفي، والشيف نجلاء الشرشابي، والإعلامي شريف فؤاد.
وزير الري: أتوجه بالتحية للاتحاد الأوروبي على التعاون البناء والمستمر مع الوزارة فى مجال المياه
وشهدت الاحتفالية توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة الموارد المائية والري ووزارة الأوقاف بخصوص توفير المادة العلمية لأئمة المساجد لإستخدامها فى توعية المواطنين، والتعاون المشترك فى تنظيم دورات تدريبية للأئمة بالمساجد الكبرى، وادراج ملف المياه والمناخ فى خطب الجمعة والبرامج والأنشطة التى تنظمها وزارة الأوقاف.
وتوقيع بروتوكول تعاون بين وزارة الموارد المائية والري ووزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى للتعاون بين الوزارتين فى تنظيم الندوات التوعوية، وتوحيد الرسائل الإعلامية الموجهة للمواطنين، وتنظيم رحلات مدرسية تعليمية لمتاحف ومنشآت الرى، وعرض الأفلام التوعوية التى تنتجها وزارة الرى على قناة مدرستنا وبالندوات التوعوية التى تنظمها وزارة التربية والتعليم، والتعاون بين الوزارتين فى تنظيم مسابقة لطلاب المدارس.
وخلال الاحتفالية، تم عرض فيديو يستعرض تاريخ الرى فى مصر منذ عصر المصريين القدماء ومرورا بنهضة مصر الحديثة فى عهد محمد على باشا الذى يعتبر صانع النهضة الكبرى التى شهدت التطوير الأول لمنظومة الرى فيما يعرف بالجيل الأول لمنظومة الرى، ثم استعراض التحديات الحالية وأهمها الزيادة السكانية والتى تتطلب ضرورة تطوير منظومة الري فيما يعرف بالجيل الثانى لمنظومة الرى 2.0.
وفى كلمته الافتتاحية، توجه وزير الري، بالتحية للاتحاد الأوروبي على التعاون البناء والمستمر مع وزارة الموارد المائية والري فى مجال المياه، مشيرًا إلى اننا نحتفل اليوم باليوم العالمى للمياه لنؤكد على التزامنا جميعا نحو المياه بالحفاظ عليها وحمايتها من التلوث.
وزير الري: تحديات المياه دفعت الوزارة لتنفيذ العديد من المشروعات الكبرى
وقدم «سويلم» عرض تقديمى يستعرض أهم ملامح ومحاور الجيل الثانى لمنظومة الرى فى مصر 2.0، حيث إستعرض سيادته الموقف المائى الحالي، حيث تبلغ احتياجات مصر المائية حوالى ١١٤ مليار متر مكعب من المياه سنويًا، في حين تقدر موارد مصر المائية بحوالي ٦٠ مليار متر مكعب سنويًا، مع إعادة استخدام حوالى ٢١ مليار متر مكعب سنويًا من المياه، واستيراد محاصيل زراعية من الخارج تقابل استهلاك مائى يُقدر بحوالي ٣٣.٥٠ مليار متر مكعب سنويًا من المياه، وتراجع نصيب الفرد من المياه وصولًا إلى حوالى ٥٠٠ متر مكعب سنويًا في الوقت الحالي، وهو ما دفع الوزارة لتنفيذ العديد من المشروعات الكبرى والسياسات والإجراءات التى تنضوى تحت مظلة الجيل الثانى لمنظومة الرى المصرية 2.0، هذا الجيل الذى يعتمد على التكنولوجيا الحديثة والبحث العلمى لتعظيم الاستفادة من مواردنا المائية، مع تطوير قدرات القائمين على إدارة المنظومة المائية وزيادة الوعى بين المواطنين بقضايا المياه، حيث يعتمد الجيل الثانى لمنظومة الرى على عدد ٩ محاور رئيسية تتمثل فى الآتى:
- المحور الأول: معالجة المياه والتحلية للإنتاج الكثيف للغذاء، حيث قامت الدولة المصرية بالتوسع فى إعادة استخدام ومعالجة مياه الصرف الزراعى بتنفيذ ثلاث مشروعات كبرى (الدلتا الجديدة بحر البقر المحسمة) لإعادة إستخدام مياه الصرف الزراعى بطاقة تصل إلى ٤.٨٠ مليار متر مكعب سنويًا، كما أصبح من الضرورى التوجه للتحلية للإنتاج الكثيف للغذاء كأحد الحلول المستقبلية لمواجهة تحديات المياه والغذاء، مع تعزيز الاستفادة من العناصر الثلاث (الشمس المياه المالحة الأراضى الرملية).
- المحور الثانى: يتمثل في التحول الرقمى والذى يستهدف سد النقص فى القوى البشرية بالوزارة وتحقيق الشفافية ومحاربة الفساد وتوفير البيانات لمتخذى القرار، ويتضمن التحول الرقمى القيام برقمنة بيانات الترع والمصارف والمنشآت المائية، وإعداد قواعد بيانات للترع والمصارف والمنشآت المائية، وإنشاء تطبيقات يستخدمها المزارعين للتعرف على مواعيد المناوبات، واستخدام التصوير بالدرون لمراقبة المجارى المائية والتركيب المحصولى، حيث تم حتى الآن تصميم عدد (٢٧) تطبيق متنوع بمعرفة مركز المعلومات الرئيسى بالوزارة.
- المحور الثالث: يتمثل فى الإدارة الذكية من خلال نماذج التنبؤ بالأمطار، وحساب زمامات المحاصيل الزراعية بإستخدام صور الأقمار الصناعية، ومتابعة الآبار الجوفية، والاعتماد على التصوير بالدرون لمراقبة عناصر المنظومة المائية، واستخدام نماذج شبكات الترع لتحسين عملية التشغيل والتخطيط، والاعتماد على برامج “تعلم الآلة” لتقدير مناسيب المياه، واستخدام منصة Digital Earth Africa فى متابعة أعمال حماية الشواطيء المصرية، ويجرى حاليًا تنفيذ مشروع “تحديث الموارد المائية للزراعة فى مصر” بالتعاون مع إسبانيا.
- المحور الرابع: يتضمن تأهيل المنشآت المائية والترع، حيث تم تأهيل ٧٨٠٠ كيلومتر من الترع حتى تاريخه، مع دراسة استخدام المواد الصديقة للبيئة فى تأهيل الترع، وتطوير منظومة المراقبة والتشغيل بالسد العالى، وبدء مشروع تأهيل وإحلال المنشآت المائية، وتنفيذ مشروعات إحلال وتأهيل وصيانة المنشآت المائية الكبرى مثل قناطر ديروط، وتنفيذ مصبات نهاية للترع.
- المحور الخامس؛ التكيف مع تغير المناخ، من خلال تنفيذ العديد من المشروعات الكبرى لحماية الشواطئ المصرية فى الإسكندرية ودمياط ومطروح وحائط رشيد وغيرها من المواقع التى يتم حمايتها بالطرق التقليدية، وتنفيذ مشروع “تعزيز التكيف مع التغيرات المناخية بالساحل الشمالي ودلتا نهر النيل” اعتمادا على مواد طبيعية صديقة للبيئة، وتنفيذ ١٦٣١ منشأ للحماية من أخطار السيول بمختلف المحافظات المعرضة للسيول (شمال وجنوب سيناء البحر الأحمر مطروح الوجه القبلى)، بالإضافة للتوسع فى الإعتماد على الطاقة الشمسية بديلا عن الديزل فى رفع المياه بما ينعكس على تقليل الانبعاثات الكربونية.
- المحور السادس: الحوكمة، ويستهدف التوسع فى تشكيل روابط مستخدمى المياه والتى بلغ عددها حاليا ٦٤٧٤ رابطة، مع انتخاب ١٨٨ من أمناء الروابط على مستوى المراكز، و٢٢ من أمناء الروابط على مستوى المحافظات، وصولا لانتخاب مجلس إدارة لإتحاد الروابط على مستوى الجمهورية، كما تقوم أجهزة الوزارة بحصر الممارسات الناجحة والمميزة للمزارعين ونشرها لتشجيع المزيد من المزارعين على تكرار هذه النماذج الناجحة.
- المحور السابع: تطوير الموارد البشرية والعمل على سد الفجوات الموجودة فى بعض الوظائف خاصة من المهندسين والفنيين، والتدريب وبناء قدرات العاملين بالوزارة، وتقديم دورات تدريبية فى مجالات مبتكرة وخلاقة مثل الإستفادة من نبات ورد النيل بعد تجفيفه بطرق صديقة للبيئة بإستخدامه فى تصنيع منتجات يدوية.
- المحور الثامن: يتمثل فى التوعية سواء من خلال إدارات التوجيه المائى التى تتواصل مع المزارعين، أو من خلال الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعى المختلفة، وإطلاق حملة توعوية تحت عنوان (على القد) لتوعية المواطنين بأهمية ترشيد المياه والحفاظ عليها، أو من خلال الندوات التوعوية التى تعتمد على طرق مبتكرة فى الشرح تناسب الفئات العمرية المختلفة.
- ويأتي العمل الخارجي كمحور تاسع ضمن الجيل الثانى لمنظومة الرى 2.0 حيث قادت مصر مسار ناجح من العمل لرفع مكانة المياه ووضعها على رأس أجندة العمل المناخى العالمى سواء من خلال اسابيع القاهرة للمياه ومؤتمرات المناخ ومؤتمر الأمم المتحدة للمياه والمنتدى العالمى العاشر للمياه، بخلاف المجهودات المصرية البارزة لخدمة القارة الإفريقية خلال رئاسة مصر لمجلس وزراء المياه الأفارقة (الأمكاو)، بالإضافة لقيام مصر بإطلاق مبادرة AWARe والمعنية بخدمة الدول الإفريقية فى مجال المياه والتكيف مع تغير المناخ.
وفى كلمته، أشار الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، إلى أن الإسلام أمرنا بحفظ موارد المياه من كل أشكال التلوث والإسراف حتى وإن كان الاستخدام لأغراض العبادة، مؤكدا أن العالم يدرك أهمية الحفاظ على المياه حتى إنه خصص يوم ٢٢ مارس من كل عام للتوعية بأهمية المياه، مضيفا أن البشرية دخلت حقبة الندرة المائية وهو ما يدعونا جميعا للتعاون على البر والتراحم بوقف الاحترار العالمي، وحسن إدارة الموارد المائية وتشجيع جهود البحث العلمي واستكشاف تقنيات جديدة ميسورة التكلفة لتحلية المياه والاستمطار وحُسن استغلال المياه الجوفية.
وأعرب محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى عن تقديره العميق لوزارة الموارد المائية والري ولوفد الاتحاد الأوروبي في مصر على تنظيم هذا الحدث المهم، وعلى التزامهم الثابت بأمن المياه وتعزيز المرونة المناخية، مؤكدًا أن التعليم هو أقوى أداة لمواجهة تحديات المياه، حيث يساهم في تشكيل وعي الطلاب بأهمية الموارد الطبيعية ويدفعهم نحو تبني سلوكيات مسئولة تسهم في حمايتها، مشيرًا إلى أن وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع وزارة الموارد المائية والري تعمل على إدماج تعليم المياه والمناخ بشكل شامل في المناهج الوطنية، بهدف تزويد الطلاب بالمعرفة والقدرة على الابتكار والتكيف والقيادة في هذا المجال.
وأشارت السفيرة أنجلينا إيخهورست رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى مصر للشراكة القوية التى تربط مصر والاتحاد الأوروبي في مجال إدارة المياه، والعمل جديًا معَا لتعزيز حلول مبتكرة تحمي مواردنا المائية من أجل الأجيال القادمة، مؤكدة الحرص على استمرار هذا التعاون مستقبلًا لخدمة قضايا المياه.