قال وزير النقل الأميركي شون دافي، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة قد تُضطر إلى إغلاق أجزاء من مجالها الجوي إذا استمرت أزمة نقص الموظفين الناجمة عن إغلاق الحكومة الفيدرالية.
وأوضح دافي، خلال مؤتمر صحافي مع هيئة النقل في فيلادلفيا (SEPTA)، أن الإغلاق الحكومي الذي يدخل شهره الثاني تسبب في عمل الموظفين الأساسيين، ومن بينهم مراقبو الحركة الجوية، من دون رواتب، ما أدى إلى عجز يتراوح بين ألفين وثلاثة آلاف مراقب، بحسب شبكة NBC News.
وأضاف دافي: “إذا استمر الوضع أسبوعاً آخر، فستشهدون، أيها الديمقراطيون، فوضى عارمة.. ستكون هناك تأخيرات جماعية في الرحلات، وإلغاءات بالجملة، وربما نضطر إلى إغلاق أجزاء من المجال الجوي؛ لأننا ببساطة لا نملك عدداً كافياً من مراقبي الحركة الجوية لإدارته”.
الديمقراطيون يتمسكون بموقفهم
وتشهد المطارات الأميركية بالفعل تزايداً في تأخيرات وإلغاءات الرحلات الجوية منذ بدء الإغلاق الحكومي، الذي يُحمل البيت الأبيض مسؤوليته للحزب الديمقراطي.
وردّ زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب، حكيم جيفريز، على هذه الاتهامات، قائلاً إن حزبه “لن يدعم مشروع إنفاق جمهوري متحيز يستمر في تقويض نظام الرعاية الصحية الأميركي”.
وأضاف في بيان، الاثنين: “هذا موقفنا منذ أسابيع، وسيبقى كذلك، لأن أزمة الرعاية الصحية التي خلقها الجمهوريون تسحق الأميركيين.. ومع بدء فترة التسجيل المفتوح، يدرك عشرات الملايين من الأميركيين أن أقساطهم ومشاركاتهم في الدفع والخصومات سترتفع بشكل هائل، بما يصل إلى ألف أو ألفي دولار إضافية شهرياً، وهي أعباء لا يستطيع العمال تحملها”.
وقال دافي إنه لا يعرف ما الذي يسعى إليه الديمقراطيون من خلال الإغلاق، مؤكداً أن ثمن ذلك تدفعه الطبقة العاملة.
وأضاف: “كل يوم يمر، يضطر هؤلاء الأميركيون المجتهدون إلى اتخاذ قرارات صعبة: هل يواصلون الذهاب إلى عملهم كمراقبي حركة جوية، رغم عدم حصولهم على أجر، أم يبحثون عن وظيفة أخرى لتأمين المال اللازم للطعام والوقود؟”.
وأشار دافي إلى أن الأوضاع في المطارات الأميركية ستتدهور أكثر مع استمرار الإغلاق، مشدداً على أن تأخير الرحلات أو إلغاؤها خطوة ضرورية لضمان السلامة الجوية.
وتابع: “لكن من غير الصادق الادعاء بأن الإغلاق لا يضيف مخاطر جديدة إلى النظام.. في الواقع، هناك مزيد من المخاطر الآن”.
وفي بيان منفصل، أعلنت إدارة أمن النقل (TSA) أن مطارات هيوستن شهدت خلال عطلة نهاية الأسبوع “تأخيرات أطول من المعتاد في عمليات الفحص الأمني” بسبب نقص العاملين.
وأضاف البيان: “رغم أن معظم عملياتنا في أنحاء البلاد لم تتأثر إلا بشكل طفيف، إلا أن حدوث تأخيرات عرضية أمر متوقع. وكلما طال أمد الإغلاق، زاد الضغط على موظفينا الذين عليهم التزامات مالية، ما يجعل من الصعب عليهم الاستمرار في العمل دون أجر”.
تأخير الرحلات
وبحسب موقع FlightAware.com، تم تسجيل أكثر من 1800 رحلة داخل الولايات المتحدة أو متجهة إليها أو مغادرة منها تأخرت بعد ظهر الثلاثاء، فيما أُلغيت أكثر من 50 رحلة.
وسجل مطار نيوارك ليبرتي الدولي، ومطار جون كينيدي الدولي أكبر عدد من التأخيرات، بأكثر من 150 رحلة متأخرة و14 رحلة ملغاة بينهما. ولم يتضح ما إذا كانت جميع هذه التأخيرات ناجمة عن نقص الموظفين.
كما شهد مطار فينيكس سكاي هاربور الدولي في ولاية أريزونا، صباح الثلاثاء، تأخيرات في الوصول وصلت إلى نحو ساعة بسبب مشكلات في التوظيف، بحسب إدارة الطيران الفيدرالية.
وكانت عطلة نهاية الأسبوع الماضية من أصعب الفترات على المسافرين، إذ تأخرت أكثر من خمسة آلاف رحلة إقلاع وهبوط في المطارات الأميركية يوم الأحد وحده.
