رفض وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي قال فيها إنه لن تكون هناك دولة فلسطينية، قائلاً إن “الإسرائيليين سيرغبون يوماً ما بالعيش جنباً إلى جنب بسلام مع الفلسطينيين”.
وقال ألباريس، في مقابلة مع وكالة “أسوشيتد برس” في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، إن “موجة حقيقية” من الدول اعترفت بدولة فلسطين منذ أن قامت إسبانيا وإيرلندا والنرويج بهذه الخطوة في مايو 2024، وإن عدداً هائلاً يدعم حل الدولتين للنزاع الفلسطيني – الإسرائيلي المستمر منذ ما يقرب من 80 عاماً.
وأضاف ألباريس: “في اليوم الذي يكون فيه الجميع اعترف بدولة فلسطين، سيكون علينا المضي قدماً”. وتابع: “أنا واثق أننا سنجد في يوم ما الأشخاص المناسبين من الجانب الإسرائيلي للسعي نحو السلام، تماماً كما وجدناهم في الجانب الفلسطيني”، في إشارة إلى السلطة الفلسطينية.
وتقدمت إسبانيا الصفوف في الضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب على غزة، المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023، منتقدة ما وصفته بـ”جرائم وحشية”، و”قتل الذي لا نهاية له” في القطاع.
واعترفت كل من فرنسا ولوكسمبورج وبلجيكا ودول أخرى، رغم أن نتنياهو كرر تعهده بأن الدولة الفلسطينية لن تقوم. كما أعلنت بريطانيا وكندا وأستراليا اعترافها خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وانتقد ألباريس حركة “حماس” الفلسطينية زاعماً أنها “لا تريد حل الدولتين”.
ضغوط على إسرائيل
وقال ألباريس إن إسبانيا تبنت واحداً من أقوى المواقف ضد ما تقوم به إسرائيل في غزة، لأنها “لا يمكن أن تقبل أن يكون النمط الطبيعي لعلاقات شعوب الشرق الأوسط هو الحرب والعنف”.
وأوضح أن لإسرائيل الحق في السلام والاستقرار والأمن والدولة، وكذلك للفلسطينيين، مضيفاً أنه “لا يرى سبباً للحكم على الفلسطينيين بأن يظلوا شعباً من اللاجئين إلى الأبد”.
وأكد أنه من المستحيل على إسبانيا، كدولة ديمقراطية تؤمن بحقوق الإنسان، أن تكون لها “علاقة طبيعية مع إسرائيل”، بينما “تستمر هذه الحرب بلا نهاية”.
وخلال الأسابيع الأخيرة، صعّدت إسبانيا معارضتها لحرب إسرائيل على غزة، إذ وصف رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الحرب بأنها “إبادة جماعية”، معلناً عن خطط لفرض حظر رسمي على تصدير الأسلحة، ومنع مرور شحنات الوقود المتجهة إلى إسرائيل عبر الموانئ الإسبانية.
وفي الأسبوع التالي، قطع محتجون مؤيدون لفلسطين، أبدت الحكومة دعمها لهم، المرحلة الأخيرة من سباق دولي للدراجات في مدريد بسبب مشاركة فريق مرتبط بإسرائيل.
وفي أعقاب الحادث، دعا سانشيز إلى حظر مشاركة إسرائيل في جميع الفعاليات الرياضية الدولية ما دامت الحرب مستمرة، لتندلع أزمة دبلوماسية متبادلة شملت منع الوزراء، واتهامات إسرائيلية للحكومة الإسبانية بـ”معاداة السامية”.
وقال ألباريس إن إسبانيا، في ضغطها على إسرائيل لإنهاء الحرب على غزة، إنما تدافع عن المبادئ التي قامت عليها الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، وهي السلام والعدالة وحقوق الإنسان والكرامة الإنسانية.