وزير خارجية إيران: الحكم على المحادثات مع واشنطن سابق لأوانه

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي خلال زيارته بكين، الأربعاء، إنه من السابق لأوانه الحكم على نتائج المحادثات التي تجريها بلاده مع الولايات المتحدة بشأن الملف النووي، فيما نددت طهران بالعقوبات الأميركية الجديدة التي تستهدف قطاع الطاقة الإيراني وقالت إنها “تتعارض بشكل صارخ” مع مزاعم واشنطن بشأن المفاوضات.
والتقى عراقجي نائب رئيس مجلس الدولة الصيني دينج شيويه شيانج، وأطلعه على “عملية المفاوضات الإيرانية-الأميركية غير المباشرة ومستجداتها”، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا).
ونقلت الوكالة عن عراقجي قوله إن إيران “رغم تجاربها المريرة الماضية، فقد سارت على طريق الدبلوماسية بنوايا حسنة وجدية”، معتبراً أن التوصل إلى اتفاق “ممكن في حال تخلت واشنطن عن مطالبها “غير الواقعية”.
وأضاف عراقجي: “نحن متفائلون بحذر، وإذا واصل الأميركيون نهجهم البنّاء وتجنبوا أي مطالب غير واقعية وغير قابلة للتنفيذ، فأنا واثق من قدرتنا على إبرام اتفاق جيد في النهاية”.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الصيني وانج يي لنظيره الإيراني عباس عراقجي، الأربعاء، دعم الصين لإيران في إجراء محادثات نووية مع الولايات المتحدة، لكنه عارض اللجوء إلى القوة والعقوبات الأحادية “غير القانونية” لحل القضية النووية الإيرانية.
وقالت وزارة الخارجية الصينية، في بيان، إن وانج يي، أكد لوزير الخارجية الإيراني خلال محادثات في العاصمة الصينية استعداد بكين لتعزيز التنسيق والتعاون مع طهران في الشؤون الدولية والإقليمية.
يأتي هذا وسط ترقب لعقد محادثات جديدة بين إيران والولايات المتحدة السبت المقبل للبدء في “وضع إطار عمل” لاتفاق نووي محتمل، عقب جولتين من المفاوضات في العاصمة العمانية مسقط وروما بإيطاليا.
“أداة ترهيب”
وفي طهران، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، الأربعاء، إن العقوبات الأميركية الجديدة تدل على “غياب النية الصادقة والجدية” في هذا المسار.
ونقلت “تسنيم” عن بقائي قوله إن سياسة العقوبات الأميركية “تعكس بوضوح النهج العدائي لصناع القرار في واشنطن ضد الشعب الإيراني، وتظهر استخفافهم بمبدأ سيادة القانون وحقوق الإنسان”.
وأضاف أن “اعتماد الحكومات الأميركية المتعاقبة بشكل هيكلي على العقوبات الاقتصادية ضد الدول النامية كأداة للترهيب والضغط السياسي يعد انتهاكا صارخاً للمبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، ويضعف أسس حكم القانون وقواعد التجارة الحرة”.
وندد بقائي بالعقوبات الأميركية التي استهدفت مجموعة من الأشخاص المرتبطين بقطاع الطاقة والنفط والغاز في إيران، وذكر أن هذا الإجراء “غير مشروع وتعسفي وغير قانوني ويعكس سلوكاً متغطرساً”.
عقوبات جديدة
وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد كشفت، الثلاثاء، عن قائمة عقوبات جديدة استهدفت قطب الغاز الطبيعي الإيراني سيد أسد الله إمام جمعة وشبكته التجارية.
وقالت الوزارة إن الشبكة التجارية لإمام جمعة تتحمل مسؤولية شحن كميات من غاز البترول المسال والنفط الخام من إيران إلى الأسواق الخارجية بمئات الملايين من الدولارات. وأشارت إلى أن هذه المداخيل تساهم في تمويل إيران لبرنامجها النووي وبرامج الأسلحة التقليدية المتطورة، بالإضافة إلى تمويل جماعات تعمل لصالحها في المنطقة.
وقال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت في البيان “سعى إمام جمعة وشبكته إلى تصدير آلاف الشحنات من غاز البترول المسال بعضها من الولايات المتحدة للتهرب من العقوبات الأمريكية وتحقيق إيرادات لإيران”.
وارتفعت أسعار النفط بأكثر من دولار للبرميل عند التسوية، الثلاثاء، بعدما ساعدت العقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران وارتفاع أسواق الأسهم على إشعال موجة صعود للتعافى من عمليات بيع حادة في الجلسة السابقة.
تأجيل محادثات الخبراء
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، الثلاثاء، أن المحادثات بين إيران والولايات المتحدة على مستوى الخبراء، والتي كان من المفترض أن تنعقد، الأربعاء، في سلطنة عمان، ستؤجل إلى السبت المقبل.
وقال بقائي على تطبيق “تليجرام”، إن قرار التأجيل جاء بـ”اقتراح عماني، وبعد موافقة الوفدين الإيراني والأميركي”، مشيراً إلى أن “المحادثات التقنية ستتزامن مع حضور رئيسي وفدي إيران وأميركا”.
وإلى جانب المحادثات التقنية، من المقرر أن يجري وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي جولة ثالثة من المحادثات غير المباشرة مع المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، السبت في عمان.
واتفقت إيران والولايات المتحدة، السبت الماضي، على البدء في وضع إطار عمل لاتفاق نووي محتمل، والانتقال إلى المرحلة التالية ببدء اجتماعات على مستوى الخبراء، الأربعاء، في عُمان، قبل أن يتم تأجيله إلى السبت.
جاء ذلك خلال الجولة الثانية من المحادثات بين البلدين، التي جرت في روما، وقال مسؤول أميركي إنها عرفت إحراز “تقدم جيد للغاية”.