وزير خارجية السودان لـ”الشرق” نتطلع لحوار إيجابي مع ترامب
قال وزير الخارجية السوداني علي يوسف في تصريحات لـ”الشرق”، الثلاثاء، إن السودان يتطلع لحوار ايجابي ومزيد من التفاهمات مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مشيراً إلى وجود قنوات اتصال غير مباشر مع الإدارة الجديدة تشمل شخصيات أميركية وسودانية.
وأضاف يوسف أن السودان “وضع رؤية وبرنامجاً لمراجعة السياسة الأميركية”، مؤكداً تطلعه إلى أن يهتم ترمب بملف السودان، قائلاً: “نتطلع لحوار إيجابي ومزيد من التفاهمات مع إدارة ترمب، ونتطلع إلى الاهتمام بملف السودان وتحريك الأزمة نحو نهايتها المنطقية بانتصار القوات المسلحة السودانية على قوات الدعم السريع”.
واستبعد وزير الخارجية مراجعة فورية من الإدارة الجديدة للعقوبات التي تم فرضها على قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، لكنه قال إن الحكومة السودانية “تعتزم مطالبة الرئاسة الأميركية وفق رؤية سودانية بمراجعة العقوبات على البرهان والمطالبة بإلغائها”.
وأوضح أنه لا توجد توقعات بمراجعة فورية من الإدارة الجديدة للعقوبات التي تم فرضها على البرهان في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن هذه العقوبات ليس لها تأثير عملي أو مادي وتتحدث فقط عن امتلاك البرهان أرصدة مالية أو شركات في الولايات المتحدة، قائلاً: “هي في الأصل غير موجودة”.
وأضاف لـ”الشرق”: “نرفض العقوبات الأميركية، ليس لأنها توقع ضرراً على البرهان، لكن لأن من غير المقبول أن يكون قائد القوات المسلحة السودانية عرضه لمثل هذا الإجراء من أي جهة أميركية”.
وأكد على وجود قنوات اتصال غير مباشر مع إدارة ترمب تشمل شخصيات أميركية وسودانية ذات صلة بالجمهوريين، موضحاً: “هناك وقت للتعاطي مع الإدارة الأميركية الجديدة”. وتأتي تصريحات الوزير السوداني كأول رد فعل من الحكومة السودانية على تنصيب الرئيس دونالد ترمب.
عقوبات ضد البرهان و”دقلو”
وكانت وزارة الخزانة الأميركية، التابعة لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، فرضت، في 16 يناير الجاري، عقوبات على رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، والذي اتهمته بأنه “اختار الحرب على المفاوضات” لإنهاء الصراع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف من السودانيين، ودفع الملايين إلى النزوح من ديارهم.
وجاء في بيان وزارة الخزانة الأميركية أن “تكتيكات الحرب التي ينتهجها الجيش السوداني تحت قيادة البرهان، شملت القصف العشوائي للبنية التحتية المدنية، والهجمات على المدارس والأسواق والمستشفيات، والإعدامات خارج نطاق القانون، وحرمان المدنيين من المساعدات”.
وذكر البيان أنه “تم إدراج البرهان بموجب الأمر التنفيذي، كقائد كيان أو عضو في القوات المسلحة السودانية، وهي جهة أو أعضاؤها، شاركوا في أعمال أو سياسات تهدد السلم أو الأمن أو الاستقرار في السودان”.
كما أصدرت واشنطن عقوبات على توريد الأسلحة للجيش، مستهدفة شخصاً يحمل الجنسيتين السودانية والأوكرانية، بالإضافة إلى شركة مقرها هونج كونج.
وقالت وزارة الخارجية السودانية، في بيان، إن التحرك الأميركي الأخير “لا يعبر إلا عن التخبط وضعف حس العدالة”، واتهمت واشنطن بـ”الدفاع عن الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الدعم السريع”.
وجاءت الإجراءات الأميركية الجديدة ضد البرهان، بعد أسبوع واحد فقط من فرض عقوبات على قائد “قوات الدعم السريع” محمد حمدان دقلو، الطرف الآخر في الحرب السودانية المستمرة منذ عامين، إذ اعتبرت واشنطن أن قوات “دقلو” ارتكبت “إبادة جماعية”، فضلاً عن الهجمات على المدنيين.