في مشهد غير مسبوق منذ اندلاع الصراع، جمعت واشنطن كلاً من إسرائيل وسوريا الجديدة في أول لقاء ثلاثي رسمي، وسط أجواء مشحونة بالتوتر والدماء. المبعوث الأميركي “توم باراك” أطلق تحذيرًا صارخًا من تفكك الدولة السورية ما لم يُبدِ الرئيس السوري الحالي، المعروف بـ”الشرع”، مرونة سياسية عاجلة.
الاجتماع لم يكن بدافع السلام، بل خوفًا من انفجار وشيك في الجنوب السوري، حيث تتصاعد وتيرة القتال الطائفي، وتُستخدم الأقلية الدرزية كوقود سياسي من قبل أطراف الصراع. في الأثناء، قصفت إسرائيل أهدافًا قرب القصر الرئاسي في دمشق، بينما شهدت السويداء مواجهات دموية، دفعت واشنطن إلى نفي أي صلة بالغارات.
إسرائيل تعهدت بحماية الدروز ومنعت تقدم الجيش السوري جنوبًا، فيما تبدو واشنطن عاجزة عن ضبط حلفائها. ومع غياب خطة بديلة أو خليفة سياسي واضح، تجد سوريا نفسها على شفير الانهيار، وسط لعبة إقليمية خطرة تجمع التطرف، والتدخل العسكري، والوصاية الدولية.
سوريا الجديدة اليوم، ليست دولة فقط، بل ساحة مفتوحة بين قوى متضاربة… والمفارقة أن الوسيط يبدو أقرب إلى المتهم منه إلى المنقذ.