تقدم النسخة الافتتاحية من بينالي بخارى، المُدرجة على قائمة اليونسكو لمدن الإبداع والحرف والفنون الشعبية، أعمالاً فنية جديدة مصمّمة في أوزبكستان بالتعاون مع حرفيين ماهرين.
يُقام المعرض في بخارى، مدينة طريق الحرير القديمة، ويحمل عنوان “وصفات للقلوب المكسورة”، ويستمر حتى 20 نوفمبر.
حوّل البينالي خانات ومدارس دينية بغرفها الصغيرة المتراصة، ومسجداً مهجوراً، إلى مجموعة من المعارض المصغّرة والمنشآت الفنية. وعلى الرغم من عالمية الحدث، فقد أُنجزت جميع الأعمال في بينالي بخارى بمساعدة حرفيين من المدينة القديمة والمناطق المحيطة بها في أوزبكستان. وتمّ ربط كل قطعة بتقاليد الحِرف المحلية، من خلال فنانين أوزبكيين، تعاونوا أحياناً مع فنانين أجانب.
يوثّق البينالي الأعمال الفنية في النسيج الثقافي لبخارى، من خلال إقران كل فنان مشارك من 39 دولة، موزّعة على ست قارات، مع حرفي أوزبكي محلي، بهدف تبادل المعرفة والخبرة لإنتاج الأعمال الفنية.
الطبق الوطني “بلوف”
يتجذّر مفهوم هذا المشروع في الطبق الوطني في أوزبكستان “بلوف”. هو عبارة عن أرز ولحم بيلاف يحمل في طياته رمزية كبيرة. يقدم أكثر من 70 مشروعاً متخصصاً تفسيرات فريدة لهذا الموضوع، مستعرضين تقاليد الطهو والأساطير والحكايات الشعبية، وسبل الشفاء وكسر الحواجز، من خلال تجارب متعددة الحواس.
تتولى الإدارة الفنية ديانا كامبل وغايان عمروفا، وتقول كامبل: “هناك أسطورة تقول إن ابن سينا، المعروف بأبي الطب الحديث، وهو من بخارى، اخترع طبق الأرز هذا لعلاج أمير عجز عن الزواج من ابنة حرفي. كل ما احتجته كان موجوداً في القصّة. هناك شخص ذو موهبة إبداعية يصنع شيئاً لعلاج شخص آخر. لكن تكمن مشكلة هذه القصة في أن ابنة الحرفي لا تُوصف إلا بمهنة والدها. وربما لم يُسمح لها بتناول “البلوف”.
المهندس الإماراتي وائل العور
تمّت إعادة دمج المعالم التاريخية المرمّمة حديثاً بالمدينة، بالتعاون مع المهندس المعماري الإماراتي وائل العور، الحائز على جوائز عدّة.
بصفته المدير الإبداعي للهندسة المعمارية في البينالي، قام العور أيضاً بتجديد المساحات العامة في المدينة، عبر إضافة مسارات للمشي وإزالة الديكورات غير الأصيلة، لإنشاء مخطط رئيسي على مستوى المدينة يتماشى مع الطابع المحلي العام.
يقول العور لصحيفة “AD” الإماراتية: “كان من المهم جداً إعادة هذه المباني إلى المجال العام. بعض هذه المواقع مثل الخان، كانت مغلقة لسنوات. كانت بعض الأجزاء تتهاوى، لذلك اضطررنا إلى العودة إلى الأرشيف، والاطلاع على الصور، وإعادة بنائها بالطريقة نفسها”.
أضاف: “أردنا أيضاً إنشاء مسارات للمشاة، ليتمكن الناس من التجوّل في هذه المناطق واستكشافها. لطالما كانت بخارى، في الماضي بوتقة للثقافات المختلفة، لوقوعها على طريق الحرير. لذا كان من المهم توفير منصّة للمبدعين المحليين أيضاً”.
تشمل مواقع الدورة الأولى عدداً من المدارس الدينية، ومسجداً، وأربعة خانات متّصلة تُشكل الآن أكبر مركز للمنشآت الفنية. ستشهد الدورات المقبلة إعادة إحياء آثار مهجورة جديدة وإجراء المزيد من التحسينات، بهدف إيجاد بيئة يستفيد منها المجتمع المحلي لفترة طويلة بعد انتهاء البينالي”.
