توفيت المغنية الإيطالية أورنيلا فانوني في وقت متأخر من مساء الجمعة عن عمر يناهز 91 عاماً في منزلها بمدينة ميلانو إثر سكتة قلبية، وفقاً لصحيفة “كورييري ديلا سيرا”.
وتعد فانوني صوتاً رائداً في الموسيقى الإيطالية وواحدة من أكثر الفنانين المحبوبين في البلاد، إذ اكتسبت شهرتها من خلال مهرجانات الأغاني التلفزيونية في أوائل الستينيات، وامتدت مسيرتها المهنية لأكثر من 7 عقود، وألهمت أجيالاً من الفنانين.
ووفقاً لوسائل الإعلام الإيطالية، فقد قد باعت فانوني أكثر من 55 مليون أسطوانة، وأصدرت حوالي 40 ألبوماً، وظل صوتها رمزاً للأصالة العاطفية في الموسيقى الإيطالية.
من المسرح إلى موسيقى البوب
ووُلدت فانوني ذات الشعر الأحمر عام 1934 لعائلة ثرية من ميلانو، إذ كان والدها رائد أعمال في قطاع الأدوية، وسمح ذلك لعائلتها بإرسالها إلى مدرسة تديرها راهبات في إيطاليا، ثم إلى جامعات في سويسرا وبريطانيا وفرنسا، حيث تعلمت الألمانية والإنجليزية والفرنسية.
وعملت فانوني في البداية كممثلة تحت إشراف المخرج جورجيو ستريهلر في مسرح بيكولو، قبل أن تنتقل إلى عالم الموسيقى.
ومن أشهر أغانيها Senza fine (لا نهاية لها) التي صدرت لأول مرة عام 1961، وأغنية Domani è un altro giorno (غداً يوم آخر) عام 1971.
وكان أكبر نجاح تجاري لها هو أغنية L’appuntamento (الموعد) النسخة الإيطالية من الأغنية البرازيلية Sentado à beira do caminho لإيرازمو وروبرتو كارلوس.
وصدرت الأغنية لأول مرة عام 1970، وعادت للحياة من جديد عندما ظهرت في موسيقى فيلم Ocean’s Twelve للمخرج ستيفن سودربيرج عام 2004، ما وسّع قاعدة معجبيها إلى ما وراء حدود إيطاليا.
واستكشفت فانوني أنواعاً موسيقية مختلفة، إذ أكسبتها أغانيها الشعبية المبكرة عن عالم الجريمة في ميلانو لقب Cantante della mala (مغنية العالم السفلي).
وأصبحت لاحقاً مُغنية لأعمال كبار مؤلفي الأغاني الإيطاليين، وتعاونت مع الفنانين البرازيليين توكوينيو وفينيسيوس دي مورايس، بالإضافة إلى موسيقيي الجاز.
وكانت فانوني وصفت المخرج المسرحي شتريلر، الذي يكبرها بـ13 عاماً، بأنه حب حياتها الأول، كما كانت على علاقة بجينو باولي، المغني وكاتب الأغاني الإيطالي الذي تعاونت معه.
وتزوجت فانوني من لوسيو أردينزي بين عاميْ 1960 و1972، وأنجبا ابناً اسمه كريستيانو.
فانوني، التي عانت كثيراً من الشك الذاتي في شبابها، أصبحت مع تقدمها في السن تُدرك جوانب شخصيتها المتعددة، إذ كتبت في مذكراتها: “أنا واحدة من هؤلاء النساء. نساء هشات، مليئات بالحنان، مختبئات وراء نوبات غضب، وعزلة أنيقة، وسخرية. يائسة وسعيدة، وحيدة ومُحتفى بها، غاضبة ورقيقة”.
