وفاة المفكر الإسلامي عصام العطار في ألمانيا
توفي المفكر الإسلامي والسياسي عصام العطار، فجر اليوم الجمعة 3 من أيار، في مدينة آخن الألمانية عن عمر ناهز الـ97 عامًا.
ونشرت ابنته هادية العطار بيانًا نعته فيه عبر صفحتها في “فيس بوك”، لتتنقل كلماته الأخيرة، “وداعًا وداعًا يا إخوتي وأخواتي وأبنائي وبناتي وأهلي وبني وطني”.
وجاء في رسالته، “أسأل الله تعالى لكم العون على كل واجب وخير، والوقاية من كل خطر وشر، والفرج من كل شدة وبلاء وكرب. سامحوني سامحوني، وأسألوا الله تعالى لي المغفرة وحسن الختام”،
بدوره، نعى “المجلس الإسلامي السوري” عبر بيان العطار، وهو المراقب العام الأسبق لجماعة “الإخوان المسلمين” في سوريا، التي انشق عنها لاحقًا.
وخلال نعوة “المجلس” للعطار أشار إلى مساهمته بتأسيس كثير من المراكز والمنتديات وكان أحد الداعين والمؤسسين لـ”لمجلس الإسلامي السوري”.
ولد المفكر الإسلامي السوري، عام 1927 في حي العمارة بالعاصمة السورية دمشق، في أعقاب الثورة السورية الكبرى.
وينحدر من أسرة متعلمة ومثقفة ذات مكانة اجتماعية، إذ كان والده عالمًا ومن رجال القضاء الشرعي والعدلي، وهو الشقيق الأكبر للدكتورة نجاح العطار نائبة الرئيس السوري للشؤون الثقافية والإعلامية، وزوج الداعية الإسلامية والكاتبة السورية بنان الطنطاوي ابنة الشيخ علي الطنطاوي، والتي اغتيلت عام 1981 في مدينة آخن الألمانية.
ونعى سوريون عبر وسائل التواصل الاجتماعي العطار، ومنهم الرئيس الأسبق لـ”الائتلاف الوطني السوري”، أحمد معاذ الخطيب، الذي وصفه بـ”أحد القادرة التاريخيين للحركة الإسلامية”.
ونعى المراقب العام لجماعة “الإخوان المسلمين” في سوريا، عامر البو سلامة، عصام العطار واصفًا إياه “قامة إسلامية كبيرة، وقائد قوي دؤوب”.
عاش منفيًا
أمضى المفكر الإسلامي السوري عصام العطار حياته في معارضة النظام السوري، إذ نفي إلى ألمانيا بعد عودته من الحج عام 1964 ليمنع دخوله إلى سوريا، إذ كان قد ألقى خطبة في مسجد جامعة دمشق قبل سفره ندد فيها بما سماه الانقلاب والانقلابيين، في إشارة إلى تولي حزب “البعث” زمام الحكم، بحسب كتاب “ذكريات على طريق الحياة” من تأليف المعارض والمحامي هيثم المالح.
كما اغتالت أجهزة المخابرات السورية زوجته قبل 43 عامًا في ألمانيا.
وفي مقابلة أجرتها قناة “الحوار”، في 13 من أيار 2011، مع العطار، قال بعد سؤاله عن رأيه بالثورة السورية التي كانت في بداياتها، أن “أي حكم ظالم أي حكم استبدادي، لا يمكن أن يستمر، هذه سنن الحياة وسنن الاجتماع. لكن يأتي بعض حكامنا يقولون الاستقرار أفضل أم الفوضى، يا أخوان الاستقرار لا يمكن أن يقوم على الظلم الاستقرار لا يقوم إلا على العدل والفوضى كطريق من الطرق لإقامة نظام أعدل”.
ومنذ اندلاع الثورة السورية في آذار 2011 أظهر موقفه المؤيد لهذا التغيير الذي طالما سعى لأجله، ومن أهم ما قاله “لقد بدأ النصر أيها الإخوان المؤمنون في تونس وانتقل إلى مصر وها هو في ليبيا وسوريا، هذه الجماهير التي تتحدى الطاغوت وتفضل الموت على العيش الذليل”.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي