استعرض ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، السبت، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نتائج المؤتمر الدولي الرفيع المستوى لتسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية وتنفيذ حل الدولتين، الذي تترأسه المملكة مع فرنسا في نيويوك، بحسب وكالة الأنباء السعودية “واس”.

وذكرت الوكالة السعودية، أن ولي العهد تلقى اتصالاً هاتفياً، من ماكرون، جرى خلاله التنسيق بين الطرفين حيال استئناف المؤتمر على مستوى القمة بتاريخ 22 سبتمبر الجاري، وذلك في إطار دعم الجهود لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتحقيق السلام، وصولاً لإقامة الدولة الفلسطينية.

كما نوه الجانبان باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان نيويورك، الصادر عن المؤتمر، والتصويت عليه بأغلبية كبرى.

وأشارت “واس”، إلى أنه جرى خلال الاتصال الإشارة إلى العدد المتزايد من الدول التي أعلنت عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ما يؤكد الإجماع الدولي على الرغبة في المضي قدماً نحو مستقبل يعمه السلام، ويحصل فيه الشعب الفلسطيني على حقه المشروع بإقامة دولته المستقلة.

“نقطة تحول”

من جهته، قال الرئيس الفرنسي، عبر منصة “إكس” عقب الاتصال الهاتفي مع الأمير محمد بن سلمان: “لقد شكل اعتماد 142 دولة لإعلان نيويورك بشأن حل الدولتين نقطة تحول في رسم طريق نحو السلام والأمن الدائمين في الشرق الأوسط”.

وشدد ماكرون، على “وجوب أن يتيح مؤتمر حل الدولتين، الذي سنترأسه معاً في نيويورك، الاثنين، اتخاذ خطوة جديدة في تعبئة المجتمع الدولي”. وأضاف: “شعبان، دولتان (فلسطين وإسرائيل)، سلام وأمن للجميع”.

وصوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 12 سبتمبر الجاري، بأغلبية ساحقة على إعلان نيويوك الذي يحدد “خطوات ملموسة ومحددة زمنياً ولا رجعة فيها” نحو حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين، وذلك قبيل اجتماع لقادة العالم.

والإعلان، المكون من 7 صفحات، هو ثمرة مؤتمر دولي انعقد في الأمم المتحدة في يوليو الماضي استضافته السعودية وفرنسا، وقاطعت الولايات المتحدة وإسرائيل هذا المؤتمر.

وحصل قرار يؤيد الإعلان على 142 صوتاً مؤيداً و10 أصوات معارضة، بينما امتنعت 12 دولة عن التصويت.

أولويات المملكة

من جهته، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان الذي وصل إلى نيويورك، أن “المملكة تشارك هذا العام في أعمال الأسبوع الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك حاملة رسالة السلم والعدل”.

وقال الأمير فيصل بن فرحان في تصريح لوكالة الأنباء السعودية “واس”، إن “المملكة على مدى تاريخها.. سباقة في إرساء دعائم السلام وتفعيل مبدأ الحوار والحلول السلمية على الأصعدة كافة”.

وأضاف وزير الخارجية بمناسبة مرور 80 عاماً على تأسيس الأمم المتحدة: “كانت المملكة ولا زالت تبذل كافة الجهود لإرساء السلام العادل في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم”.

ولفت إلى أن “المملكة من الدول المؤسسة للأمم المتحدة عام 1945، وشاركت في أول مؤتمر لها، ومن أبرز الدول التي تمتلك تاريخاً مشرفاً في فض النزاعات وإحلال السلام عبر جهود الوساطة التي تبذلها، وذلك بفضل سياساتها الحكيمة وعلاقاتها المتوازنة مع جميع الأطراف؛ ما جعلها وسيطاً دولياً موثوقاً في المجتمع الدولي”.

وأكد أن “المملكة حرصت على بذل كل جهد ممكن في سبيل ترجمة ميثاق الأمم المتحدة إلى واقع ملموس، عبر ترسيخ احترام القانون الدولي، وحفظ الأمن والسلم الدوليين، ودعم قنوات العمل الدولي المتعدد الأطراف في جميع المجالات”.

وأشار الوزير، إلى “سعي المملكة الدائم لإنهاء معاناة الإنسان الفلسطيني، وإيقاف دائرة العنف المستمرة”، مؤكداً أن “القضية الفلسطينية على رأس أولويات المملكة في كل المحافل الدولية، وستبذل كافة جهودها لتحقيق حلٍ عادل يبدأ بتجسيد دولة فلسطين المستقلة، ويؤدي لإحلال سلام إقليمي شامل ومستدام”.

وستترأس السعودية وفرنسا، مؤتمراً مشتركاً لدعم حل الدولتين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في 22 سبتمبر الجاري في نيويورك.

شاركها.