قال مسؤولان أميركيان إن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف سيتوجه إلى إسرائيل الأربعاء، لمناقشة الأزمة الإنسانية في غزة، وإنه “قد يزور القطاع”، وذلك، بعد نحو أسبوع من هجوم ويتكوف على حماس، وسحب الوفد الأميركي من مفاوضات الدوحة، وتحميل الحركة مسؤولية الجمود في المفاوضات، وقوله إنه واشنطن “تبحث خيارات بديلة”.
وهذه أول زيارة يقوم بها ويتكوف إلى إسرائيل في ستة أشهر، وفق “أكسيوس”، وتأتي بعد وصول المفاوضات بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف النار في غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين إلى “طريق مسدود”، ووصول الأزمة الإنسانية إلى مستويات كارثية في القطاع، وتفشي الجوع.
وقال مسؤول أميركي إن ويتكوف “قد يتوجه إلى غزة”، ويزور مراكز توزيع المساعدات التي تديرها “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي قتلت إسرائيل أكثر من ألف فلسطيني أمام مراكزها أثناء انتظارهم للحصول على المساعدات.
وذكر مسؤول أميركي أن الرئيس دونالد ترمب “يريد أن يعرف المزيد عن الوضع الإنساني في غزة، من أجل تحديد كيفية تقديم المزيد من المساعدات إلى غزة”.
وقال ترمب، الاثنين، إن الكثير من الناس يتضوّرون جوعاً في غزة مشيراً إلى أن بوسع إسرائيل بذل المزيد من الجهود لإيصال المساعدات الإنسانية.
ووصف ترمب المجاعة في غزة بأنها حقيقية، ما يضعه على خلاف مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قال، الأحد: “لا توجد مجاعة في غزة. نحن نُتيح دخول المساعدات الإنسانية طوال فترة الحرب، ولولا ذلك لما بقي أي من سكان غزة”، حسبما نقلت الوكالة الأميركية.
والجمعة، استبعد ترمب إمكانية التوصل إلى اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل و”حماس، مشيراً إلى أنه “أمر غير مرجح”، وزعم أن الحركة “لا تريد التوصل إلى اتفاق”، وسط تأكيدات أممية بأن غزة تعاني من مجاعة جماعية ناجمة عن منع وصول المساعدات الإنسانية.
وقال ترمب في تصريح للصحافيين في واشنطن قبيل توجهه إلى اسكتلندا: “مع بقاء عدد محدود من المحتجزين الإسرائيليين في القطاع، لم تعد حماس تمتلك أوراقاً تفاوضية”.
ويتكوف يهاجم حماس.. والمفاوضات تتوقف
والخميس الماضي، هاجم ويتكوف حركة حماس، وحملها مسؤولية الجمود في مفاوضات وقف إطلاق النار، وأعلن سحب الوفد الأميركي من المفاوضات التي تُجرى بوساطة قطر ومصر.
وكانت “حماس” قدمت ردها على اقتراح وقف إطلاق النار المدعوم من الولايات المتحدة، الخميس، قبل أن تعلن إسرائيل بعد ساعات سحب مفاوضيها للتشاور.
ورفضت الحركة تصريحات ويتكوف بشأن المحادثات، وقالت إن المفاوضين يُحرزون تقدماً، معتبرةً أن تلك التصريحات تهدف إلى ممارسة ضغوط نيابة عن إسرائيل قبل جولة مفاوضات قادمة.
وقالت مصادر لوكالة “رويترز”، الخميس، إن الانسحاب الإسرائيلي كان من أجل التشاور، ولا يعني بالضرورة أن المحادثات وصلت إلى أزمة، لكن تصريحات نتنياهو أوحت بأن موقف إسرائيل بات أكثر تشدداً.
والجمعة، أعلنت وزارتا الخارجية في مصر وقطر إحراز بعض التقدم في جولة المفاوضات المكثفة الأخيرة، وقالتا في بيان مشترك، إن “تعليق المفاوضات جاء لعقد المشاورات قبل استئناف الحوار مرة أخرى”، معتبرة أن ذلك يعد “أمراً طبيعياً في سياق هذه المفاوضات المعقدة”.
“مراكز للموت”
وأظهرت صور أقمار صناعية وبيانات، أدلة متزايدة على حجم “الفوضى” حول مراكز توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، وأن مجرد الحصول عليها أصبح “بالغ الخطورة”، وسط تقارير تفيد بأن مئات الفلسطينيين لقوا حتفهم بنيران إسرائيلية، وفي حوادث تدافع أثناء محاولتهم جمع الطعام، وفق مجلة “إيكونوميست”.
ومع تجاوز عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة، 60 ألفاً، تقول السلطات الصحية في القطاع، إن عدداً متزايداً من الناس يموتون بسبب الجوع وسوء التغذية، حيث صدمت صور الأطفال الجائعين العالم، وأججت انتقادات دولية لإسرائيل بسبب تدهور الأوضاع الإنسانية بشدة.
وأشارت المجلة إلى ارتفاع أعداد الوفيات في مواقع المساعدات بأكثر من 8 أضعاف خلال الفترة بين مايو ويونيو، بالتزامن مع بدء عمل “مؤسسة غزة الإنسانية”.
وتسيطر إسرائيل على كل منافذ الدخول إلى غزة، حيث استؤنفت عمليات إغاثة محدودة بقيادة الأمم المتحدة في 19 مايو، بعد إغلاق استمر 11 أسبوعاً. وبدأت مؤسسة غزة الإنسانية، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً وتدعمها إسرائيل والولايات المتحدة، توزيع المساعدات الغذائية بعد ذلك بأسبوع.