تنطلق الدورة التاسعة من “يوم الحوار” مع منظمات المجتمع المدني السوري، ضمن مؤتمر “بروكسل 9” لدعم سوريا، التي ينظمها الاتحاد الأوروبي لأول مرة في العاصمة السورية دمشق، اليوم السبت 15 من تشرين الثاني، والتي كانت تعقد سنويًا في بروكسل منذ عام 2017.
وتركز دورة هذا العام على المجتمع المدني في سوريا، بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني السوري والحكومة السورية، وقد سبقتها مشاورات تحضيرية في جميع أنحاء سوريا، بحسب ما أعلنه الاتحاد الأوروبي، الجمعة 14 من تشرين الثاني.
قالت المفوضة الأوروبية لشؤون المتوسط، دوبرافكا سويكا، إن تنظيم “يوم الحوار” لأول مرة في سوريا يعكس دعم الاتحاد الأوروبي الدائم للشمولية والمصالحة، وتوفير مساحة مدنية آمنة وحيوية في سوريا.
“يؤكد هذا الحدث استعدادنا لمرافقة السوريين في طريقهم نحو العدالة والتماسك الاجتماعي والانتقال السلمي”، حسب تعبيرها.
بدورها، نائبة رئيس المفوضية الأوروبية، كايا كلاس، اعتبرت أنه بعد عقود من “الدكتاتورية الوحشية”، أصبحت لدى سوريا الآن فرصة لإعادة بنائها، بما يعكس إرادة الشعب السوري.
وترى أن وجود مساحة مدنية آمنة ومستقلة وحيوية جزء أساسي من هذه العملية، مؤكدة أن حدث اليوم “يتيح للسوريين التعبير عن آرائهم حول مستقبل بلادهم وإسماع أصواتهم”.
وشددت على أن دعم الاتحاد الأوروبي لسوريا ليس مجرد أقوال، بل هو أفعال أيضًا، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يقدم 2.5 مليار يورو كمساعدات لإعادة بناء سوريا.
سيتناول المشاركون الأولويات الرئيسة لعملية الانتقال في سوريا، بعد مشاورات مع المجتمع المدني السوري في جميع أنحاء سوريا، وعلى رأسها العدالة الانتقالية، والتماسك الاجتماعي، والانتقال من المساعدات الإنسانية إلى التعافي الاجتماعي والاقتصادي، وتمكين الشباب.
ويشكل تنظيم “يوم الحوار” في دمشق خطوة مهمة في دعم الاتحاد الأوروبي لمساحة مدنية آمنة وممكنة ومستقلة في سوريا، واستعداده لمرافقة السوريين على طريقهم نحو المصالحة والتماسك الاجتماعي، حسب بيان للاتحاد الأوروبي.
المفوضة الأوروبية للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات، حجة لحبيب، ذكرت في البيان أنه بعد 14 عامًا من الصراع، يمثل تنظيم “يوم الحوار” في دمشق علامة فارقة، إذ يجتمع السوريون معًا من أجل حوار حقيقي بقيادة سورية حول كيفية إعادة بناء بلدهم.
“تقف سوريا الآن في لحظة محورية، حافلة بالفرص والمسؤوليات”، قالت لحبيب، مضيفة، “خلال زيارتي لسوريا في وقت سابق من هذا العام، التقيتُ بأعضاء من المجتمع المدني السوري، الذين عادوا لبلدهم لبدء إعادة بناء مجتمعاتهم.
وشددت على تقديم الاتحاد الأوروبي المساعدة الإنسانية ومساعدات التعافي للفئات الأكثر ضعفًا طالما كان ذلك ضروريًا، ودعم انتقال سوريا من المساعدات الإنسانية إلى انتعاش اقتصادي مستدام يحسن الحياة اليومية لجميع السوريين.
منذ عام 2017، ينظم الاتحاد الأوروبي مؤتمرات للمانحين في بروكسل لدعم سوريا، وكان مؤتمر هذا العام، بعنوان “الوقوف مع سوريا: تلبية احتياجات انتقال ناجح”.
في دمشق
كانت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أعلنت، في 17 من آذار الماضي، أن “يوم الحوار” مع منظمات المجتمع المدني السورية من مؤتمر “بروكسل 9” من المخطط أن يعقد للمرة الأولى في العاصمة السورية دمشق، منذ بدء انعقاد المؤتمر في 2017.
وقالت دير لاين، خلال كلمتها أمام ممثلي الدول المانحة في مؤتمر “بروكسل”، إنه “في سوريا القديمة، كان هناك دكتاتور يسيطر على جميع السلطات السياسية والاقتصادية، أما في سوريا الجديدة، فيمكن للسلطة أن تعود إلى من يستحقها أي إلى الشعب السوري، وهذه هي المسألة التي يمكننا أن نساعد فيها”.
وأضافت رئيسة المفوضية، “هنا في مؤتمرات بروكسل، استضفنا دائمًا ممثلي المجتمع المدني السوري من داخل البلاد وخارجها، وقد منع بعضهم من قبل نظام الأسد بسبب أفكارهم، لكن الآن، أخيرًا، أصبح بإمكانهم أن يسمع صوتهم، ويشرفني أن أعلن أننا نخطط هذا العام لعقد حوار المجتمع المدني لمؤتمر بروكسل في دمشق، لأن جميع السوريين يستحقون أن يتولوا زمام مستقبلهم بأيديهم”، بحسب تعبيرها.
كان سابقًا يعقد يوم الحوار في “بروكسل” في وقت قريب من يوم إعلان تعهدات الدول المانحة.
عقد الاتحاد الأوروربي في العاصمة البلجيكية حينها، يوم التعهدات من مؤتمر “بروكسل” بحضور ممثلين عن الدول المانحة وممثلين عن منظمات المجتمع المدني، وبحضور رسمي سوري للمرة الأولى متمثلًا بوزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني.
وصلت قيمة تعهدات الدول المانحة في مؤتمر “بروكسل” بنسخته التاسعة المخصص لدعم سوريا ودول المنطقة إلى 5.8 مليار يورو (6.3 مليار دولار أمريكي) وهو مبلغ أقل من المبلغ المقدم في 2024، نتيجة عدم مساهمة الولايات المتحدة الأمريكية في الدعم هذا العام.
وكانت أمريكا تعهدت في “بروكسل 8” بـ545 مليون يورو، بحسب بيانات يوفرها الاتحاد الأوروبي.
المفوضة الأوروبية للبحر المتوسط، دوبرافكا سويكا، قالت إن الدول المانحة تعهدت بما مجموعة 5.8 مليار يورو، هي 4.2 مليار من الهبات، و1.6 مليار يورو من القروض.
دور المجتمع المدني
نظمت المبادرة السورية للحيز المدني (SCSI)، جلسة نقاش بدعم من الاتحاد الأوربي لإطلاق ورقة سياسات بعنوان “دور المجتمع المدني في المرحلة الانتقالية”، وعلاقته مع الدولة والمجتمع والجهات المانحة، الجمعة 14 من تشرين الثاني.
وشارك في كتابة الورقة كل من ندى أسود، فرح حويجة، ناز حمي، نسرين علاء الدين، زيدون الزعبي، عمر عبد العزيز الحلاج.
واستندت المبادرة في إطلاقها الورقة، إلى اللقاءات التي أجرتها مع عدد من مؤسسات المجتمع المدني السوري، بالإضافة إلى ناشطين وناشطات سوريين من مختلف المناطق، وتعكي رؤية المبادرة السورية بشكل مباشر.
دور الورقة وأبعاد عمل المجتمع المدني
الشريكة المؤسسة في مبادرة السورية للحيز المدني، وميسرة جلسة النقاش، نسرين علاء الدين، قالت ل، إن الورقة التي جرى عرضها خلال الجلسة، اليوم الجمعة 14 من تشرين الثاني في دمشق، جاءت بهدف جمع آراء السوريات والسوريين حول أدوار المجتمع المدني في المرحلة الانتقالية، مشيرة إلى أن إعداد هذه الورقة تم عبر تعاون وتشاور واسع مع عدد كبير من الفاعلين والفاعلات من مختلف الجغرافيا السورية، وبعد اكتمال كل المشاركات والمشاورات.
سيناريوهات علاقة المجتمع المدني بالسلطة
شرح الباحث الأكاديمي ومدير مركز الحوار السوري، أحمد قربي، ل، وجود ثلاث حالات لعلاقة المجتمع المدني بالسلطة:
- الحالة التي يعود فيها المجتمع المدني إلى موقع المواجهة كما كان خلال الثورة، ما يضعه في صدام مباشر مع السلطة.
- الحالة التي ينخرط فيها المجتمع المدني في معركة مضادة للسلطة.
- الحالة الثالثة، التي يأمل أن تتحقق، وهي حالة التكامل، حيث يعمل المجتمع المدني على سد الثغرات وإنجاح المرحلة الحالية، بوصف نجاحها هدفًا مشتركًا لكل الأطراف.
دمشق.. المجتمع المدني يناقش دوره في المرحلة الانتقالية
مرتبط
المصدر: عنب بلدي
