“1701”.. حكاية قرار أممي مجمد
تعرض لبنان في صيف عام 2006 لحرب مدمّرة مع إسرائيل، عرّضت البنى التحتية جنوبي البلاد لدمار هائل، انتهت مع صدور القرار الأممي رقم “1701”، الذي روى كواليسه والجهود الدبلوماسية خلفة وزير الإعلام اللبناني السابق والسياسي طارق متري في كتاب “عن قصة القرار 1701” الصادر عام 2022.
استمرت الحرب 32 يومًا وانتهت مع صدور القرار الأممي، الذي نص على إنهاء العمليات القتالية وإضافة 15 ألف جندي لقوة حفظ السلام الدولية في لبنان (يونيفيل)، وانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى الخط الأزرق (الخط الفاصل بين الأراضي الفلسطينية المحتلة والجولان السوري المحتل ولبنان)، وانسحاب مقاتلي “حزب الله” إلى شمالي نهر الليطاني.
خرج القرار الأممي من رحم معارك قاسية، ووسط جهود دبلوماسية مكثّفة، رواها طارق متري في كتابه الصادر عن “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات”، ويتكوّن من 285 صفحة من القطع الكبير.
يتضمن الكتاب ثلاثة فصول، تطرق متري في الأول، الذي حمل عنوان “بدايات الحرب والموقف التفاوضي”، إلى كيف وصله خبر عملية عسكرية نفذها “حزب الله”، بدأت بإطلاق صواريخ “كاتيوشا” على بلدة شلومي، شمالي فلسطين المحتلة، ومستوطنات في مزارع شبعا المحتلة، وقتل فيها ثلاثة جنود إسرائيليين، ثم خطف الحزب اثنين آخرين من داخل الخط الأزرق، ثم البيان الذي صدر عن الحزب.
وفق متري، توجست الحكومة اللبنانية من رد الفعل الإسرائيلي، مع توقعات بعملية عسكرية إسرائيلية محدودة، لكن الاتصالات مع جهات دولية كشفت عما هو أبعد من ذلك.
ورد في الفصل الكثير من التفاصيل التي تصلح للتوثيق والعودة إليها، وتفاصيل الاجتماعات الخاصة مع وزراء ومسؤولين، خاصة أن متري كان حينها وزيرًا للإعلام والتقى بعشرات المراسلين العرب والأجانب ومبعوث الحكومة اللبنانية بالأمم المتحدة في نيويورك.
كما تضمن المواقف الدولية من الحرب والبيانات الصادرة عن مختلف الدول الأجنبية، وتحديدًا من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، عرابتي القرار “1701”.
رحلة متري إلى نيويورك ضمّها الفصلان الثاني والثالث، اللذان حملا عنوان “مفاوضات بيروت ودبلوماسية نيويورك” و”صناعة القرار الأممي”.
ضمن هذين الفصلين، يمكن للقارئ أن يعرف طريقة استصدار القرارات الأممية، سواء الصادرة عن مجلس الأمن أو الأمم المتحدة، بكل ما تحمله من إرباكات وتعقيدات ومناورات سياسية، وكيف تلعب اللغة والأفكار دورها في تغيير دفة المفاوضات من جهة لأخرى، وهو أمر يحتاج السوريون في ظل الظروف الحالية في سوريا إلى فهم تفاصيله وتبعاته أيضًا.
ومن جهة أخرى، يمكن للمهتمين بالشأن اللبناني أن يعرفوا أكثر عن القرار الأممي “1701”، الذي تدور مناقشات واسعة حوله وحراك دبلوماسي فرنسي وأمريكي لتطبيقه، عقب انخراط “حزب الله” في معارك “ضمن قواعد الاشتباك” منذ تشرين الأول 2023، إثر الحرب الإسرائيلية على غزة.
المصدر: عنب بلدي