حُكم  على رجلين بالسجن 25 سنة لكل منهما، الأربعاء، في محكمة بنيويورك بعد إدانتهما بالتورط، بحسب الادعاء العام، في مؤامرة فاشلة مدعومة من طهران مقابل أجر، استهدفت اغتيال المعارضة الإيرانية مسيح علي نجاد، التي قالت أمام المحكمة إن المتهمين قلبا حياتها رأساً على عقب، لكنهما فشلا في تحطيمها.

ومثل رأفت أميروف (46 عاماً) وبولاد عمروف (41 عاماً) بزي السجن أمام قاضية المحكمة الجزئية الأميركية كولين مكمان في مانهاتن.

وأدانتهما هيئة محلفين في مارس بخمس تهم، بما في ذلك الشروع في القتل وغسل الأموال والتآمر، لدورهما في مؤامرة عام 2022 لاغتيال مسيح علي نجاد، وهي مواطنة أميركية من أصل إيراني ومنتقدة صريحة لطهران ومعاملتها للنساء، وفق وكالة “رويترز”.

وقالت مكمان: “كانت هذه جريمة فظيعة جداً، وترتبت عليها تداعيات رهيبة على بعض الأشخاص الطيبين جداً”.

وقالت مسيح علي نجاد عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “انستجرام”: “حكم قاضٍ فيدرالي على عميلين روسيين بالسجن 25 عاماً لكل منهما، بعد أن ثبت أنهما خططا لاغتيالي بأوامر من النظام الإيراني”.

وأضافت: “وعندما تحدّث القاضي والمدّعي العام عن شعب إيران، اختنق صوتي تأثراً..  لأن تلك هي الرؤية التي يناضل من أجلها ملايين الإيرانيين، (العدالة، والحرية، والحياة)”، على حد تعبيرها.

ومضت تقول: “لقد نشأتُ في بلد علمني أن أردد شعار (الموت لأميركا).. لكن الولايات المتحدة نفسها هي من منحتني حياة جديدة.. اليوم، رأيتُ الوجه الحقيقي للعدالة”.

وخاطبت علي نجاد المحكمة، وخلفها حشد من أنصارها، قائلة إن أميروف وعمروف قلبا حياتها رأساً على عقب، لكنهما فشلا في تحطيمها.

وأضافت: “عبرت المحيط لكي أصل إلى أميركا وأعيش حياة طبيعية، لكنني لا أعيش حياة طبيعية”، مما أثار تصفيق الحاضرين خلال نزولها من المنصة.

وجاءت الأحكام دون حكم 55 سنة لكل منهما الذي طالب به الادعاء العام، وفوق ما بين 10 سنوات إلى 13 سنة التي أوصى بها الدفاع.

“القمع العابر للحدود”

ودعا محاميا أميروف وعمروف إلى تخفيف الحكم على موكليهما، وسعيا للتقليل من أهمية علاقاتهما بطهران ودورهما في المؤامرة.

وقال ممثلو الادعاء إن الحرس الثوري الإيراني دفع لأميروف وعمروف 500 ألف دولار مقابل العملية الفاشلة التي استهدفت علي نجاد التي فرت من إيران في 2009.

ورفضت إيران الاتهامات بأن ضباط مخابراتها سعوا لاختطاف مسيح علي نجاد أو قتلها، ووصفت الاتهامات بأنها لا أساس لها من الصحة.

والقضية جزء من حملة تشنها وزارة العدل الأميركية على ما تسميه القمع العابر للحدود الوطنية، بمعنى استهداف الحكومات الاستبدادية للمعارضين السياسيين على أراض أجنبية.

واتُّهم رجل ثالث، يدعى خالد مهدييف، إلى جانب أميروف وعمروف، وأقر بذنبه في الشروع بالقتل وحيازة سلاح ناري بشكل غير قانوني.
 
وأدلى مهدييف، الذي يقول إنه شريك للمافيا الروسية، بشهادته ضد أميروف وعمروف في محاكمتهما، وقال للمحلفين إنه حاول قتل علي نجاد بالتنسيق مع الرجلين.
 
وأُلقي القبض على مهدييف في عام 2022 وبحوزته بندقية من طراز (إيه.كيه-47) وقناع تزلج، وينتظر صدور الحكم عليه.

شاركها.