صدى الإعلام- ترصد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تصاعدا خطيرا في عنف المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وسط مخاوف متزايدة من فقدان السيطرة على الوضع، بحسب ما أفادت صحيفة “هآرتس”، في تقرير لها، الإثنين.
وتظهر البيانات التي جمعتها المؤسسة الإسرائيلية أن النصف الأول من عام 2025 شهد ارتفاعا غير مسبوق في الهجمات العنيفة وجرائم الكراهية التي يرتكبها المستوطنون ضد الفلسطينيين، حيث سجلت 404 حوادث منذ يناير حتى يونيو، مقارنة بـ286 في الفترة ذاتها من عام 2024، و332 في النصف الثاني من العام الماضي.
وبحسب هآرتس، فإن الاعتداءات لا تقتصر على استهداف الفلسطينيين، بل تشمل أيضا اعتداءات المستوطنين أيضا على قوات الأمن الإسرائيلي. فمنذ بداية الحرب في غزة، تم تسجيل 100 هجوم شنّه مستوطنون ضد جنود وعناصر أمن، بينها 33 حادثة وقعت في النصف الأول من هذا العام.
وتأتي هذه الأرقام في ظل أحداث بارزة نالت تغطية إعلامية، مثل المظاهرات العنيفة أمام قواعد جيش الاحتلال، وإحراق منشأة أمنية نهاية يونيو، والهجوم على قائد كتيبة قرب كفار مالك.
أدت خطورة هذه الظواهر إلى مناقشات رفيعة المستوى في الجيش والشاباك، بقيادة رئيس الأركان إيال زامير، وسط إدراك بأن المستوطنين في البؤر غير القانونية، وخاصة الزراعية منها، باتوا أكثر جرأة في تحدي الدولة، بل وفي مهاجمة جنودها.
وأشار أحد ضباط العمليات في الضفة الغربية إلى أنه تعرض شخصيا للاعتداء من قبل مستوطنين أثناء أداء مهامه، محذرا من أن غضّ الطرف عن توسّع البؤر الزراعية الاستيطانية، التي تضاعفت أربع مرات منذ أكتوبر، ساهم في هذا التدهور الأمني.
وتشير الإحصائيات إلى أن عدد الاعتداءات التي ارتكبها المستوطنون، ضد الفلسطينيين أو قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ بداية الحرب بلغ نحو 1350 حالة، بينها نحو 900 صنفت كإرهاب يهودي، 160 منها مخطط لها مسبقًا.
وخلال هذه الفترة، أُصيب حوالي 320 فلسطينيا نتيجة لهجمات المستوطنين، بينهم 120 هذا العام فقط. أما الشهداء الفلسطينيون، فبلغ عددهم نحو 970، قتلوا برصاص قوات الاحتلال وبنيران عصابات المستوطنين.
وتُظهر بيانات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن معظم الهجمات للمستوطنين على قوات الأمن وقعت في البؤر الزراعية الاستيطانية التي أُقيمت على أراضٍ فلسطينية خاصة، بدعم سياسي مباشر من وزراء بارزين كبتسلئيل سموتريتش وأوريت ستروك.
ففي حين كان عدد هذه البؤر نحو 30 قبل اندلاع الحرب، ارتفع إلى نحو 120 حتى الشهر الماضي، ما جعلها بؤرا للفوضى والاعتداءات على كل من الفلسطينيين وجنود الاحتلال على حد سواء.
أمام هذا التصعيد، تحذر المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من احتمالية فقدان السيطرة على الوضع إذا لم تُتخذ إجراءات حازمة لردع المستوطنين ومنع توسع البؤر غير القانونية، في وقت يتزايد فيه التوتر الميداني وتزداد التحديات الأمنية مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.