96 ساعة متواصلة.. كواليس مفاوضات اتفاق وقف النار في غزة
جاء التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد مفاوضات مكثفة في العاصمة القطرية الدوحة على مدى 96 ساعة، وبوساطة دبلوماسيين أميركيين ومصريين وقطريين أقنعوا إسرائيل وحركة “حماس” أخيراً بإبرامه.
وأشاد مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بحضور مبعوث الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إذ وصفه بالأمر الحاسم في التوصل إلى الاتفاق الذي أُعلن عنه، الأربعاء، بعد 15 شهراً من اندلاع الحرب التي دمرت القطاع الفلسطيني وأشعلت صراعاً في أنحاء الشرق الأوسط.
وكان على رأس الجانب الأميركي مبعوث الرئيس جو بايدن إلى الشرق الأوسط بريت ماكجورك، الذي كان في المنطقة منذ الخامس من يناير الجاري للعمل عن كثب على ما وصفه المسؤول بأنه “ترتيب شديد التعقيد”.
وذكرت مصادر مطلعة أن الاتفاق تلقى دفعة كبيرة نحو إبرامه من تهديدات ترمب المتكررة بأن “أبواب الجحيم ستنفتح على مصراعيها” في الشرق الأوسط إذا لم يُطلق سراح المحتجزين لدى “حماس” قبل تنصيبه في 20 يناير الجاري.
وقال المسؤول في الإدارة الأميركية إن الاتفاق، الذي جاء بعد مفاوضات متقطعة على مدى أشهر، اكتسب قوة دافعة بعد موافقة إسرائيل وجماعة “حزب الله” اللبنانية على وقف لإطلاق النار في نوفمبر الماضي.
وتابع: “وصلت المفاوضات إلى أقصى درجات السخونة خلال الساعات الست والتسعين الماضية”
عقبة رئيسية
وكانت العقبة الرئيسية هي معرفة عدد المحتجزين لدى “حماس”، أو من منهم سيُطلق سراحه في المرحلة الأولى من الاتفاق، بحسب رويترز.
وقال المسؤول الأميركي “كانت هذه هي القضية الرئيسية قبل عيد الميلاد مباشرة، وواصلنا الضغط من أجل حلها، وأوضحنا أنه لن يكون هناك اتفاق تحت أي ظرف من الظروف ما لم تقدم حماس القائمة الكاملة للمحتجزين الذين سيخرجون بموجب الاتفاق مع الموافقة عليها”.
وتابع المسؤول قائلاً إنه في نهاية ديسمبر، وافقت “حماس” على قائمة المحتجزين، وهو ما سرّع المرحلة النهائية نحو التوصل إلى اتفاق تبادلهم مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين.
وانضم ويتكوف في وقت لاحق إلى ماكجورك، الذي كان في المنطقة على رأس الفريق الأميركي الذي يعمل على وضع التفاصيل.
مرحلة “حامية الوطيس”
وقال المسؤول إن النقاط الرئيسية شملت شروط وقف إطلاق النار، وتسلسل إطلاق سراح المحتجزين، وعدد السجناء الفلسطينيين الذين ستفرج إسرائيل عنهم في المقابل، والمساعدات الإنسانية إلى غزة في المستقبل.
وأصبحت تلك المرحلة من المفاوضات حامية الوطيس.
وذكر المسؤول أن مشاركة ويتكوف مع ماكجورك في المرحلة النهائية من المحادثات مثلت “شراكة مثمرة بينهما للمساعدة في وضع اللمسات الأخيرة على بعض الترتيبات النهائية والوصول بها إلى نتيجة”.
كما زار ويتكوف، وهو مستثمر في العقارات مقرب من ترمب، إسرائيل للقاء رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو. وقال شخص مطلع على الاتفاق إن ويتكوف “تمكن من الضغط على نتنياهو لقبول الاتفاق والتحرك بسرعة”.
وقال المسؤول الأميركي إنه حتى الساعة الثالثة من صباح الأربعاء بالتوقيت المحلي، كان ماكجورك والوسطاء المصريون والقطريون يجتمعون مع الفريق الإسرائيلي في الطابق الثاني من مقر انعقاد المفاوضات، بينما كان ممثلو “حماس” في الطابق السفلي.
وأردف المسؤول قائلاً إن واشنطن تأمل الآن في بدء التنفيذ بحلول الأحد.
وقال مسؤول آخر اطلع على المفاوضات لـ”رويترز” إن الاتفاق يحدد مرحلة أولية لوقف إطلاق النار مدتها 6 أسابيع ويشمل الانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية من غزة والإفراج عن المحتجزين الذين تحتجزهم حماس مقابل سجناء فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل.
وأضاف المسؤول أن الاتفاق ينص أيضاً على السماح بإدخال 600 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى غزة يومياً خلال وقف إطلاق النار.