قالت الطبيبة العامة وعضو جمعية السكري البحرينية، د. أبرار الأنصاري، إن الرعاية الصحية الحديثة تركّز اليوم على الوقاية من الأمراض قبل علاجها، إدراكاً بأن الإجراءات الوقائية رغم ما تتطلبه من التزام وتكاليف تظل أقل كلفة بكثير من مواجهة المرض ومضاعفاته.
وأوضحت أن الارتفاع المزمن في مستويات السكر بالدم يؤثر بشكل مباشر على الأوعية الدموية الدقيقة التي تغذي أعضاء الجسم الحيوية مثل القلب والكلى والعينين، كما يضر بالأعصاب ويقلّل جودة الحياة بصورة عامة.
وبيّنت الأنصاري أن مرض السكري من النوع الثاني يرتبط ارتباطاً وثيقاً بنمط الحياة، خصوصاً النظام الغذائي ومستوى النشاط البدني، مشيرة إلى أن توصيات الجمعية الأمريكية للسكري تدعو الأشخاص المعرّضين للإصابة إلى تبنّي نمط حياة صحي ومتوازن، يشمل النشاط البدني المنتظم وممارسة الرياضة المعتدلة مثل المشي السريع أو السباحة لمدة ثلاثين دقيقة يومياً أي ما يعادل 150 دقيقة أسبوعياً، وممارسة تمارين المقاومة مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً باستخدام الأثقال أو وزن الجسم لما لذلك من أثر إيجابي في تحسين حساسية الإنسولين وتقوية العضلات، واتباع نظام غذائي صحي متوازن منخفض السعرات الحرارية، والحد من تناول السكر والدهون المشبعة والأطعمة المقلية، وتجنّب عصائر الفاكهة مع التركيز على تناول الفاكهة الكاملة باعتدال بما يعادل ثلاث إلى أربع حصص يومياً، وخسارة الوزن الزائد إذ إن تقليل الوزن بنسبة تتراوح بين 5 و7% من الوزن الأصلي ينعكس إيجاباً على الصحة العامة، وتجنّب الجلوس لفترات طويلة مع الحرص على الحركة كل ثلاثين دقيقة، والإقلاع عن التدخين بجميع أشكاله ومنتجاته، والحفاظ على الصحة النفسية والابتعاد عن مصادر التوتر والضغط النفسي.
وأضافت أن المصابين بالسكري عليهم الالتزام بالأدوية الموصوفة لهم، ومراقبة مستويات السكر في الدم بانتظام، خاصة أثناء ممارسة الرياضة لتفادي انخفاض السكر الحاد، كما أوصت بضرورة استشارة المختصين لتحديد النظام الغذائي والرياضي الأنسب لكل مريض بما يضمن توازن احتياجات الجسم وتجنّب المضاعفات.
وأكدت الأنصاري أن المتابعة الطبية المنتظمة مع طبيب العائلة تُعدّ ركيزة أساسية في الوقاية، إذ تُتيح تقييم خطر الإصابة بالسكري، وإجراء الفحوص اللازمة، ووضع خطة صحية شخصية تراعي عوامل الخطورة والحالة الصحية لكل فرد.
واختتمت بقولها إن الوقاية من السكري، وخاصة من النوع الثاني، ليست علاجاً سريعاً أو حلاً مؤقتاً، بل هي أسلوب حياة ومسؤولية فردية، وإن تبنّي العادات الصحية اليومية يمثل استثماراً في جودة الحياة وطول العمر، داعية إلى اعتبار كل وجبة صحية وكل خطوة يومية فرصة جديدة لمقاومة هذا المرض المزمن، ومع الالتزام والدعم الأسري والمجتمعي يمكن تحويل الأرقام المقلقة إلى قصص نجاح ملهمة تبشر بمستقبل أكثر صحة وحيوية للجميع.
