في نموذج مشرّف للعزيمة وقوة الإرادة، تمكنت الطالبة أروى سامي خليل إبراهيم من إتمام متطلبات الشهادة الثانوية بتفوق بنسبة 96.3%، بتخصص العلوم التجارية بمدرسة خولة الثانوية للبنات، رغم معاناتها من مرض فقر الدم المنجلي الحاد، واضطرارها إلى تقديم امتحانين نهائيين للفصل الثاني من العام الدراسي المنصرم في المستشفى خلال فترة تلقيها العلاج.

وأعربت أروى عن شكرها الجزيل لوزارة التربية والتعليم، لموقفها الإنساني النبيل، الذي تجسد في مراعاة ظروف مرضها، ومتابعة المعلمات لها في فترات اشتداد المرض وعدم تمكنها من الحضور للمدرسة، وتسهيل عملية تقديمها عددًا من الامتحانات في فترات إقامتها المطولة بالمستشفى.

وعن أبرز المواقف الراسخة في ذاكرتها، تحدثت أروى بفخر عن لحظة تكريمها في الطابور الصباحي من قبل فريق السعادة في المدرسة بلقب (أنتِ كفؤة)، حيث شعرت حينها أنها قادرة على بلوغ حلمها، وأن تعبها محل تقدير، مما أعطاها دافعًا للاستمرار.

وأشارت إلى طموحها لدراسة الإعلام والإخراج السينمائي، لرغبتها في إنتاج محتوى إعلامي يحمل رسالة، ويخاطب الإنسان من الداخل، عبر إيجاد أفكار إبداعية، مثنيةً على دور المدرسة، ومركز رعاية الطلبة الموهوبين بالوزارة، الذي تمثّل في إشراكها بورش الإعلام الطلابي في مجالات التصوير والمونتاج والذكاء الاصطناعي.

وإلى زملائها المقبلين على ذات الطريق، وجهت أروى رسالة ملهمة هي: “كل عتبة صعبة هي درجة تقرّبنا من القمة، وكلما شعرتم بالإحباط، تذكّروا أن لكل إنسان رسالة خُلق من أجلها، والتحديات هي طريق الوصول.”

وقال والدها إنه فخور بفلذة كبده، التي صنعت حكاية تفوقٍ مختلفة، خيوطها نسجتها منذ المرحلة الابتدائية، حين كانت معلمة العلوم تُحفّزها بوضع ملصقات النجوم في دفاترها، لتغرس فيها حب المنافسة والاجتهاد، بينما كانت والدتها تُعلّمها أن السعي للعلم والمهارة هو الهدف الأسمى من الذهاب للمدرسة.

وأضاف أن أحلك الظروف لم تطفئ شمعة ابنته، بل زادتها توهجًا، بفضل الدعم الكبير من مدرستها، التي تواصلت معها في فترات غيابها، ووفّرت لها المعلمات والدروس والدعم النفسي والمعنوي عبر التواصل المرئي عن بعد ببرنامج (Teams)، مع الاستفادة من بوابة الوزارة التعليمية الإلكترونية، فكان الجميع بجانبها خطوة بخطوة.

شاركها.