أسمع كل موسيقى الأرض وأميل لـ«الجاز».. جاسم جواد: تعلمت الموسيقى من الوالد والبداية كانت مع «الأخوة البحرينية»
حوار: طلال أسامة عبدالأمير
الصعود على المسرح مع الموسيقي العالمي أندري ريو من اللحظات المهمة في مسيرتي
أعمل حالياً على ألبوم سأطرحه قريباً.. وانتظروا مفاجأة!
أستمتع بالعمل مع فهد الكبيسي وراشد الماجد وأبو طلال
الموسيقى بلا وعي أو فكر لا يخدم البشرية ولا المجتمع
أنصح الشباب الذين يريدون أن يتعلموا الموسيقى بالقراءةقال الفنان البحريني جاسم جواد إنه ورث موهبته في مجال الموسيقى عن والده، الذي أسسه موسيقياً، مؤكداً أن الوصول إلى مستوى الفنانين الكبار يتطلب الكثير من العمل والاجتهاد.
وأضاف، في حوار أجرته معه “الوطن”، أنه لا يفضل ذوقاً موسيقياً على آخر، لكنه يميل إلى “الجاز” الممزوج مع الموسيقى الشرقية، معتبراً أن صعوده على المسرح مع الفنان الموسيقي العالمي أندري ريو وعزفه معه كان من اللحظات المهمة في مسيرته الفنية.
متى بدأت مسيرتك الموسيقية وكيف تطورت؟
البداية كانت منذ الصغر بحكم نشأتي في بيئة موسيقية في بيت تكثر فيه الآلات الموسيقية، التي كنت أراها وأسمعها وأنا صغير، بحكم أن الوالد كان موسيقياً وورثت هذه الموهبة منه، أحببت الموسيقى منذ الصغر، وعندما ذهبت إلى المدرسة في الابتدائية والإعدادية تعرفت على شباب كلهم يعزفون، وكنا نلتقي كثيراً، وتطورت موهبتي دون أن أشعر، في البداية كان دافعي هو حب الموسيقى، ثم تطورت مع الوقت بفضلالمعطيات التي عشتها ومع الفرق التي تعاملت معها وشاركت فيها.
ما هي أبرز التحديات التي واجهتها في مسيرتك المهنية؟
أبرز التحديات لم تكن في البداية؛ لأني كنت أتعلم ولا زلت أتعلم طبعاً. التحديات بدأت منذ أن عملت مع الفنانين المحترفين، وشاركت في الحفلات الكبيرة التي ضمت أسماء كبيرة من الفنانين والموسيقيين، ولكي أصل إلى هذا المستوى كان لابد من بذل الكثير من الجهد والعمل بشكل دؤوب، وهذا هو التحدي الأصعب الذي استطعت اجتيازه الحمدالله.
ما هو أكثر ألبوم تفخر به؟
هناك أعمال كثيرة سجلتها في الاستديو لا أتذكرها من كثرتها، لقد سجلت مع راشد الماجد، ومحمد عبده، وماجد المهندس، أي الصف الأول من نجوم الغناء في الخليج، سجلت لهم على آلة العود بحكم اختصاصي. ومن بين أكثر الأعمال التي أفخر بها، عمل اسمه “رسايل” موجود في اليوتيوب، وهو عمل صنعته بالكامل؛ من تأليف وتوزيع، بمشاركة نخبة من الشباب الموسيقيين. وهناك ألبوم أعمل عليه الآن وستسمعونه قريباً إن شاء الله.
ما هو الأسلوب الموسيقي الذي تحب أداءه بشكل خاص؟
لا يمكنني أن أحب أسلوباً موسيقياً أكثر من أسلوب آخر، ولكن أقدر أن أقول إنني أميل إلى أسلوب أكثر من آخر، لماذا؟ لأني أعمل في مجال يجب أن أحافظ فيه على التنوع كموسيقي، في بعض الأحيان أعزف غربي، مثلاً أعزف بيانو أو في الموسيقى الشرقية أعزف على العود، ومثلاً إذا كنت أعزف موسيقى خليجية يجب أن أكون خليجياً، وإذا كنت أعزف عراقي يجب أن أكون عراقياً في عزفي وفي أدائي. أحب الموسيقى بشكل عام، ولا أستطيع القول إنني أفضل ذوقاً موسيقياً على ذوق آخر، في النهاية أسمع كل موسيقى الأرض والشعوب، أسمعها وأستفيد منها، ولكنني أميل للموسيقى الغربية “الجاز”، وأقصد هنا “الجاز” الممزوج مع الموسيقى الشرقية، وأشتغل في هذا المحتوى وأتمنى أن أقدمه بشكل يليق أن تسمعه الناس.
ما هي أهم اللحظات في مسيرتك الموسيقية حتى الآن؟
هناك لحظات كثيرة مهمة بالنسبة لي، منها عندما كنت عازفاً في فرقة الأخوة البحرينية، كنت أحد الأعضاء في الفرقة مع علي بحر، رحمه الله، والشباب الذوادي، ووجيه وباقي الشباب، كلهم أصدقائي، وكانت لحظة مهمة أن أعزف مع هؤلاء الفنانين، ون أصعد على المسرح، وكنت أصغرهم سناً، وبعد فرقة الأخوة البحرينية، كنت عازف عود في لحظات مهمة في الاستديو عندما التقي مع فنان وأسجل له وهو موجود في الاستديو، هذه من اللحظات المهمة، ومن اللحظات المهمة أيضاً عندما صعدت على المسرح مع الفنان الموسيقي العالمي أندري ريو وعزفت معه، وكان الفنان فيصل الأنصاري يغني، هذه من أهم اللحظات الحلوة التي عشتها.
ما هي أهم الأماكن التي قدمت فيها حفلات؟
الأماكن.. كل دول الخليج، كما شاركت في حفلات في بريطانيا ومصر وفي العديد من الدول، وعملت مع فنانين أذكرهم كلهم، المسيرة طويلة وتمتد لسنوات، وأيضاً في مملكة البحرين، ومثلنا كشباب بحرينيين المملكة داخل و خارج البحرين، قدمنا الموسيقى البحرينية.
هل لديك أي تجارب موسيقية مميزة في الخارج؟
لي تجارب في الخارج طبعاً، أنا أشتغل في الخارج أكثر من البحرين، ولي العديد من التجارب، يعني مثلاً قبل يومين كنت في الرياض، وهذه كلها تجارب أتعلم منها طبعاً، عندما تخالط الناس من كل مكان، مثلاً في الخليج هنا كل دولة تتميز بفنون خاصة بها، يعني عندما أذهب إلى السعودية وأشتغل مع فنانين أتعلم الفنون السعودية منهم، وعندما أذهب إلى الكويت أجد عندهم فنونهم وولديهم خطهم الخاص في الفنون الموسيقية والفنون الشعبية، وفي عمان والإمارات وقطر، وطبعاً هذه خبرات جمعتها من العمل في هذه الدول.
ما هي أهم الأدوات الموسيقية التي تستخدمها في أدائك؟
دائماً في أي لقاء صحفي وفي أي مقابلة أو دعوة، لا أصف نفسي كعازف عود، مع أن الناس تراني دائماً بالعود، وعزفي بالعود، وفي الاستديو أسجل بالعود، ولكني أصف نفسي بأنني موسيقي بحريني، وليس عازفاً فقط، لأنني أمتهن الموسيقى بشكل عام، وفي بدايتي كنت أعزف بيانو وعود، لا أستطيع أن أقول تحديداً ما هي الآلات التي أعزف عليها لأن أي آلة أمسكها أقدر أن أخرج منها أنغاماً، هناك فنانون مختصون في آلات محددة، لكنني أستطيع أن أعزف على أي آلة أمسكها بحكم أنني موسيقي، ولكن هناك اختصاصات، لكن بتمكني في العزف على العود وعلى البيانو وينتج هذا الاندماج الذي تسمعونه.
ما هو العمل الذي ترغب في تأليفه في المستقبل؟
طبعاً مثلما ذكرت، لدى ألبوم أعمل عليه حالياً، ولكن قبل الألبوم هناك عملان سوف أطرحهما كافتتاح للألبوم، سأتحدث عن واحد منهما والثاني مفاجأة، الأول قطعة موسيقية ألفتها وأعمل على تنفيذها موسيقياً، إذ أقوم بإدخال الآلات وأرى أين يدخل البيانو وأين يدخل “البيز”، وأطلقت على هذا العمل اسم “واتر رينبو”، مثلما كان يحدث في الأعراس القديمة عندما يمسكون القماش بجانب العروس، وهذا العمل يحمل المعنى ذاته، وهنا تصور في عقلي أعمل على تنفيذه، وهناك معاني ومغازي لن أذكرها الحين، أفكر في أن أصنع له فيديو حديث بالذكاء الاصطناعي يرمز إلى هذه الملحمة، لأن “واتر رينبو” ملحمة عبر التاريخ لم تأت من البحرينيين أو الدول العربية الأخرى، بل هي شيء متوارث من آلاف السنين، وهذا الموضوع أعجبني وأحب أن أقوم بعمل حول هذه القصة.
ما هي أهم الأهداف التي تسعى لتحقيقها في مسيرتك الموسيقية؟
أهم الأهداف هي ألا أكتفي بقط بنشر الموسيقى، وإنما أنشر موسيقى بمصاحبة الوعي والفكر، لأن في النهاية إذا كنت موسيقياً بلا وعي أو فكر، فلن تخدم البشرية والمجتمع، لأنه إذا أغلقت على نفسك الباب ستصبح موسيقيا لنفسك فقط، ولكن أنت تقدم خدمة للناس، فالموسيقى خدمة للناس ويجب أن تكون ذات رسالة، حتى تصل للناس، وإذا كانت بدون فكر، فقط أمسك الآلة وانتهى الموضوع، من وجهة نظري لا أرى فيها فائدة، لأن الموسيقى رسالة سلام ولغة الشعوب، وشغلي الشاغل هو ربط الموسيقى مع الفكر، وإبراز الحضارة والتراث، مثلاً تراثنا فيه الكثير من الأشياء، ودسم بالأفكار، لدينا أشياء كثيرة يجب أن نبرزها.
هل لديك رؤية لتطوير المشهد الموسيقي في البحرين؟
طبعاً في البحرين موسيقيون وضعوا بصمتهم، وهناك من يقلدهم حتى اليوم، وأعتقد أن هذه الفئة هي التي تدفع الأشياء نحو التطور، لأنهم أكبر مني وسبقوني، فأنا لا زلت أتعلم، و وعندما أكون في مصاف المبدعين في البحرين، يجب أن أعمل على تطوير الموسيقى في البحرين، وهي متطورة بالفعل، لكن هناك وجهات نظر متعددة ومختلفة، ولكي أبين وجهة نظري يجب أن أكون صاحب البومات وصاحب اسم أكبر بكثير.
من هم الفنانين الذين تستمتع بالعمل معهم؟
طبعاً الفنان القطري فهد الكبيسي زميلي وصديقي، وأوجه له تحية، وبعد الفنان راشد الماجد والفنان أبو طلال، نعم الأخ ونعم الصديق، وهو من الناس الذين أستمتع بالعمل معهم، وكذلك كل الفنانين الذين عملت معهم، ولكنني أستمتع مع هؤلاء الفنانين أكثر من غيرهم، ربما بحكم أننا نفهم بعض أكثر موسيقياً.
مِن من تعلمت العزف وأبدعت فيه؟
تعلمت العزف من الوالد الأستاذ محمد جواد، وهو طبعاً موسيقي، وهو من أسسني موسيقياً في البداية، ثم تطورت موهبتي بحكم أنني اختلطت بالناس واكتسبت خبرات من كل شخص عملت معه، وأسمع موسيقى مثلاً هندي وغيرها من الأنواع، أحترمها كلها وأسمعها، وهذا ساعدني في عزف “الجاز”، و وكذلك الـ”لاتن” واكتسبت أيضاً خبرات من خلال العمل في فرقة الأخوة البحرينية، فهذه والفرقة كان لها ناتج موسيقي جميل، وأشتغل على تطويرها إن شاء الله.
ماهي آخر حفلة حضرتها ؟
آخر حفلة حضرتها كانت قبل يومين، وكانت في المملكة العربية السعودية في الرياض مع الفنان فهد الكبيسي والفنانة داليا مبارك.
هل لديك أي نصائح للشباب الذين يرغبون في تعلم العزف على العود؟
طبعاً، نصيحتي للشباب، ليس فقط الذين يعزفون على العود، بل حتى الذين يتعلمون العزف على القيتار أو أي آلة إيقاعية أياً كانت، أقول لهم اقرأوا، يجب أن تقرأوا لأن الموسيقي بلا قراءة لا تنفع، لابد من أن تقرأ وتطلع وتثقف نفسك، نصيحتي للشباب، وأي شخص يريد أن يتعلم أي نوع من الموسيقى، أقول له اقرأ الكتاب، أجعله صديقك حتى تكون موسيقاك ذات رسالة لابد من القراءة، أياً كان نوع الكتاب، حضارات أو روايات، وأتمنى من الشباب المبتدئين في هذا الموضوع أن يطبقون هذا الأمر، لأنه لا يوجد موسيقي أو موسيقى بلا وعي أو ثقافة، و كل هذه الأشياء بتحصلها في الكتاب.