مع انخفاض درجات الحرارة، تنشط الفيروسات بشكل ملحوظ، وبينما يتصدر الإنفلونزا و«كوفيد19» عناوين الأخبار هذا الشتاء، يحذر خبراء صحيون من فيروس آخر ينتشر بهدوء دون أن يحظى بالاهتمام الكافي: الفيروس الغدي (Adenovirus).
فيروس شائع بلا علاج محدد
يقول إريك ساتشينوالا، المدير الطبي للوقاية من العدوى في Jefferson Health، إن كثيرًا من حالات التهاب الحلق الحاد التي يُصاب بها المرضى تعود في الواقع إلى الفيروس الغدي. ورغم انتشاره الواسع على مدار العام، نادرًا ما يتم فحصه أو تشخيصه، ولا يتوفر حتى الآن علاج دوائي مباشر له، على عكس الإنفلونزا أو «كوفيد».
قدرة عالية على البقاء والانتشار
ما يجعل الفيروس الغدي خطيرًا هو قدرته العالية على الصمود، إذ لا تقضي عليه وسائل التنظيف التقليدية مثل الماء والصابون أو المطهرات المنزلية العادية. ونتيجة لذلك، يمكنه البقاء لفترات طويلة على الأسطح، ما يزيد من فرص انتقاله عبر الرذاذ التنفسي أو الأسطح الملوثة، بل وحتى عبر الفضلات.
أماكن مغلقة… بؤر للعدوى
غالبًا ما تُسجَّل تجمعات إصابة في الأماكن المكتظة مثل الحضانات والثكنات العسكرية، حيث يسهل انتقال العدوى من شخص إلى آخر بسبب القرب الجسدي المستمر.
أعراض متعددة ومربكة
يهاجم الفيروس الغدي أجزاء مختلفة من الجسم، ما يجعل أعراضه متنوعة. فقد تتراوح بين التهاب الحلق، وسيلان الأنف، والسعال، وصولًا إلى التهابات الأذن الوسطى، وارتفاع الحرارة، وضيق التنفس. كما يمكن أن يسبب التهاب الملتحمة (العين الوردية) أو الإسهال.
أنواع كثيرة وصعوبة في التتبع
يوجد ما يقارب 60 نوعًا مختلفًا من الفيروس الغدي، وغالبًا لا يتم تحديد السلالة المسببة للعدوى، ما يصعّب التنبؤ بالأعراض أو تتبع مسار انتشاره بدقة.
متى يصبح خطرًا؟
تؤكد الجهات الصحية أن معظم الإصابات تكون خفيفة، إلا أن الفيروس قد يشكل خطرًا على كبار السن أو أصحاب المناعة الضعيفة. وفي الحالات الشديدة، قد يؤدي إلى التهاب رئوي، أو التهاب شعبي حاد، أو التهاب المعدة والأمعاء، ونادرًا إلى التهابات في المثانة أو الجهاز العصبي.
