أمراض الروماتيزم وآلام المفاصل في رمضان – الوطن

إعداد: الدكتورة إيمان مطر
لاشك أن الصيام يلعب دوراً مهماً في علاج أو تخفيف الكثير من الأمراض ولا يبتعد بنا الأمر كثيراً عن أمراض الروماتيزم، فقد أثبتت عدة دراسات أن الصيام مفيد في حالات كثيرة من أمراض الروماتيزم فهو يُحدُّ من هذه الآلام التي من أهمها الروماتيزم المفصلي الذي يسبب آلاماً في أسفل الظهر والفخذ والركبة أو ما يعرف بآلام المفاصل.
يُعتبر الصوم في شهر رمضان فرصة ذهبية لتنقية الجسم من الشوائب التي تلحق به، شرط اتّباع نظام صحي وسليم في تناول وجبتي الإفطار والسحور، ولا يخرج مرضى الروماتيزم عن هذه القاعدة إذ يسهم الصيام في منع ترسيب المواد الضارة في محيط المفاصل؛ لأن تراكم هذه المواد هو السبب الرئيس لهذه الآلام، كما أن الصيام يؤدي إلى زيادة تركيز مادة الأندورفين في الدم والتي تعرف بدورها الفعّال في تخفيف الألم مما يُحسّن من حالة المريض ويؤدي إلى انخفاض ألم المفاصل.
هذا بالإضافة إلى أن أداء العبادات والشعائر الدينية في رمضان تمثل تمارين رياضية حركية، وتحافظ على ليونة المفاصل وتقلّل من التيبس الناتج عن قلة الحركة ونشاط المريض، كما يعتبر الصيام أيضاً فرصة لتخفيف الوزن أو ضبطه لتقليل الضغط على مفاصل الجسم، مع ضرورة المشي يومياً أو أداء بعض التمارين الخفيفة من 30 دقيقة إلى ساعة كاملة قبل الإفطار، علماً بأن أفضل وقت لممارسة النشاط البدني هو الذي يسبق وجبة الإفطار لاستهلاك الطاقة المخزنة في الدهون المتراكمة في الجسم ففي الحركة بركة في شهر الخير والبركة.
كما أن شهر رمضان الكريم هو فرصة إلى لمّ شمل العائلات على موائد الإفطار، لذا ينبغي الحذر من الأوضاع أو الحركات التي تضع المزيد من الضغوط على المفاصل أو البقاء في وضعية واحدة لمدة طويلة كوقوف ربات البيوت لساعات طويلة بشكل يومي في المطبخ أثناء تحضير سفرة الإفطار والتي تسبّب مخاطر صحية حقيقية وتؤثر على صحة العظام والعضلات وتزيد من احتمالية إصابتهن بآلام المفاصل خصوصاً مفاصل الركبتين والظهر والقدمين بالإضافة إلى دوالي الساقين، لعدم قدرة الدم على الرجوع مرة أخرى للقلب وتجمّعه داخل الأوردة الدموية في الساقين.
ومن المعتقدات الخاطئة والممارسات غير الصحيحة والأكثر شيوعاً عند بعض الصائمين تتمثل في تقليل الحركة والنوم لساعات طويلة لتفادي العطش والجوع والتعب وعدم شرب كميات كافية من الماء بعد الإفطار وعند السحور وتناول الأطعمة المشبعة بالدهون والسكريات والسهر لساعات متأخرة من الليل وتغيير في مواعيد وعدد ساعات النوم أثناء الشهر الفضيل، والتي تؤدي إلى إصابة الجسم بالخمول والإرهاق؛ وبذلك ينعكس سلباً على صحة أجسامهم، وتسبّب لهم آلاماً مزمنة مع مرور الوقت.
ومن الأمور المهمة أيضاً خلال شهر رمضان المبارك ضرورة تجنّب الإجهاد النفسي والضغط العصبي، فلا شك أن صيام شهر رمضان يحمل الكثير من الجوانب الإيجابية والراحة النفسية الصحية لمن أحسن الاستفادة منه. ومبارك عليكم الشهر الفضيل.
* دكتوراه في العلاج الطبيعي عضو جمعية أصدقاء الصحة