في تلك اللحظة عندما عرفتِ بإصابتك بالمرض لاشك أن مئات من الأفكار تزاحمت إلى رأسك رافضة ذلك الخبر.. أنا مصابة بالسرطان.. لا.. ولم أنا.. خوف.. قلق.. كل ما سبق أمر طبيعي ففي نهاية الأمر أنتِ بشر ضعيف في دار ابتلاء لا حول له ولا قوة، بالرغم من ذلك هناك حقيقة لا يمكن إنكارها: أنت قوية بعون الله وبحوله وقوته. أقوى من المرض، من الخوف، ومن كل التحديات التي قد تواجهينها فالله سبحانه وتعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها.
سرطان الثدي ليس نهاية الحياة، بل بداية رحلة جديدة لاكتشاف ذاتك، قوتك، وصبرك. هو امتحان للروح، وفي نفس الوقت فرصة لتجديد الإيمان بالله، ولإعادة تعريف الجمال، النجاح، والانتصار. كل ندبة في جسدكِ وسام شجاعة. كل جلسة علاج خطوة نحو الشفاء. وكل لحظة ضعف دليل على أنكِ إنسانة، تتألمين، لكنكِ لا تستسلمين. لقد رأينا نساء يحولن الألم إلى أمل، والدموع إلى ابتسامات، واليأس إلى مشاريع ملهمة تخدم الآخرين. عبّري عن مشاعرك ولا تخجلي من التعب، ولا تخفي خوفكِ. فهو أمر طبيعي لذا شاركيه مع عائلتك ورفيقاتك، تحدثي عنه، واسمحي لأحبائك أن يكونوا جزءاً من رحلتك. فالدعم لا يضعفك، وطلبه عند الحاجة دليل قوة لا ضعف والمهم معرفة متى تطلبينه وممن؟
تذكري أن الجمال الحقيقي لا يُقاس بمعايير الجسد الفاني، لكن بالروح الإيجابية التي تضيء رغم الظلام. وأن الأنوثة لا تنتزع باستئصال بعض الأعضاء الأنثوية، بل تتجلى في كل نظرة حنان، وكل كلمة أمل. فأنت لست مجرد جسد ولكنك مخلوق كرمه الله بنفخة من روحه.. مخلوق مكوّن من عقل وقلب وروح وجسد. تذكّري أن كل جزء من تكوينك يحتاج إلى عناية، فعقلك يحتاج للعلم والمعرفة، وقلبك يحتاج لذكر الله ليطمئن ويزيل عنه خوف وهلع المرض، وروحك تحتاج أن تكون قريبة إلى خالقها وبارئها، فهو أعلم بها، فعزّزي إيمانك به.
* عضو مؤسس ومستشار لجمعية أصدقاء الصحة