كان للجمهور في مسرح البحرين الوطني موعداً مع أمسية “سحر الموسيقى الكلاسيكية” حفلة أوركسترا البحرين الفيلهارمونية بقيادة المايسترو د. مبارك نجم أولى حفلات الاوركسترا لهذا الموسم. كانت ليلة ذهنية وسمعية خالصة، مليئة بسحر الأعمال الموسيقية الخالدة لكبار الفنانين العالميين أمثال موزارت، برامز، شوبان، مندلسون وغيرهم. تدفقت الموسيقى الرومانسية من جداول مياه أنهر أوروبا، مستوحاة من الطبيعة وأدب وثقافة القرن التاسع عشر.
سحر المايسترو مبارك نجم الحضور بشخصيته الموسيقية القيادية الفذة، وجال بهم في عالم الموسيقى المتأصل في التقاليد الغربية، المميز بتعقيداته وتطوره وجاذبيته الخالدة. فقد أتحف الجمهور بفقرة كونشيرتو الكمان للمؤلف الألماني مندلسون، بأداء العازفة التشيكية العالمية أولغا كوينتانا. كان صوت الكمان رومانسياً حنوناً بإمتياز، حيث كانت العازفة تتحاور مع الأوركسترا، تعبر عن الألم والمشاعر بأربعة أوتار.
ثم قدمت مغنية الأوبرا الإيطالية ماريكا فرانشينو، لتنقل الحضور إلى فن آخر، فن درامي غنائي مركب وجامع لذروة الفنون، بصوت قوي يصل إلى أقصى درجات التعبير. تنقل الحضور البارحة بين دول أوروبا في حرية مطلقة، دون قيود ولا ضرائب جمركية، فكنا تارةً في هنغاريا، وتارةً في رومانيا، وتارةً أخرى في ألمانيا وإسبانيا، بمناسبة يوم الاتحاد الأوروبي الذي يصادف التاسع من مايو.
تألقت قاعة مسرح البحرين الوطني بأجواء من الهدوء والترقب، ومع كل حركة من عصا المايسترو، كانت الموسيقى تتدفق كالأنهار، تغمر القلوب وتنقلنا إلى عوالم جديدة. كانت لحظات من السحر الخالص، حيث اجتمع الفنانون والجمهور في بوتقة واحدة من التناغم الرائع، مما جعل من هذا الحفل تجربة لا تُنسى.
إنه حقاً احتفال بالموسيقى، يعكس براعة المايسترو د. مبارك نجم في توصيل رسائل ملهمة وعميقة جداً من خلال الموسيقى، معززاً بذلك الثقافة الموسيقية في بلادنا، تاركاً أثراً لا يمحى في النفوس.
شكراً من القلب لهيئة البحرين للثقافة والآثار على تنظيمها هذا النوع من الأمسيات الملهمة والرائعة، وشكراً لأوركسترا البحرين الفيلهارمونية، وشكراً للمايسترو د. مبارك نجم.
