أيادي البحرين السخية تنتشر كرماً ولهفة للشقيق والصديق على امتداد العالم
رؤية ملك الإنسانية لجهود المملكة الإغاثية عبر ربع قرن
دانة الهاجري
مازالت مملكة البحرين من بين الدول الرائدة عالمياً في مجال تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية على امتداد المنطقة والعالم، حيث كانت سبّاقة دوماً في مساعدة أشقائها من الدول العربية والإسلامية والصديقة، وساهمت في التخفيف من تداعيات الكوارث الطبيعية وكذلك الحروب والنزاعات التي تركت أثرها على الإنسانية، ولقد برز هذا الدور العظيم بشكل أوسع منذ تولي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم مقاليد الحكم قبل ربع قرن من الزمن امتدت فيه أيادي البحرين السخية على خارطة العالم بتوجيهات من ملك الإنسانية يشهد بها القاصي والداني.
فقد أصدر جلالة الملك المعظم توجيهاته السامية بتشكيل لجنة وطنية لمناصرة الشعب الفلسطيني في غزة مطلع عام 2009، على أن تتولى المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية مهمة الإشراف على عمل هذه اللجنة. وذلك من أجل توحيد الجهود وتقديم الدعم اللازم للشعب الفلسطيني في غزة، وتحقيقا لهذا الهدف السامي فقد جعلت عضوية الانضمام في هذه اللجنة مفتوحة لجميع المؤسسات والجمعيات الأهلية.
وبتوجيه من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس مجلس أمناء لمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية رئيس اللجنة البحرينية الوطنية لمناصرة الشعب الفلسطيني في غزة تم تنظيم الحملة الأولى لجمع التبرعات لصالح الأشقاء في قطاع غزة، وذلك بتاريخ 9 يناير 2009، كما تم تنظيم حملة أخرى بتاريخ 16 يناير 2009، وذلك بالتعاون مع تلفزيون البحرين الذي قام بتخصيص حلقات وبث مباشر لدعم هذه الحملة الإنسانية.
وواصلت البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم بعثاتها الإنسانية بإرسال 4 شحنات إغاثية عاجلة إلى أشقائنا الفلسطينيين في قطاع غزة تضمنت العديد من المواد الطبية والإغاثية بحمولة قدرها حوالي 180 طناً.
وفي أبريل 2012 تم افتتاح مدرسة مملكة البحرين في تل الهوى حيث تعتبر أكبر مدرسة في قطاع غزة وتتكون من أربعة طوابق وتخدم أكثر من 4000 طالباً وتحتوي على 52 فصلاً دراسياً.
ومن المشاريع المهمة التي نفذتها المؤسسة في جامعة غزة الإسلامية، هي افتتاح مشروع مركز التقنيات بهدف مساعدة الطلبة المكفوفين بالجامعة الإسلامية وذلك ضمن برنامج لتدريب وتأهيل المكفوفين الذي تموله المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية في الجامعة، كما دشنت المؤسسة مصنع الأطراف الصناعية كأحد مشاريعها التنموية في قطاع غزة، حيث تم تصنيع وتركيب أطراف صناعية لـ 1400 معاق من النساء والرجال والأطفال في غزة مع وتأهيلهم نفسياً وتدريبهم على مهن ووظائف يستطيعون من خلالها الاعتماد على أنفسهم في طلب الرزق.
ومن خلال التوجيهات الملكية السامية نشرت المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية أذرعها الخيرية في مختلف الدول وقدمت العديد من المساعدات الإنسانية، ومنها مساعدات إنسانية إغاثية عاجلة إلى جمهورية باكستان في أغسطس 2010 للمساعدة في إيواء المشردين والمتضررين وضحايا الفيضانات التي اجتاحت مناطق متعددة في شمال غرب البلاد.
ونظراً لاحتياج جمهورية الصومال العديد من المرافق، فقد تم بناء مستشفى مملكة البحرين التخصصي على مساحة قدرها 17,500 متر مربع ويخدم حوالي 3 ملايين نسمة كما يستقبل ما لا يقل عن 22,000 حالة في السنة، ويقدم مختلف الخدمات العلاجية للشعب الصومالي الشقيق.
وقد أعادت المؤسسة إحياء جامعة مقديشو الوطنية بعد أن تدمرت جرّاء الحرب وذلك ببناء مجمع مملكة البحرين العلمي بجامعة مقديشو الوطنية ويشتمل على 7 كليات، كما قامت المؤسسة بتنفيذ مشروع حفر 10 آبار مياه ارتوازية لأكثر من 250 قرية، بالإضافة للعديد من المساعدات الإنسان مثل إعادة وتصحيح النظر لـ4000 مريض صومالي وكذلك عشرات الشحنات الإغاثية.
وفي عام 2012 ونتيجة للزلزال المدمر الذي أصيبت بها جمهورية تركيا ودمر أجزاء واسعة من أراضيها، تم إرسال شحنتين من المساعدات الإغاثية إلى ضحايا الزلزال بجمهورية تركيا بحمولة قدرها 100 طن احتوت على العديد من المواد الإغاثية وكميات من الخيم والبطانيات التي تتناسب مع أجواء الشتاء القارس خلال هذا الفصل من العام بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر البحريني.
وفي أغسطس 2012 وتنفيذاً للتوجيهات الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم، تم تكليف المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية بتقديم مساعدات إنسانية وإغاثية للاجئين السوريين، وعملت المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية على اتخاذ العديد من الإجراءات والخطوات والجهود لتنفيذ هذه التوجيهات الملكية السامية، وكان من أهم هذه الأعمال والمشاريع، مجمع مملكة البحرين العلمي، ومجمع مملكة البحرين السكني في مخيم الزعتري بالمملكة الأردنية الهاشمية، ومدرسة مملكة البحرين الأساسية للبنات في محافظة إربد فيما تم بناء مدرسة مملكة البحرين في العاصمة الأردنية.
كما كان لمملكة البحرين دور ملحوظ في إغاثة العديد من الدول ومنها جمهورية الفلبين، وجمهورية النيبال الديمقراطية الاتحادية و جمهورية مصر العربية وبالإضافة إلى الجمهورية اليمنية وكانت مملكة البحرين والى الآن تبذل ما بوسعها لمساعدة وإغاثة الدول العربية والإسلامية.
ولم يكن لهذا الدور الحيوي والإنساني ليتحقق إلا عبر توجيهات سامية من قائد عظيم يفيض بمشاعر الإنسانية السمحاء التي انبثقت من الدين الإسلامي الحنيف، ومن عراقة وتاريخ البحرين عبر الزمن ورثته الأجيال ليضع لمساته على امتداد بقاع الأرض.