أكدت عضو جمعية أصدقاء الصحة والحاصلة على دكتوراه في العلاج الطبيعي د. إيمان مطر أهمية اتباع مرضى التصلب العصبي المتعدد لسلسلة من النصائح الوقائية قبل الشروع في أداء مناسك الحج، وذلك لتفادي المضاعفات الصحية التي قد تنجم عن طبيعة المرض وظروف الحج المناخية والجسدية.
ودعت د. مطر إلى مراجعة المريض لطبيبه المختص قبل السفر لتقييم مدى استقرار حالته الصحية، مع الالتزام الكامل باستكمال العلاج الموصوف خلال فترة أداء المناسك في حال كانت حالته مستقرة. مؤكدة ضرورة اتخاذ احتياطات إضافية، منها الاستعداد البدني المسبق عبر ممارسة الرياضة وتمارين اللياقة، خاصة رياضة المشي التي تسهم بشكل فعّال في السيطرة على الأعراض المزمنة.
وأضافت أن تمارين الاستطالة لعضلات الساقين تُعد من الوسائل المهمة لتجنب التيبّس وتحضير الجسم للمشي الطويل خلال السعي بين الصفا والمروة والتنقل لرمي الجمرات، وهي من أكثر الممارسات التي تساعد المرضى على تجنب تفاقم الأعراض أو التعرض لنوبات خلال أداء الشعائر.
وأشارت د. مطر إلى أهمية تجنب الأماكن ذات الحرارة المرتفعة، وأخذ فترات من الراحة لا تقل عن عشر دقائق بين الأعمال المختلفة للحج، مما يساهم في التخفيف من آلام المفاصل وتقليل الجهد على العضلات وتفادي الإجهاد العام، مشددة على ضرورة شرب كميات كافية من الماء لتعويض السوائل المفقودة بفعل الحرارة والمجهود البدني، والحفاظ على وظائف الجسم.
وحول التطعيمات، أوضحت د. مطر أنه لا يوجد مانع من تلقي تطعيمات الحج أو غيرها بالنسبة لمرضى التصلب العصبي المتعدد، لكنها نبهت إلى ضرورة استشارة الطبيب المعالج مسبقاً، لا سيما أن بعض المرضى يستخدمون علاجات مثبطة للمناعة، مما قد يجعل بعض أنواع اللقاحات، مثل اللقاح الحي الموهن، غير مناسبة لهم.
وفيما يخص طبيعة المرض، أوضحت أن التصلب العصبي المتعدد هو مرض مزمن يصيب الجهاز العصبي المركزي المكوّن من المخ والمخيخ وجذع الدماغ والنخاع الشوكي، مشيرة إلى أن المرض يصيب محور العصب المسؤول عن توصيل النبضات العصبية من وإلى الجسم، وهو محاط بغشاء يُعرف بالمييلين، وهو المسؤول عن تمرير السيالات العصبية.
وقالت إنه عند إصابة هذا الغشاء، تتباطأ أو تنقطع الإشارات العصبية، ما يؤدي إلى قصور في وظائف الجهاز العصبي. وتختلف الأعراض بحسب موضع الإصابة، حيث إن الضرر الناتج غير قابل للإصلاح. وتشمل الأعراض تغيرات في المزاج كالاكتئاب وصعوبة التحكم العاطفي، ومشكلات في التركيز، والتفكير، والتعلم، والذاكرة، بالإضافة إلى ضعف العضلات وتيبسها وتشنجات قد تعيق المشي أو الوقوف. واختتمت د. مطر بالتأكيد على أن الالتزام بالنصائح الوقائية والاستعدادات البدنية والدوائية يمكن أن يُمكّن مرضى التصلب العصبي المتعدد من أداء مناسك الحج بأمان وتفادي أي مضاعفات صحية.