مع حلول شهر أكتوبر من كل عام، تتجه أنظار العالم إلى مناسبة إنسانية وصحية مهمة، هي شهر التوعية بسرطان الثدي، هذا الشهر الذي يرمز إليه بالشريط الوردي، لم يعد مجرد حملة توعوية، بل أصبح حركة عالمية تحمل معها رسائل أمل، وإرادة صلبة لمكافحة المرض، وتعزيز صحة المرأة باعتبارها حجر الأساس في استقرار الأسر وازدهار المجتمعات، وفي مملكة البحرين، حيث تحظى المرأة بمكانة محورية في بناء الأسرة وصناعة الأجيال، تكتسب هذه المناسبة أبعادًا خاصة تستدعي تضافر جهود المجتمع بكافة أطيافه، ما رأت فيه عضو جمعية أصدقاء الصحة وعضو التحالف الإقليمي للأمراض غير السارية د. ابتهال الريفي ليس مجرد تذكير بمرض، بل رسالة لتكريم المرأة البحرينية.
“هذا أكتوبر، ليكن الشريط الوردي تذكيراً لنا جميعاً في البحرين، ليتذكّر الأزواج دعم زوجاتهم، والأبناء تذكير أمهاتهم، والأصدقاء تشجيع بعضهم البعض. أمهاتنا، أخواتنا، زوجاتنا، وبناتنا هن قلب وطننا قوتهن هي قوتنا، وصحتهن هي ازدهارنا، ومن خلال نشر الوعي، والدعوة إلى الكشف المبكر، ودعم الممارسات الصحية مثل الرضاعة الطبيعية، فإننا لا نحارب مرضاً فحسب، بل نستثمر في مستقبل تتمتع فيه كل امرأة في البحرين بحياة طويلة، صحية، ونابضة بالحيوية.
وفي هذا السياق، أكدت عضو جمعية أصدقاء الصحة وعضو التحالف الإقليمي للأمراض غير السارية د. ابتهال الريفي، أن شهر أكتوبر ليس مجرد تذكير بمرض، بل هو رسالة لتكريم المرأة البحرينية والاحتفاء بها كدعامة أساسية في الأسرة والمجتمع.
وقالت د. ابتهال الريفي: «مع حلول شهر أكتوبر، تتهادى نسائم الخريف بلطف في مملكة البحرين، حاملةً معها شريطًا ورديًا، هذا اللون ليس مجرد رمز؛ إنه وعد عالمي، ورسالة أمل، ونداء للعمل، حيث يمثل شهر التوعية بسرطان الثدي وقتاً لتوحيد صفوف مجتمعنا، والتأمل، وتأكيد التزامنا بصحة ورفاهية النساء اللواتي يشكلن حجر الأساس لمجتمعنا».
وأضافت: «في قلب كل منزل بحريني، تقف المرأة كحجر الزاوية هي المصدر العاطفي، والمرشدة، ومنبع القوة والحب الذي يوحّد العائلة، صحتها ليست مجرد شأن شخصي؛ بل هي الأساس الذي تُبنى عليه سعادة الأسرة واستقرارها، عندما تكون هي بصحة جيدة، تزدهر العائلة، ومن أجل هذا، فإن حماية صحتها هي واحدة من أقدس مسؤولياتنا».
وأوضحت أن رحلة الحفاظ على صحة المرأة تبدأ بالمعرفة، مؤكدة أن الحديث عن صحة الثدي يجب ألا يكون سرًا يُهمس به، بل قيمةً يشارك فيها الجميع، فالتوعية لا تقتصر على النساء فقط، بل يجب أن تمتد إلى الآباء والأزواج والإخوة والأبناء ليكونوا سندًا للمرأة، ويشجعوها على إعطاء الأولوية لصحتها دون خوف أو تردد.
وشددت الريفي على أن الحقائق الطبية واضحة ومليئة بالأمل، إذ إن الكشف المبكر عن سرطان الثدي يحسّن بشكل كبير معدلات البقاء على قيد الحياة.
وتابعت: «عندما يتم تحديد المرض في مرحلة مبكرة، يكون نجاح العلاج أعلى بكثير، وتكون رحلة التعافي غالبًا أقل صعوبة، وهذا بحد ذاته رسالة أمل تحتاج كل أسرة في البحرين إلى سماعها وتبنيها».
وبيّنت أن الكشف المبكر يبدأ بخطوات عملية واضحة، منها:
الوعي الذاتي: تشجيع النساء على معرفة أجسادهن والإبلاغ عن أي تغييرات مثل ظهور كتلة جديدة، أو تنقير في الجلد، أو إفرازات غير معتادة للطبيب دون تأخير. الفحص السريري للثدي: من خلال الفحوصات الدورية التي يجريها مقدمو الرعاية الصحية كإجراء وقائي أساسي. التصوير الإشعاعي للثدي (الماموجرام): والذي يعد وسيلة حاسمة للكشف المبكر خاصة للنساء فوق سن الأربعين، أو اللواتي لديهن تاريخ عائلي للإصابة، حيث يمكن لهذا الفحص أن يكشف المرض قبل ظهور الأعراض.
وسلطت الضوء على جانب وقائي آخر بثقافتنا وديننا، وهو الرضاعة الطبيعية، ووصفتها بأنها “درع طبيعي للأم”.
وأوضحت: «في احتفائنا بصحة المرأة، يجب أيضًا إبراز ممارسة طبيعية متجذرة بعمق في ديننا وثقافتنا: الرضاعة الطبيعية. فهي لا توفر التغذية المثالية للمولود الجديد فحسب، بل تمنح الأم أيضًا فوائد صحية عميقة على المدى الطويل، إذ أثبتت الدراسات أنها تساعد على تقليل خطر إصابة الأم بسرطان الثدي، خصوصًا إذا استمرت لفترة سنة أو أكثر».
وأكدت أن دعم وتشجيع الأمهات على الرضاعة الطبيعية يعني أننا لا نغذي الجيل القادم فقط، بل نمنح الأمهات درعاً وقائياً يحمي صحتهن في المستقبل، مشيرة إلى أن ذلك يمثل استثماراً في صحة المجتمع بأسره.