يُحيي الاتحاد الحُر لنقابات عمال البحرين، بكل فخر واعتزاز، مناسبة يوم الشباب العربي الذي يصادف الخامس من يوليو في كل عام، وهي مناسبة بالغة الأهمية تسلط الضوء على الدور المحوري والحيوي الذي يضطلع به الشباب في نهضة الأمة وتقدمها، وفي بناء مستقبلٍ أكثر عدالة واستدامة. إن هذا اليوم ليس مجرد احتفال رمزي، بل هو وقفة تأمل وتقدير لعطاءات الشباب العربي في مختلف الميادين، وفرصة لتجديد الالتزام بمساندتهم وتمكينهم من أداء أدوارهم بكل كفاءة وكرامة.
وإذ يؤكد الاتحاد الحُر أن الشباب يشكلون الطاقة المتجددة للحركة العمالية والنقابية، والأساس الصلب الذي تُبنى عليه طموحات التنمية والتغيير، فإنه يشدد على أهمية العمل المشترك من أجل تعزيز موقعهم في سوق العمل وفي الحياة العامة. لقد أثبت شباب البحرين، كما شباب الأمة العربية، قدرتهم على مواجهة التحديات، وابتكار الحلول، والمساهمة في رفعة أوطانهم رغم كل ما يواجهونه من صعوبات اقتصادية ومعيشية ومعوقات هيكلية، وعلى رأسها البطالة، وتفاوت الفرص، وتقلص مساحة المشاركة الفاعلة في السياسات الاقتصادية والاجتماعية.
وفي هذا السياق، يدعو الاتحاد إلى ضرورة مراجعة السياسات الاقتصادية والتشغيلية بما يضمن تمكين الشباب العامل من الوصول إلى العمل اللائق، وتوفير بيئات عمل عادلة وآمنة تحفظ لهم حقوقهم وتصون كرامتهم. كما يؤكد على أن التعليم والتدريب المهني والتقني يجب أن يكونا من أولويات الدولة والمجتمع، بحيث يواكبان متطلبات العصر، ويتناغمان مع التحول الرقمي والتطورات التكنولوجية التي باتت تُعيد تشكيل سوق العمل بشكل جذري.
ويشدد الاتحاد الحُر على أهمية تعزيز دور الشباب داخل المنظومة النقابية، وفتح المجال أمامهم للمشاركة في صناعة القرار النقابي والعمالي، فهم ليسوا فقط الورثة الطبيعيين للحركة العمالية، بل هم عنصرها المتجدد القادر على تطويرها وتجديد أدواتها وخطابها. إن دعم المبادرات الشبابية، واحتضان الطاقات البحرينية الصاعدة، وتوفير فرص التمكين الاقتصادي والاجتماعي، يجب أن تكون من صميم السياسات التنموية، لا خياراً ثانوياً أو ترفاً مؤجلاً.
إننا، في هذه المناسبة المجيدة، نرفع تحية تقدير وامتنان إلى كل شابة وشاب في وطننا العربي، وإلى شباب البحرين خاصة، ممن يواصلون العطاء بصدق وانتماء، ممن يحملون على أكتافهم آمال مجتمعاتهم، ويساهمون بإخلاص في بناء الحاضر واستشراف المستقبل. كما نؤكد أن الاتحاد الحُر سيبقى سنداً وداعماً لقضايا الشباب، مدافعاً عن حقوقهم، ومناصراً لطموحاتهم، ومؤمناً بأن مستقبل العمل لا يمكن أن يُبنى دون شراكتهم الكاملة والفاعلة.
عاش شباب البحرين فخر الوطن وسنده، وعاش الشباب العربي منارة الأمة وأملها المتجدد.