اختتمت في مدينة الداخلة بالصحراء المغربية أعمال اللقاء الدولي رفيع المستوى حول “التكامل بين صحافة الجودة والتربية على الإعلام”، الذي نُظّم على مدى يومي 20 و21 يونيو 2025، بمبادرة من اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة والنشر، وبمشاركة نخبة من الإعلاميين والأكاديميين والخبراء من مختلف أنحاء العالم.
وشهدت الفعالية مشاركة فعالة من د. شريف بدران، عميد كلية الاتصال وتقنيات الإعلام في الجامعة الخليجية بمملكة البحرين، الذي قدّم ورقة بحثية نوعية بعنوان “دور التربية الإعلامية في تعزيز الوعي ومكافحة الأخبار الزائفة”، دعا فيها إلى اعتماد استراتيجيات شاملة لتعزيز التربية الإعلامية في العالم العربي، ودمج مفاهيمها بشكل منهجي في المناهج الدراسية منذ المراحل المبكرة.
وسلّط د. بدران في مداخلته الضوء على التحديات المتزايدة التي تفرضها ظاهرة الأخبار الزائفة على المجتمعات، وتأثيرها المباشر في تقويض ثقة الجمهور بوسائل الإعلام، مؤكدًا ضرورة بناء شراكات مؤسسية بين القطاعات التعليمية والإعلامية لإنتاج محتوى توعوي تفاعلي يعزز الوعي النقدي، ويرسّخ مهارات التحقق من المعلومات في ظل الاعتماد المتزايد على وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر رئيسي للأخبار.
وأظهرت الدراسة التي عرضها بدران نتائج لافتة، من أبرزها أن 78% من الأفراد في الدول الخمس التي شملتها العينة يعتمدون على منصات التواصل للحصول على الأخبار، بينما لم يتلقَ 72% منهم أي تدريب رسمي على التحقق من صحة المعلومات، مما يعكس الحاجة الماسة إلى تفعيل برامج التربية الإعلامية والتدريب العملي في هذا المجال.
وقد اختتم اللقاء بعدد من التوصيات المهمة، من بينها إطلاق منصة دولية دائمة للحوار بين الإعلاميين والمهنيين، وإنشاء برامج أكاديمية متخصصة في التربية الإعلامية داخل الجامعات، وتطوير تشريعات تنظيمية لمحتوى وسائل التواصل الاجتماعي، مع التشديد على أهمية التكوين المستمر للصحفيين، والتزامهم بأعلى المعايير الأخلاقية والمهنية.
وفي ختام الفعالية، أعرب المشاركون عن تقديرهم البالغ للمملكة المغربية على استضافتها الكريمة، ورفعوا برقية شكر وامتنان إلى الملك محمد السادس، تقديرًا لجهوده في دعم الحوار الحضاري وترسيخ ثقافة التفاهم والسلام، مؤكدين أهمية استمرار هذا النوع من المبادرات لتعزيز مكانة الإعلام كركيزة للتنمية والوعي المجتمعي.