استهلاك المواد البلاستيكية وأثره في الإصابة بسرطان الثدي
زهراء المحافظة
سرطان الثدي يعتبر من أكثر أنواع السرطانات شيوعاً حول العالم، وبحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية فإن 2.3 مليون امرأة في عام 2020 شخصت بسرطان الثدي. إن من أبرز عوامل الإصابة بسرطان الثدي هو العامل الوراثي الذي يزيد من احتمالية الإصابة مع وجود حالات إصابة من أفراد العائلة، إضافة إلى التقدم في العمر. هذه العوامل لا يمكن تغييرها، ولكن من الممكن خفض تبعات الإصابة ورفع فاعلية العلاج من خلال الكشف الدوري والفحص الذاتي الشهري في حال اكتشاف المرض في المراحل المبكرة. إضافة إلى ذلك اتباع أنماط حياة صحية عبر ممارسة النشاط البدني واتباع نمط غذائي صحي ومتوازن، يرتبط بخفض خطر الإصابة بالمرض.
ومع انتشار الدراسات والأبحاث العلمية تم اكتشاف أثر سلبي لاستخدام المواد البلاستيكية والإصابة بعدة مشاكل صحية مثل الإخصاب والسرطان ومن بينها سرطان الثدي. وكثر في الآونة الأخيرة استخدام الأواني البلاستيكية لشرب الماء وتخزين وتناول الطعام كاستخدام أسهل في طريقة التخلص من دون مجهود ولكن تبعاته الصحية تؤدي في نهاية المطاف إلى مشاكل صحية بالغة الأثر. ويدخل في صناعة المواد البلاستيكية مواد لها تأثير سلبي مع كثرة الاستهلاك على الصحة مثل وجود مادة «BPA» وهي اختصار لمادة البيسفينول التي تصنف كمادة سامة، والتي تدخل في عمليات تصنيع البلاستيك وفي تغليف الطبقات الداخلية للمعلبات المعدنية.
وتشير الدراسات إلى ارتباط مادة البيسفينول بسرطان الثدي والتي تحدث تغيرات بيولوجية وسيكولوجية في جسم المرأة، حيث تؤثر في عمل الغدد الصماء ونشاط هرمون الإستروجين ما يرفع خطر الإصابة بالسرطان. ولوحظ أثر مادة البيسفينول على الهرمونات والذي يؤدي إلى تنشيط الخلايا السرطانية وتكوين أورام الثدي. وفي دراسة تم نشرها مؤخراً والتي تم فيها دراسة تأثير هذه المادة على النساء المصابات بسرطان الثدي في باكستان والتي لخصت وجود نسب عالية من هذه المادة لدى المريضات مقارنة بغيرهن والذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتطور سرطان الثدي لديهن.
وتزامنا مع شهر أكتوبر الوردي المعني بالتوعية لسرطان الثدي، من الضروري التأكيد على أساليب الوقاية وخفض خطر الإصابة باتباع الأنماط الصحية وضرورة تقليل أو الابتعاد عن استهلاك المواد البلاستيكية التي تحتوي على مادة «BPA». ولذلك يرجى قراءة المعلومات على المنتجات البلاستيكية بحذر للتأكد من خلوها من هذه المادة قبل الشراء.
* اختصاصية الصحة العامة وعضو جمعية أصدقاء الصحة