اقتصاديون لـ”الوطن”: السعودية تعتبر الشريان الاقتصادي الرئيس للبحرين
سماهر سيف اليزل
أكد اقتصاديون، أن عمق العلاقات البحرينية السعودية الاقتصادية تزداد نمواً، مشيرين إلى أن العلاقات السعودية البحرينية قوية وترتكز على عمق الروابط التاريخية إذ تعتبر الشريان الاقتصادي الرئيس لمملكة البحرين.
وأكد رئيس جمعية الاقتصاديين البحرينية الدكتور عمر العبيدلي، أن الاقتصاد السعودي يعد أحد أهم شركاء الاقتصاد البحريني، وينعكس ذلك في كافة الأبعاد من ناحية التجارة، حيث تقع السعودية دائماً ضمن قائمة أهم 3 شركاء للبحرين، ويشمل ذلك قطاعات محورية كالنفط والسياحة.
ومن ناحية رؤوس الأموال، أكد أن المملكة العربية السعودية تُعد أكبر مصدر لرؤوس أموال أجنبية في البحرين، وتغطي هذه الاستثمارات قطاعات عدة من بينها العقار والمصارف والتصنيع.
أما فيما يتعلق بالحركة البشرية، فيعمل العديد من البحرينيين في المملكة العربية السعودية، نظراً لتميز فرص العمل فيها، لا سيما في وقت تحول اقتصادها.
من جانبه أكد الاقتصادي البحريني أحمد اليوشع، أن العلاقات التاريخية بين البحرين والمملكة العربية السعودية علاقة وثيقة جداً، تطورت وأصبحت حليفة استراتيجية، موضحاً أن القرب بين الشعبين والبلدين حتم أن تكون هناك علاقة اقتصادية متينة، مشيراً إلى أن هذه العلاقة الاقتصادية تتطور وتنمو باستمرار محققة الكثير من الإنجازات الاقتصادية الملحوظة.
وأضاف أن المملكتين حريصتان على الحفاظ على هذه العلاقة وذلك يظهر جلياً فيما يتم طرحه من مشاريع اقتصادية كبيرة واحدة تلو الأخرى، وتأثير الطرح الاقتصادي الكبير واضح على البلدين، مشيراً إلى أنه من المناسب الآن أن يتم طرح الحوافز لجذب الاستثمارات السعودية.
من جانبه أكد الاقتصادي البحريني د.محمد الصياد أن العلاقة بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين هي علاقة تاريخية يمتد عمقها ليشمل الدولتين الشقيقتين والشعبين الشقيقين واقتصاديهما، حيث إن هناك تداخلاً واضحاً بين السوق السعودي والسوق البحريني، وهذا التداخل يعمل كمحرك اقتصادي بين البلدين في مختلف المجالات التجارية والاستثمارية، مشيراً إلى أن العلاقات السعودية البحرينية المتينة بين الشعبين تظهر بشكل جلي في حركة الأسواق المحلية للبلدين، وكذلك في حركة الاستثمار السعودي في البحرين. وأضاف أن للاستثمارات السعودية مردوداً كبيراً على الاقتصاد البحريني، خصوصاً أن طابع الاستثمار السعودي ذو توجه تصنيعي حديث يواكب المسارات الجديدة في الاقتصاد العالمي، حيث يشكل هذا النوع من الاستثمار العمود الفقري لنمو إجمالي الناتج المحلي والسند الأساسي للعملات الوطنية. ودعا الصياد لفتح المجال للاستثمارات السعودية في قطاعي التعليم والصحة بصورة استثنائية وتفضيلية اعتبارا بخصوصية العلاقات الأخوية التي تربط البلدين الشقيقين، بالإضافة إلى الاستثمار المشترك للصندوقين السياديين للبلدين في القطاعات الحيوية للاقتصاد الجديد لاسيما في أشباه الموصلات (Semiconductors) والذكاء الاصطناعي، باعتبارهما القطاعين اللذين يشكلان طريق البناء المستقبلي للدول ومجتمعاتها.
الاقتصادي الدكتور ناظم الصالح، أوضح أن العلاقات بين البلدين الشقيقين علاقات قديمة بدأت منذ تأسيس المملكة العربية السعودية، مباركاً للسعودية ذكرى التأسيس.
وأضاف أن السعودية تمثل عمقاً استراتيجياً وحيوياً لاقتصاد البحرين، لافتاً إلى أن إنشاء جسر الملك فهد لعب دوراً كبيراً في تعزيز الاقتصاد البحريني وتعزيز التجارة البينية بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية، حيث يعتبر شريان الحياة الأساس الرابط بين العلاقات الوثيقة بين البلدين.
وفيما يتعلق بمجالات الاستثمار، أشار إلى أن المملكة العربية السعودية تعتبر شريكاً اقتصادياً مهماً للبحرين، حيث إن التبادل التجاري بين البلدين تجاوز 9 مليارات دولار في 2022، فيما وصلت الاستثمارات المباشرة إلى 10 مليارات دولار تقريباً العام الماضي ما يعادل تقريباً 35% من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في البحرين، وتمثل السعودية 98% من السياحة الواردة إلى البحرين.
ولفت إلى جسر الملك حمد الذي سينجز خلال السنوات القادمة، معبراً عن أمله لأن تتطور هذه العلاقات بما يحقق الأهداف المشتركة للبلدين الشقيقين ويحقق طموحات الشعبين نحو الوحدة المشتركة والمصير المشترك.
فيما ذكر، عضو رئيس جمعية الاقتصاديين البحرينية خالد العمادي، أن العلاقات الاقتصادية بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين علاقة وثيقة، بما يتماشى مع نظرية “التكامل الاقتصادي”، والتي تعزز النمو المشترك للبلدين، وذلك يرجع إلى عدة عوامل أبرزها تاريخ العلاقة الوثيقة بين البلدين والروابط المشتركة منذ القدم.
وأضاف أن جسر الملك فهد يعتبر نقطة لوجستية مهمة جداً وذلك لتنفيذ عمليات الاستيراد والتصدير بين البلدين من خلال نقل البضائع، بالإضافة إلى كونه من الوسائل المناسبة للسياحة العائلية بين البلدين، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على الاقتصاد.