الأمان ثم الأمان – الوطن

عائشة حمد أحمد البوعينين مدرب تربوي وكوتش أخصائي سعادة ومرشد أسري
مزيج من الحنان والانضباط، هذا ما تتطلّبه تربية الأبناء حيث يسعى الوالدان إلى تعليم أبنائهما القيم الصحيحة وتوجيههم نحو السلوك الإيجابي لمواجهة الأخطاء والتصرفات غير المقبولة.
قد يميل البعض إلى استخدام أساليب غير تربوية لتوجيه الأبناء متمثلة في الضرب والتوبيخ والتهديد وغيرها من الأساليب التي تزعزع شعور الأمان في حياة الأبناء. وهنا يجب أن نقف مع الذات لنسأل أنفسنا لماذا يجب أن يشعر أبناؤنا بالأمان دائماً؟
عندما يشعر الأبناء بالأمان تتعزّز لديهم الثقة بوالديهم حيث يجعلهم هذا الشعور أكثر استعداداً للتحدث عن بعض مخاوفهم وأخطائهم دون خوف من العقاب أو الرفض، فالشعور بالأمان يخلق بيئة مثالية للتعلّم والنمو، فكلما شعر الأبناء بالأمان أصبحوا أكثر قدرة على التعلّم من أخطائهم وتجنّبوا تكرارها، بدلاً من الخوف من العقاب سيركزون على فهم السبب وراء الخطأ ويحاولون تصحيحه.
عند مواجهة سلوك غير مرغوب فيه من المهم أن يتمكن الوالدان من السيطرة على مشاعرهم وامتصاص الموقف دون رد فعل غاضب أو عنيف وتهدئة النفس، حيث يساعد هذا السلوك على تقييم الموقف بشكل أكثر هدوءاً وعقلانية. كذلك التحدث مع الابن بنبرة هادئة ومطمئنة يؤثر بشكل كبير على استقباله للمعلومات والإرشادات بكل سهولة كونه لا يشعر بالخوف والتهديد. بعد تهدئة الموقف ينبغي على الوالدين شرح الخطأ بشكل واضح ومباشر مع التركيز على السبب الكامن وراء السلوك والتأكيد للابن في كل الأحوال بأنه محبوب ومقبول بغض النظر عن الأخطاء التي يرتكبها، وفي تلك الأثناء يقدّم الوالدان حلولاً بديلة لتعزيز شخصية ابنهم وثقته بنفسه وقدرته على التفكير النقدي لاتخاذ قرارات أفضل مستقبلاً.
همسة أُسٌّ
التأكيد على شعور الأبناء بالأمان مهما كانت الظروف ينمّي لدى الأبناء مهارات الذكاء العاطفي من خلال بناء الثقة بالنفس وتحفيز التواصل واحترام الذات، فالعلاقة الآمنة تعزّز الترابط وتُساهم في تطوير صحة الأطفال النفسية.