الاعتزاز الملكي بالدبلوماسية البحرينية أساس نجاحها
أكاديمية محمد بن مبارك تضع خطط تطويرها
البحرين تمتلك 37 سفارة وقنصلية لجانب 5 قنصليات فخرية حول العالم
حسن الستري
“نجحت البحرين عبر نظام عملها الدبلوماسي في بناء شبكة قوية من التحالفات والشراكات الدولية القائمة على أسس احترام سيادة الدول وحسن الجوار، ومد جسور التفاهم وتقريب وجهات النظر في كافة القضايا، وهو أمر يؤكد بأن نهج علاقاتنا الدبلوماسية القائم على حسن النوايا هو ما اعتدنا عليه ولن نتخلى عنه، بكونه فطرة حضارية نشأت عليها الطبيعة البحرينية الودودة والمنفتحة على العالم”.
اعتزاز ملكي بالدبلوماسية البحرينية تضمنته الكلمة السامية التي تفضل بها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم بمناسبة الاحتفال باليوبيل الذهبي للدبلوماسية البحرينية واليوم الدبلوماسي الذي يصادف 14 يناير 2019م.
وخلال تلك الكلمة، أكد جلالته أن التجارب أوضحت “قدرة الدبلوماسية البحرينية على التفهم والإدراك التام للمتطلبات وللمتغيرات الدولية بتحدياتها المختلفة، وهو ما مكنّ بلادنا من التعاطي الدبلوماسي المهني والموضوعي في مختلف الظروف، وصياغة المواقف الخارجية الحريصة على الصالح العام التي تأخذ في الاعتبار التوازن بين أولوياتها الاستراتيجية والتزاماتها الدولية، دون إغفال لأهمية النقل الدقيق لجهود تنميتنا الوطنية المستمرين في تطويرها، والتي توثق نتائجها المتقدمة العديد من التقارير الدولية”.
ولم يقف الاعتزاز عند الإشادة بالدبلوماسية البحرينية، بل وجه جلالته بأن يتم تطوير المعهد الدبلوماسي بتحويله إلى “أكاديمية خاصة للدراسات الدبلوماسية ” ، وأن يطلق عليها اسم سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، رائد الدبلوماسية البحرينية وأحد مؤسسيها الأوائل الذي يسجل له تاريخها العريق الإخلاص في الأداء والتميز في العطاء .. وهي سمة بحرينية أصيلة نرفع شعارها ونفاخر بها في كل المحافل، كما أعلن عن تخصيص “الرابع عشر من يناير” من كل عام ليكون يوماً خاصاً للسلك الدبلوماسي، ولنحتفي فيه بإنجازاتهم في خدمة البحرين ورفعة شأنها.
وطبقاً للمرسوم الملكي بإنشاء أكاديمية محمد بن مبارك آل خليفة للدراسات الدبلوماسية، فإنها تختص الأكاديمية بوضع السياسات والخطط الاستراتيجية لتطوير السلك الدبلوماسي والقنصلي، ووضع البرامج وعقد الدورات والورش لتطوير وتأهيل منتسبي السلك الدبلوماسي والقنصلي، وإعداد الدورات والاختبارات للمرشحين لشغل الوظائف الدبلوماسية، ومنح الدرجات العلمية من شهادات في المجالات ذات الصلة بالعمل الدبلوماسي، وذلك وفقاً للقوانين المتعلقة بالتعليم والتعليم العالي المعمول بها في مملكة البحرين، وعقد البرامج التدريبية لتطوير أداء موظفي وزارة الخارجية والوزارات والمؤسسات الحكومية، وتدريب منتسبي وزارة الخارجية على إعداد و كتابة التقارير المهنية، نشر الثقافة الدبلوماسية من خلال إجراء البحوث وإعداد ونشر المؤلفات والمرئيات البصرية، وبحث سبل التعاون والتنسيق مع الوزارات والمؤسسات الوطنية والدولية، وعقد الندوات والورش في المجالات ذات الصلة بالعمل الدبلوماسي من خلال استقطاب ذوي الاختصاص من داخل وخارج مملكة البحرين، اضافة لقيام الأكاديمية بتنفيذ أي مهام توكل إليها من وزير الخارجية.
وبحسب الإحصائيات، فإنه توجد لدى البحرين 37 سفارة وقنصلية حول العالم، إضافة الى 5 قنصليات فخرية، ويعود تاريخ الدبلوماسية البحرينية إلى أواخر العام 1969 من خلال تأسيس ما سُمي بـ “مكتب العلاقات الخارجية أو العلاقات السياسية”، وكان يترأسه آنذاك عراب الدبلوماسية البحرينية سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، الذي تحول بعد ذلك نواة لتأسيس وزارة الخارجية البحرينية مع تشكيل أول حكومة للبحرين عام 1971، ومن ثم تولي سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة حقيبة الخارجية كأول وزير، وكان ذلك في الفترة منذ أغسطس عام 1971 وحتى سبتمبر عام 2005.
ويعود له الفضل في وضع الأسس الثابتة للدبلوماسية البحرينية وسياسة البحرين الخارجية وعلاقاتها بدول العالم القائمة على حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
وفي تلك الفترة، تم تعيين أول سفراء للبحرين في أهم العواصم الدولية والعربية، فتمَّ تعيين السفير الشيخ سلمان بن دعيج آل خليفة رحمه الله، كأول سفير بحريني لدى بريطانيا، والسفير الأديب تقي البحارنة كأول سفير للبحرين في جمهورية مصر العربية الشقيقة، باعتبارها مقر الجامعة العربية، كذلك تم تعيين السفير الدكتور سلمان الصفَّار كأول مندوب دائم للبحرين لدى الأمم المتحدة بنيويورك.
الشهادة بالنجاح للدبلوماسية البحرينية لا يقتصر على الإشادات الرسمية للقيادة، بل تعززها شهادات أدلى بها سفراء الدول والمنظمات العربية والأجنبية الذين مثّلوا بلدانهم سابقاً على رأس سفارات وقنصليات ووفود دبلوماسية في مملكة البحرين، وأجمعوا فيها على أن أحد أهم ما يميز جوهر العمل الدبلوماسي البحريني هو أن مملكة البحرين نجحت في أن تكون دولةً صديقة للجميع، مُرحبة بالجميع ومنفتحة على جميع الثقافات والأجناس والأديان ومتعايشة بسلام مع الجميع، وهذه مفاتيح نجاح ورسوخ للعلاقات الدبلوماسية والخارجية مع الدول والمنظمات الدولية القائمة على الاحترام المتبادل.
نجاحات وإنجازات مشرفة، ما كانت لتتحقق لولا توجيهات جلالة الملك المعظم ودعمه لمسؤولي وزارة الخارجية ومنتسبي السلك الدبلوماسي واعتزازه بهم، إيماناً منه بأهميتها ودورها في إبراز وجه البحرين الحضاري على مختلف الأصعدة.