تشهد مملكة البحرين في السنوات الأخيرة تحولاً رقمياً واسعاً، يعكس رؤية واضحة نحو مستقبل حديث يتماشى مع توجهات رؤية البحرين الاقتصادية 2030، ويعزز مكانتها كدولة مؤمنة بدور التكنولوجيا في بناء اقتصاد مستدام قائم على المعرفة. هذا التحول لم يأتِ بصورة عشوائية، بل جاء نتيجة خطط ممنهجة تقودها هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية، والجهات الحكومية التي تبنت أسلوباً جديداً في تقديم الخدمات وتطوير الهوية البصرية للدولة.
لقد أصبحت الخدمات الإلكترونية اليوم عنصراً رئيسياً في حياة المواطن البحريني، عبر منصات مثل البوابة الوطنية Bahrain.bh وتطبيقات الحكومة الذكية، التي سهلت الإجراءات، وقللت الوقت ورفعت مستوى الشفافية. هذه التطورات لم تُحسّن تجربة المواطن فقط، بل أسست لهوية رقمية واضحة المعالم تُظهر دولة حديثة، تضع التكنولوجيا في قلب عملية التنمية.
ويمكن رؤية هذه الهوية الرقمية الجديدة بوضوح في الفعاليات الأخيرة التي استضافتها المملكة، سواء البطولات الرياضية الكبيرة أو المعارض الدولية أو المنتديات الاقتصادية. فقد اعتمدت البحرين على أنظمة رقمية متطورة لتنظيم الدخول، والتسجيل، وإدارة الحشود، وحتى تصميم الهويات البصرية للفعاليات، لتقديم صورة احترافية تعكس المستوى الذي وصلت إليه الدولة في بنيتها الرقمية.
أما مستقبل البحرين في ظل هذا الزخم، فهو يتجه نحو مرحلة أكثر تقدمًا مع دخول مشاريع الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات الضخمة، والمدن الذكية، إضافة إلى تطوير البنية التحتية للاتصالات، وتمكين الشباب من خلال برامج تدريبية وطنية تستثمر في طاقاتهم الرقمية. كإعلامي بحريني، أرى أن المملكة لا تصنع مجرد خدمات إلكترونية، بل تبني هوية رقمية متكاملة تُبرز قيم التطور، وتمنح المواطن دوراً أوسع كشريك في صناعة المستقبل.
