ودعت البحرين، أمس، الرئيس التنفيذي السابق لجريدة “الوطن” إبراهيم الحسيني، بعد مسيرة إنسانية ومهنية حافلة بالعطاء والإنجاز، حيث ووري جثمانه الثرى بمقبرة الحنينية في مساء حزين، وحضر تشييع جنازته جموع غفيرة من المسؤولين والإعلاميين والمواطنين.
وتوفي “بو محمد” عن عمر 72 عاماً، وكان قدوة في أسرته وعائلته، ولا يتوقف عن نصح ابنه وأبناء إخوته بمتابعة التعليم والحصول على الدراسات العليا لخدمة أنفسهم ومجتمعهم ووطنهم، كما كان ينصحهم بالإجادة في العمل والإخلاص والإتقان فيه، وألا يتركوا الصلاة وقراءة القرآن لأن فيهما خيري الدنيا والآخرة.
وكان المغفور له بإذن الله تعالى، إبراهيم الحسيني، محباً للتعليم وحصل على العديد من الشهادات، ومنها ماجستير في الإدارة، كما كان مثالاً في الإخلاص والالتزام، في كافة المناصب التي تولاها، قبل أن يتولى منصب الرئيس التنفيذي للصحيفة في أبريل 2012 وحتى نوفمبر 2023. فبدأ حياته المهنية معلماً للغة الإنجليزية بمدارس وزارة التربية والتعليم، ثم انتقل للعمل الإداري بالوزارة، قبل أن يعمل ملحقاً ثقافياً في سفارة مملكة البحرين في العاصمة الأمريكية واشنطن.
وانتقل الحسيني، إلى وزارة التنمية الاجتماعية، وتدرج في المناصب حتى أصبح مستشاراً، قبل أن ينتقل إلى محطته المهنية الختامية كرئيس تنفيذي لصحيفة “الوطن”. وفي جميع هذه المحطات كان نموذجاً للانضباط والإخلاص في العمل، كما يؤكد زملائه وأصدقائه.
وكان، رحمه الله تعالى، مؤمناً برسالة “الوطن” في خدمة وطنها ومجتمعها. وأسهم خلال فترة عمله في ترسيخ مكانة “الوطن” كمنبر وطني رصين، يعكس القيم والمبادئ التي تأسست عليها. كما كان حريصاً على دعم الكفاءات الصحفية الوطنية، وتطوير الصحافة لتواكب المتغيرات، وتسهم في خدمة القضايا الوطنية والخليجية والعربية والإسلامية والإنسانية.
وتميز الفقيد الحسيني برؤية استراتيجية عميقة، وقدرة عالية على إدارة العمل الإعلامي بروح الفريق الواحد، مما جعل أثره باقياً في نهج العمل وأخلاقياته داخل الصحيفة. وترك بصمة إنسانية ومهنية في ذاكرة كل من عرفوه وعملوا معه.
وكان، رحمه الله، يحث جميع من يعرفهم، وأولهم ابنه وأولاد إخوانه وأهله، على الصدقات في السر والعلن، وكانت له خبيئة بينه وبين ربه، بصدقة السر للمتعففين وأصحاب الحاجات كما يؤكد بعض أهله ومحبيه حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه. رحم الله الفقيد الراحل، وأسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.