البيان الختامي لمؤتمر الحوار الإسلامي – الإسلامي: وحدة الأمة عهد وميثاق والحوار والتفاهم البنَّاء يستوعب عناصر الوحدة الكثيرة – الوطن

أعرب المشاركون في مؤتمر الحوار الإسلاميالإسلامي في بيانهم الختامي عن خالص العرفان والتقدير لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم، على رعايته السامية للمؤتمر، وعلى استضافة مملكة البحرين له، معبّرين عن شكرهم لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين د.أحمد الطيب؛ على حضوره وإسهامه القيِّم في أعمال المؤتمر؛ وللمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية على كرم استقبال الضيوف وحسن التنظيم، مقدّرين كافة الجهود المبذولة من الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين في الإعداد والتنظيم للمؤتمر، حتى تم بالمستوى الذي أنجز به.
وأكد البيان الختامي للمؤتمر على أن “وحدة الأمة عهد وميثاق”، وأن “التفاهم والتعاون على تحقيق مقتضيات الأخوّة الإسلامية واجبٌ متعيّنٌ على المسلمين جميعاً”، مشيراً إلى أن “الحوار الإسلامي المطلوب اليوم، والذي تحتاجه الأمة ليس حواراً عقائديّاً ولا تقريبيّاً، بل هو حوار تفاهم بَنَّاء، يستوعب عناصر الوحدة الكثيرة، في مواجهة التحديات المشتركة، مع الالتزام بآداب الحوار وأخلاقه”.
وحثّ المؤتمر على التعاون المشترك بين المرجعيات الدينية والعلمية والفكرية والإعلامية لمواجهة ثقافة الحقد والكراهية، مؤكداً على تجريم الإساءة واللعن بكل حزم من كل الطوائف. وأشار إلى أن التراث الفكري والثقافي في مدارس المسلمين جميعاً لا يخلو من أخطاء اجتهادية ينبغي أن تُتَجاوز، داعياً إلى التزام الحكمة والجرأة في النقد الذاتي لبعض المقولات، وإعلان الأخطاء فيها؛ استئنافاً لما بدأه الأئمة السابقون، والعلماء المتبوعون من كافة المدارس الإسلامية.
وشدد على “ضرورة توحيد الجهود نحو قضايا الأمة الملحّة كدعم القضية الفلسطينية، ومقاومة الاحتلال، ومواجهة الفقر والتطرّف؛ إذ حين يتكاتف المسلمون جميعاً باختلاف مدارسهم لدعم هذه القضايا عمليّاً، تذوب الخلافات الثانوية تلقائيّاً تحت مظلة “الأخوّة الإسلامية” التي أمر بها القرآن”. ودعا المؤسسات العلمية الإسلامية الكبرى لإنجاز مشروع علمي شامل، يُحصي كافَّة قضايا الاتفاق بين المسلمين في العقيدة والشريعة والقِيَم، مؤكداً أن هذا المشروع سيكون له الأثر الكبير في معرفة الأمة بنفسها، وإصلاح تصوُّر بعضها عن بعض، وتنمية ثقافتها الإسلامية المشتركة، وتعزيز دعوتها الإنسانية.
وأكد أن “الوحدة الإسلامية يجب أن تصير نظاماً مؤسسيّاً يبدأ من مناهج التعليم، ويمتد إلى خطب المساجد والإعلام”، داعياً إلى أن تتحول “ثقافة التفاهم” إلى سياسات ملموسة في كتبٍ تُعلِّم فقه الاختلاف، ومنصاتٍ تقوض خطاب الكراهية، ومشاريع اجتماعية تنموية وحضارية مشتركة.
ونوه المؤتمر بدور المرأة في ترسيخ قيم الوحدة في الأمة، وتعزيز التفاهم بين أبنائها، سواء من خلال أدوارها داخل الأسرة، أو عبر حضورها العلمي والمجتمعي. كما دعا إلى وضع استراتيجية جديدة للحوار الإسلاميالإسلامي تأخذ بعين الاعتبار قضايا الشباب وطموحاتهم، وتعتمد على الوسائل الحديثة في التواصل ونقل المعرفة، بحيث يكون الخطاب الديني متفاعلاً مع واقعهم الرقمي والتكنولوجي، وأن يعكس رؤيتهم لمستقبل الإسلام في عالم متغيّر.
وأشار إلى أهمية تعزيز منصات الحوار الإسلامي بإنشاء لجان متخصّصة تحت مظلة المؤسسات الدينية الكبرى؛ لرعاية الحوار بين الشباب المسلم من كافة المذاهب الإسلامية، وتنظيم مبادرات وبرامج شبابية للحوار، بما في ذلك الشباب المسلم في الغرب لربطه بتراثه الإسلامي، وتعزيز قيم التفاهم والعمل المشترك بين المذاهب الإسلامية، وتقديم نماذج إيجابية تعزّز هويتهم الدينية، وإطلاق مبادرات علمية ومؤسسية للحوار بين المسلمين من كافة المذاهب، لإزالة الصور النمطية المتبادلة، ونزع أسباب التوتر بينهم، باعتبار ذلك الطريق الأمثل لتحسين صورة المسلمين، ومواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا.
وأوصى المؤتمر بإنشاء “رابطة الحوار الإسلامي” من قِبل مجلس حكماء المسلمين للعمل فتح قنواتِ اتصالٍ لكل مكونات الأمة الإسلامية دون إقصاءٍ، استمداداً من الاصطلاح النبوي الشريف الذي يجعل أمة الإسلام أمة واحدة. كما أطلق نداء بعنوان “نداء أهل القبلة”، داعياً إلى صياغة خطاب دعوي من وحي هذا النداء تستنير به المدارس الإسلامية تحت شعار “أمة واحدة ومصير مشترك”.
وفي السياق نفسه، أعلنت الأمانة العامة لمجلس حكماء المسلمين أنها ستتابع خطوات تشكيل لجنة مشتركة للحوار الإسلامي، والخطوات العملية اللازمة لتنفيذ مقررات هذا المؤتمر، وبدء التحضيرات بالتنسيق مع الأزهر الشريف، لتنظيم المؤتمر الثاني للحوار الإسلاميالإسلامي بالقاهرة تلبية لما أعلن عنه فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف في كلمته بالمؤتمر.