• الوعي والمعرفة خط الدفاع الأول ضد داء السكري
  • السمنة وقلة الحركة من أبرز عوامل الخطر
  • علامات تحذيرية تستوجب استشارة الطبيب فوراً

أكد اخصائي طب العائلة وعضو جمعية أصدقاء الصحة د. يوسف التحو أن داء السكري، أو ما يُعرف محلياً بـ«مرض السكّر»، هو حالة صحية مزمنة تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، مبيّناً أن المصابين بداء السكري يعانون من الخمول أو العطش الشديد، وأن النظام الغذائي الذي يتبعه الفرد يؤثر على صحته على المدى الطويل.

وقال د. التحو أن داء السكري رغم انتشاره، فإن الوعي والمعرفة هما خط الدفاع الأول للتعايش معه بسلام والوقاية من مضاعفاته، مؤكداً أن التعامل مع هذا «الرفيق المزعج» ينبغي أن يتم بذكاء وعناية.

وأوضح أن «السكري» هو اضطراب في كيفية استخدام الجسم لسكر الجلوكوز (السكر) للحصول على الطاقة، مشيراً إلى أن الجلوكوز هو مصدر الطاقة الرئيسي لخلايا الجسم، ويتم نقله إلى الخلايا بمساعدة هرمون الأنسولين الذي تُنتجه غدة البنكرياس، وعندما لا يُنتج البنكرياس ما يكفي من الأنسولين (النوع الأول)، أو عندما لا تستجيب الخلايا للأنسولين بشكل فعال (النوع الثاني)، يتراكم الجلوكوز في مجرى الدم، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. وذكر أن الأنواع الرئيسية لداء السكري هي:

النوع الأول (T1D): يحدث عادةً في مرحلة الطفولة أو الشباب، حيث يتوقف الجسم عن إنتاج الأنسولين تماماً. يتطلب هذا النوع العلاج اليومي بالأنسولين.

النوع الثاني (T2D): هو الأكثر شيوعاً ويرتبط غالباً بزيادة الوزن وقلة النشاط البدني، حيث يبدأ الجسم بمقاومة الأنسولين تدريجياً. ويمكن السيطرة عليه غالباً من خلال التغذية والنشاط البدني والأدوية الفموية، وقد يتطلب الأنسولين في مراحل متقدمة.

سكري الحمل: يظهر أثناء الحمل ويختفي عادةً بعد الولادة، لكنه يزيد من خطر إصابة الأم والطفل بالسكري من النوع الثاني لاحقاً.

وعن طرق الوقاية والعلامات التحذيرية، قال د. التحو إن الوقاية خير من العلاج، خاصةً للنوع الثاني الذي يمكن تجنبه أو تأخيره بنسبة كبيرة باتباع نمط حياة صحي.

ونصح بالمحافظة على وزن صحي، حيث إن السمنة وزيادة الدهون الحشوية عاملان رئيسيان للإصابة بالسكري من النوع الثاني، وممارسة النشاط البدني المنتظم، من خلال التمارين الرياضية لمدة لا تقل عن 30 دقيقة في اليوم لكي تساعد الخلايا على الاستجابة بشكل أفضل للأنسولين.

كما أكد على أهمية التغذية المتوازنة، وذلك عن طريق التقليل من السكريات المضافة، والكربوهيدرات المكررة، والأطعمة المُعالجة، مع التركيز على الألياف، والخضروات، والبروتينات الخالية من الدهون.

وشدد على أهمية استشارة الطبيب وإجراء فحص السكر، في حال ظهور العلامات التحذيرية التالية: كثرة التبول بشكل غير طبيعي (خاصةً ليلاً). العطش الشديد والجفاف. الجوع المفرط غير المبرر. التعب أو الخمول المستمر. بطء التئام الجروح أو الالتهابات المتكررة. فقدان الوزن غير المبرر (خاصةً في النوع الأول).

أما عن كيفية التعايش السليم وتجنب المضاعفات، أكد د. التحو أن السكري لا يعني نهاية الحياة الطبيعية، بل هو دعوة لتبني نمط حياة أفضل، فالهدف الأساسي هو الحفاظ على مستوى السكر في الدم ضمن النطاق المستهدف، محذراً من أن عدم السيطرة على السكر على المدى الطويل قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على العينين (اعتلال الشبكية)، والكليتين (الفشل الكلوي)، والأعصاب (اعتلال الأعصاب)، والقلب والأوعية الدموية.

وأوصى باتباع الخطوات التالية للتعايش الفعال مع المرض:

المراقبة: قياس السكر بانتظام حسب إرشادات طبيبك. الالتزام بالعلاج: اتباع خطة الأنسولين أو الأدوية الفموية الموصوفة لك بدقة. فحص القدمين: التحقق يومياً من عدم وجود أي جروح أو بثور، لأن اعتلال الأعصاب قد يقلل من إحساسك بها. الزيارات الدورية: على المريض ألا يهمل زيارات الطبيب وفحوصات العيون والكلى الروتينية.

واختتم د. التحو تصريحه بالتأكيد على أن «داء السكري هو تحدٍ يمكن الفوز به. لا تجعله شبحاً مخيفاً، بل اجعله دافعاً لتبني حياة صحية قائمة على المعرفة والالتزام. صحتك هي أثمن ما تملك، وخطوات صغيرة اليوم تصنع فارقاً كبيراً في المستقبل».

شاركها.